تتمتع إسرائيل بتفوق جوي.. لكن إيران تسيطر على عشرات آلاف الصواريخ الموجهة نحوها
طائرات حربية إسرائيلية، أرشيف

أفادت مصادر صحافية إسرائيلية يوم الأربعاء أن طائرات حربية إسرائيلية ضربت أهدافا في وقت متأخر الثلاثاء على الحدود بين لبنان وسورية وذلك بعد ساعات على ورود أنباء من لبنان حول طلعات جوية إسرائيلية في أجوائه.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصادر أمنية لم تكشف عن اسمها أن إسرائيل شنت غارة في ساعات الليل على قافلة عبرت الحدود من سورية إلى لبنان.

وقال أحد المصادر إن الطيران الإسرائيلي "دمر القافلة التي عبرت الحدود من سورية إلى لبنان" دون الإفصاح عن الموقع الدقيق للغارة أو عن محتوى القافلة.

ورفضت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الإدلاء بتعليق، قائلة "لا نعلق على تقارير من هذا النوع".

وأكد مصدر أمني اشترط عدم كشف اسمه أن الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربت قافلة يبدو أنها تحمل أسلحة متجهة إلى لبنان، مشيرا إلى أن ذلك حدث على الجانب السوري من الحدود في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا بتوقيت غرينيتش.

وقال المصدر إن هناك نشاطا إسرائيليا "غير اعتيادي" على مستوى عال فوق المجال الجوي اللبناني بدأ مساء الثلاثاء واستمر طوال الليل.

من جهته، قال الجيش اللبناني إن 12 طائرة إسرائيلية خرقت الأجواء اللبنانية في غضون الـ24 ساعة الماضية محلـّقة في طلعات مختلفة في أجواء البلدات الجنوبية للبنان.

وأفاد بيان صادر عن الجيش أن أحدث تلك الطلعات كان فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي لبيروت حين حلقت أربع طائرات إسرائيلية لعدة ساعات فوق بلدة الناقورة وعدد من البلدات الاخرى، وسبَقتها يوم الثلاثاء طلعات جوية مماثلة قامت بها ثماني طائرات إسرائيلية.

يشار إلى أن هذه التطورات تأتي بعد أيام من قيام إسرائيل بنقل بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ إلى الشمال مع تزايد المخاوف من تسرب الأسلحة الكيميائية التي يملكها النظام السوري إلى لبنان.

ومن ناحيتها ذكرت صحيفة جيروسليم بوست أن الأنباء عن الغارة الإسرائيلية تأتي في وقت بدأ فيه مسؤولون إسرائيليون كبار جولات دولية.

وأضافت أن مدير الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوشافي توجه إلى واشنطن لعقد لقاءات مع المسؤولين الأميركيين في وزارة الدفاع، فيما توجه مدير مجلس الأمن القومي ياكوف أميدرور إلى روسيا يوم الاثنين لبحث الأزمة السورية والأسلحة الكيميائية مع المسؤولين الروس.

المعارضة السورية تتهم النظام باستغلال العجز الدولي

في سياق آخر، اتهمت المعارضة السورية المجتمع الدولي بتشجيع النظام على مواصلة انتهاكاته في سورية، وذلك غداة العثور على حوالي 80 جثة لشبان مصابين برصاصات في الرأس على ضفة نهر قويق في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة في مدينة حلب.

وعبر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان صدر عنه الأربعاء عن صدمته إزاء "المجزرة الجديدة المروعة التي ارتكبها نظام الأسد"، مؤكدا أن "التراخي العالمي المستمر تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في سورية ما يزال يشجع القتلة على الاستمرار بجرائمهم".

وتابع الائتلاف قائلا "زبانية نظام الإجرام في سورية قتلوا عشرات المدنيين بأبشع الأساليب الوحشية وأكثرها جبنا وإثارة للغضب مطمئنين إلى دعم قوى إقليمية ودولية، ومتأكدين من تخلي العالم عن واجبه الأخلاقي والسياسي تجاه الشعب السوري".

وكان مصدر إعلامي سوري رسمي قد حمل جبهة النصرة الإسلامية مسؤولية ما وصفه بـ"الإعدام الجماعي" في حلب، في وقت دعا فيه الموفد الدولي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي من نيويورك مجلس الأمن الدولي إلى التحرك بشكل سريع لأن سورية "تدمرت شيئا فشيئا" نتيجة النزاع المستمر منذ أكثر من 22 شهرا والذي راح ضحيته أكثر من 60 ألف قتيل بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

نتانياهو خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة
نتانياهو خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة الأحد من خطر وقوع الأسلحة الكيميائية من سورية، التي قال إنها "أصبحت على وشك الانهيار"، في أيدي حزب الله.

ولفت نتانياهو إلى أن "الشرق الأوسط لا ينتظر نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وأحداثه لا تتوقف خلال تشكيل الحكومة الإسرائيلية"، لافتا إلى وجود العديد من التهديدات، ومؤكدا على ضرورة "أن نستعد ونكون أقوياء لمواجهة أي تطورات".
 
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد في وقت سابق الأحد أنه نشر عددا من البطاريات المضادة للصواريخ من ضمن القبة الحديدة في شمال إسرائيل.

من ناحية أخرى، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم الأحد لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن أي علامة على تراخي قبضة سورية على أسلحتها الكيميائية قد يؤدي إلى ضربات عسكرية إسرائيلية، مؤكدا التقارير الإخبارية التي تحدثت عن أن نتانياهو جمع قادة الأمن الأسبوع الماضي لمناقشة الصراع في سورية وحالة الترسانة الكيميائية السورية.

تجدر الإشارة إلى أنه لم يعلن عن الاجتماع الذي عقد الأربعاء واعتبر استثنائيا بشكل غير معهود حيث جاء بينما كانت الأصوات في الانتخابات العامة الإسرائيلية التي أجريت في اليوم السابق وفاز بها نتانياهو بفارق بسيط، قيد الفرز.

وقال شالوم إنه في حالة وقوع أسلحة كيميائية في أيدي مقاتلي حزب الله اللبناني أو المعارضة المسلحة التي تقاتل لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد "فإن ذلك سيغير من قدرات هذه المنظمات بشكل هائل".

وأضاف أن هذا التطور سيمثل "عبورا للخطوط الحمراء يتطلب تناولا مختلفا للأحداث ربما ضمن عمليات وقائية"، وذلك في إشارة إلى تدخل عسكري قال جنرالات إسرائيليون إن إسرائيل أعدت له خططا.

وفي مقابلة منفصلة، قال وزير الدفاع المدني الإسرائيلي آفي ديختر إن سورية "على وشك الانهيار".

وعندما سُئل عما إذا كانت إسرائيل تواجه تهديدا محدقا من سورية، قال "لا ليس بعد. اعتقد أنه عندما تمثل الأمور خطرا بالنسبة لنا فسوف تعلم دولة إسرائيل بالأمر".

يشار إلى أن المسألة السورية خيمت على الخطاب السياسي الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة.