سعيد جليلي
سعيد جليلي

توعد مسؤول إيراني كبير إسرائيل بالندم على "عدوانها" على سورية، وذلك تعليقا على هجوم قالت دمشق إن مقاتلات إسرائيلية شنته على مركز للبحوث العملية قرب العاصمة الإسبوع الماضي.

وأوضح الأمين العام لمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعد جليلي في مؤتمر صحافي عقده الاثنين في دمشق إن إسرائيل ستندم على الهجوم "مثلما ندمت على حروب الـ 33 يوما، والـ 22 يوما، والثمانية أيام"، في إشارة إلى حرب يوليو/تموز 2006  بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، وحربي غزة في نهاية 2008 و2012.

وأضاف جليلي الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد الأحد، أن الحكومة السورية جادة في التعامل مع هذا الموضوع وأن "العالم الإسلامي يدعم سورية". وأشار إلى أن "سورية تقع في الجبهة المتقدمة من العالم الإسلامي في مجابهة" إسرائيل.

وقال إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي هي حاليا في الرئاسة الدورية لمجموعة دول عدم الانحياز ستستفيد من كافة علاقاتها لدعم سورية" ضد إسرائيل.

وكان تلفزيون الأخبارية السوري الرسمي قد بث نهاية الأسبوع الماضي صورا للأضرار التي قال إنها نجمت عن الهجوم الإسرائيلي:



إقرار إسرائيلي

وكانت إسرائيل قد أقرت ضمنيا الأحد بأنها نفذت غارة في سورية بعدما لزمت الصمت حول هذا الموضوع على مدى أيام.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمام مؤتمر الأمن الدولي الأحد متحدثا عن الغارة إن "ما حصل قبل أيام يثبت أنه حين نقول شيئا إنما نلتزم به. لقد قلنا إننا لا نعتقد أنه يجب السماح بنقل أنظمة أسلحة متطورة إلى لبنان"، في إشارة إلى حزب الله.

مركز للأسلحة البيولوجية

ومن جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الغارة ربما ألحقت أضرارا بمركز الأبحاث الرئيسي حول الأسلحة البيولوجية والكيميائية في سورية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن الغارة استهدفت مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري وأن الأضرار التي لحقت به نتجت على الأرجح عن قنابل استهدفت آليات كانت تنقل صواريخ أرض جو روسية الصنع من طراز SA-17.

ورجح المسؤول استنادا إلى تقارير استخباراتية، أن تكون إسرائيل قد أرسلت عدة مقاتلات لاختراق الدفاعات الجوية السورية.

وكانت تقارير استخباراتية غربية قد أفادت بأن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت فجر الأربعاء قافلة عسكرية سورية كانت بصدد نقل أسلحة إلى جنوب لبنان، فيما أشارت الحكومة السورية إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مركزا للأبحاث في ريف دمشق.

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود السورية
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود السورية

أفادت مصادر أمنية إسرائيلية يوم الأحد أن إسرائيل تعتزم إقامة منطقة عازلة في الأراضي السورية لمنع الجماعات المتشددة من الاقتراب من الحدود إذا انهار نظام الرئيس بشار الأسد.

ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى هذه المصادر التي لم تسمها القول إن "القيادة العسكرية للشمال في إسرائيل لديها خطة "اليوم التالي" التي تفترض أن الأسد لم يعد رئيسا لسورية وأن هناك خوفا من رؤية عناصر إرهابية تسعى إلى الاقتراب من السياج" الحدودي مع إسرائيل.

وأضافت المصادر أن الإسرائيليين "يريدون عند سقوط الأسد إقامة نوع من المنطقة العازلة في الأراضي السورية وإخطار الكل بها، وذلك لمنع اقتراب إرهابيين من السياج من دون أن نتمكن من منعهم أو من رؤيتهم".

وأوضحت المصادر أن المنطقة ستكون "منطقة عازلة تابعة لسورية" مؤكدا أن إسرائيل "لن تجتاح الاراضي السورية".

ولم توضح المصادر عمق هذه المنطقة العازلة لكنها أكدت أن "هذه الخطط لا تزال في المرحلة الأولية".

ورفض متحدث عسكري إسرائيلي التعليق على هذه الخطط، مذكرا بأن الحاجز الأمني الجديد على طول خط فض الاشتباك مع سورية عند هضبة الجولان بات شبه مكتمل.

وكانت إسرائيل استولت على هضبة الجولان خلال حرب يونيو/حزيران 1967 قبل أن تضمها عام 1981 إلا أن المجتمع الدولي لا يعترف بهذا الضم.