مسلح من قوات المعارضة السورية في درعا
مسلح من قوات المعارضة السورية في درعا

دعت السلطات السورية الخميس إلى إقامة صلاة جمعة "مليونية" في جميع مساجد البلاد للتضرع إلى الله لعودة الأمن والاستقرار إلى سورية، وذلك فيها شهدت عدة مدن  قصفا واشتباكات بين القوات النظامية وعناصر المعارضة.

وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في بيان أصدره إن الدعوة موجهة إلى "سائر فئات الأمة، أن يتلاقوا لأداء صلاة الحاجة" والدعاء بالفرج في وجه ما يمارسه "وكلاء إسرائيل من قتل للنفس البريئة وتخريب للممتلكات".

وأكد الوزير، حسب موقع وزارة الأوقاف، أن سورية ستنتصر على "المؤامرة التي أعلنتها الدول المعادية لها وينفذها بالوكالة عنها عبيدها وخدامها القابعون وراء البحار وعلى رأسهم الفكر الوهابي التكفيري".

وتنسب السلطات السورية الاضطرابات التي تشهدها البلاد إلى "مجموعات إرهابية مسلحة" وفي مقدمتها تنظيم القاعدة في سورية "جبهة النصرة"، وتتهمها بالسعي إلى زرع الفوضى في البلاد في إطار "مؤامرة" يدعمها الخارج.

قصف واشتباكات

وتأتي دعوة وزارة الأوقاف السورية فيما تعرضت أحياء حمص المحاصرة في وسط البلاد الخميس إلى قصف من القوات النظامية، في ظل استمرار الاشتباكات بين هذه القوات وبين مقاتلين معارضين في غرب المدينة لليوم الخامس على التوالي.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون إلى مقتل سبعة رجال بينهم ستة مقاتلين خلال اشتباكات وقعت فجرا مع القوات النظامية وقصف على حي جوبر. وذكر أن "القوات النظامية حاولت فرض سيطرتها على أطراف مدينة حمص".

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها أن "قوات النظام تقصف بشكل عنيف بالمدفعية الثقيلة على حمص وسط اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في الجهة الغربية اثر محاولة قوات النظام اقتحام المدينة".

وفي محافظة درعا، تعرضت بلدة بصر الحرير لقصف بالطيران الحربي، فيما يشهد محيطها اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية مستمرة منذ ايام، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة داريا إلى غارة جوية صباح الخميس، كما تعرضت بلدة عقربا إلى قصف عنيف من القوات النظامية يتزامن مع اشتباكات على اطرافها.

وهذا فيديو نشره ناشطون على الانترنت يظهر مقاتلة حربية وهي تلقي قنابل في درايا:

 

اتهامات بالتهجير الطائفي

وندد المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات المعارضة السورية، في بيان أصدره بتصعيد نظام الرئيس بشار الأسد "هجمته الوحشية المنهجية على مدينة حمص وريفها بهدف تهجير الأهالي على أسس طائفية لتحقيق ما يعتقد أنه انتصاره النهائي على حمص".

وأضاف البيان أن "النظام يستخدم لتحقيق هدفه الإجرامي هذا أبشع الأساليب التي يمكن أن تستخدم ضد مجتمع بشري: القصف بالأسلحة الثقيلة والحصار المطبق ومنع جميع سبل الحياة من الغذاء والدواء والخدمات الأساسية وإطلاق العصابات والميليشيات
الطائفية".
       
دعم الائتلاف السوري

من جانب آخر، تستضيف العاصمة الفرنسية باريس الاثنين المقبل اجتماعا لدعم الائتلاف السوري بمشاركة 50 بلدا ومنظمة إقليمية ودولية.

يأتي هذا في وقت قال فيه رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب لـ"راديو سوا" إن المساعي من أجل تشكيل حكومة مؤقتة مستمرة، مشيرا إلى أن هذه الحكومة بحاجة إلى دعم مادي يصل إلى ثلاثة مليارات دولار من أجل قيامها كحقيقة واقعة.

لكن عضو مجلس الشعب السوري فايز الصايغ قال إن مساعي المعارضة من أجل تشكيل حكومة مؤقتة في الخارج ستبوء جميعها بالفشل بعد تغيير مواقف الدول الداعمة لها مؤخرا، حسب قوله.

أطفال وبالغون سوريون يتلقون العلاج من هجوم كيميائي
النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية بشكل متكرر ضد السوريين

قال نائب المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة، روبرت وود، إن  النظام السوري أحجم عن احترام قرارات مجلس الأمن بشأن الأسلحة الكيماوية واستخدمها بشكل متكرر ضد السوريين.

وشدد وود على أن الإفلات من العقاب بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية مرفوض بشكل مطلق.

وكانت منظمات حقوقية أعلنت في 2022 أنها قدمت إلى سلطات التحقيق والادعاء العام في كل من ألمانيا وفرنسا والسويد "أدلّة إضافية" على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية بين العامين 2013 و2017.

وقالت المنظمات غير الحكومية وهي "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" و"الأرشيف السوري" و"مبادرة عدالة المجتمع المفتوح" و"منظمة المدافعون عن الحقوق المدنية"، في بيان مشترك إنّها قدّمت هذه المستندات "في الذكرى الخامسة للهجوم بغاز السارين على خان شيخون".

وذكرت المنظمات في بيانها بأنه في 4 أبريل 2017 وقع "الهجوم المأساوي على مدينة خان شيخون، والذي استخدمت فيه الحكومة السورية غاز السارين وأسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص، بينهم 32 طفلاً و23 امرأة".

كما استخدمت مادة الكلور في سوريا في هجوم على منطقة تسيطر عليها المعارضة في 2016، وفقًا لتقرير صدر  في 2022 عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وقع الهجوم في الأول من  أكتوبر 2016، قرب مستشفى ميداني خارج بلدة كفر زيتا في محافظة حماة (شمال غرب سوريا) وأدى إلى إصابة 20 شخصا بصعوبات في التنفس، على ما أوردت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وفي 21 أغسطس 2012 شنت القوات النظامية السورية على الغوطة الشرقية القريبة من دمشق هجوما كيماويا واستخدمت فيه غاز السارين الذي يعد من أخطر الغازات في العالم، ما أسفر عن مقتل 1400 شخص بينهم 400 طفل.

وفي النزاع الذي يعصف بسوريا منذ 2011، اتهم مقاتلو المعارضة والقوات الموالية لدمشق  على حد سواء بشن هجمات كيماوية، لكن غالبية الاتهامات تتعلق بأعمال منسوبة إلى القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.

لطالما نفت الحكومة السورية ان تكون استخدمت أسلحة كيميائية وأكدت أنها وضعت كل مخزونها تحت إشراف دولي بعد اتفاق أبرمته العام 2013 مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.