قادة المعارضة السورية في اجتماع سابق
قادة المعارضة السورية في اجتماع سابق

نفى مصدر في الائتلاف الوطني السوري المعارض أنباء تحدثت عن احتمال استقالة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب جراء خلافات عميقة بين قوى الائتلاف حول تشكيل حكومة انتقالية.  

وقال عضو المكتب الإعلامي للائتلاف سونير أحمد، إن الخطيب مستمر في أداء مهامه التي مدتها ستة أشهر لم تنته بعد، مشيرا إلى أن الخطيب قد يترشح لولاية ثانية بعد ذلك.

وأضاف في مقابلة مع "راديو سوا"، إن الخطيب لم يصدر أي تصريح يتعلق باستقالته، واضعا تلك الأنباء في إطار الشائعات.

غير أن صحيفة الحياة اللندنية كانت قد نقلت عن مصادر في المعارضة السورية الأربعاء، القول إن الخطيب يتجه إلى تقديم استقالته في اجتماع قوى المعارضة المقرر عقده في اسطنبول يومي 18 و19 مارس/آذار الجاري لبحث تشكيل حكومة انتقالية.

وأفادت تلك المصادر، حسب الصحيفة، بأن خلافا جرى بين الخطيب والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ الذي يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية، بينما يطالب الخطيب بتشكيل هيئة تنفيذية.

ومن جهته، رجح عضو الائتلاف كمال اللبواني، أن تكون أنباء عزم الخطيب الاستقالة في إطار الضغوط التي يمارسها الأخير على الائتلاف لتشكيل هيئة تنفيذية بدلا من حكومة انتقالية. وأضاف أن الخطيب لمح بالاستقالة بعد إصرار الائتلاف على اجتماع تأسيس الحكومة بغية تأجيله أو إفشاله.

وانتقد اللبواني رئيس الائتلاف، معتبرا أنه خرج عن "مبادئ الثورة" في دعمه للحوار مع النظام السوري، متهما إياه بتبني مواقف واشنطن وموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بالتريث في تشكيل الحكومة إلى ما بعد الحوار مع أطراف في النظام السوري.
 
معارضة مجزأة

وتأتي تلك الأنباء بعد يوم من تصريحات أميركية، وصفت فيها المعارضة السورية بـأنها "مجزأة".

وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر في إفادة له الثلاثاء إن قوات المعارضة السورية التي تسعى إلى إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد "تكتسب قوة وتربح أرضا"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هذه المعارضة "ما زالت مجزأة وتجد صعوبة في احتواء تدفق المقاتلين المتشددين الأجانب".

ولاقت تصريحات كلابر هذه رفضا من جانب المجلس الوطني السوري. وقال رئيس المجلس عضو هيئة رئاسة الائتلاف المعارض جورج صبرا في اتصال مع "راديو سوا" إن مسؤولية الحد من تدفق المقاتلين الأجانب تقع على عاتق "النظام الذي تخلى عن مهمته في حفظ أمن البلد".

وأقر بأن قوى المعارضة لا تزال غير قادرة على السيطرة على تدفق المقاتلين الأجانب، مشيرا إلى أن ثمة مبالغة بشأن عدد هؤلاء. وأضاف أن هؤلاء تسربوا إلى سورية بعلم الحكومة السورية التي كانت تتعامل معهم في "عملياتها الإرهابية في كل من العراق ولبنان".

وكان صبرا قد كشف مطلع الأسبوع الجاري، عن تأجيل اجتماع كان مقررا عقده في اسطنبول الثلاثاء لبحث تشكيل حكومة سورية انتقالية.

وقال صبرا في اتصال هاتفي مع "راديو سوا"، إنه تم تأجيل الاجتماع نتيجة ظهور تباينات في الرأي حول موضوع الحكومة وعلاقة الائتلاف بها.

وأقر صبرا بوجود إشكاليات بشأن تشكيل الحكومة الانتقالية، موضحا أن الخلاف يدور حول توفر الإمكانات من أجل تشكيل الحكومة، وقدرتها على تلبية مطالب الشعب السوري.

مساعدة المعارضة

في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن الولايات المتحدة تبذل جهودا بالتعاون مع المجتمع الدولي من أجل دعم المعارضة السورية، مثنيا على مساعيها في تحقيق ما تصبو إليه.

وشدد كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره النرويجي سبين بارث إيد الثلاثاء على أهمية أن تجتمع المعارضة والرئيس الأسد من أجل التوصل إلى حل لتشكيل حكومة انتقالية وفقا لما نص عليه اتفاق جنيف.

ورحبت المعارضة السورية من جهتها بالموقف الأميركي لجهة التشديد على أهمية إنهاء الأزمة في سورية عبر الحوار وتشكيل حكومة  انتقالية.

وقال عضو الائتلاف الوطني خالد الناصر إن المعارضة أجمعها تشدد على الحل السياسي كسبيل لإنهاء الأزمة شرط إنهاء حكم الأسد.

وأضاف أن المعارضة السورية لا تمانع البحث مع شخصيات من الحكومة السورية حول كيفية تحقيق الانتقال السلمي للسلطة.

ترامب يحمل خريطتين لسوريا تظهر إحداهما مناطق كانت خاضعة لداعش فيما تظهر الأخرى أن التنظيم لم يعد يسيطر على أي مناطق اليوم ـ صورة أرشيفية.

لن تكون سوريا بمعزل عن الملفات التي ستكون على طاولة ساكن البيت الأبيض الجديد، وفي حين يتوقع خبراء ومراقبون أن تظّل السياسة ثابتة بناء على سلسلة المحددات التي تم تثبيتها خلال السنوات الماضية في عهد 3 رؤساء أميركيين لا يستبعدون أن "يتغير النهج" في المرحلة المقبلة، ولاسيما بعدما أعلن ترامب فوزه في الانتخابات.

في عهد ترامب (2016-2020) كان اتخذ عدة إجراءات خصّت الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري بحق السوريين، وكان على رأسها الأمر الذي أصدره في أبريل 2017 بضرب مواقع عسكرية تتبع لقوات بشار الأسد، ردا على تنفيذ الأخير هجوم بالغازات الكيماوية على بلدة بريف محافظة إدلب.

ولم يقتصر نهج إدارته على ما سبق، بل كان للمرشح الحالي الذي صعد مع حزبه أمام منافسته الديمقراطية كاملا هاريس نبرة حادة استهدفت الأسد على نحو خاص، حتى وصفه في 2018 بـ"الحيوان" الذي يتلقى دعما من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وإيران.

وفي غضون ذلك وبشأن لم ينفصل مارس ترامب خلال فترة توليه بعد 2016 سياسة صارمة ضد النفوذ الإيراني، وبينما أكد لعدة مرات أن "طهران أساس مشكلات المنطقة" أمر في 2020 باغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.

كما وافق مجلسا النواب والشيوخ في "الكونغرس" في عهده على تمرير قانون "قيصر"، إلى أن أصبح قانونا نافذا في ديسمبر 2019، بعدما وقع عليه ترامب، ضمن حزمة قوانين أدرجت ضمن قانون موازنة الدفاع الوطني الأميركية للسنة المالية 2020.

في المقابل، مر الملف السوري في عهد جو بايدن ونائبته كاملا هاريس بعدة محطات، لكنها كانت في غالبيتها ضمن إطار التأكيد وتمديد العقوبات المفروضة على النظام السوري، مع توسيعها لتشمل عمليات تهريب وإنتاج حبوب "الكبتاغون" على أراضيه.

القوات الأميركية ظلّت نشطة في شمال شرق سوريا في عهد بايدن وهاريس وكذلك الأمر بالنسبة لترامب قبل 2020، رغم أن الأخير كان قرر للحظة الانسحاب، لكنه عدّل عن ذلك بعد اعتراضات وفي أعقاب تقدم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس آنذاك باستقالته من منصبه.

ماذا يقول الخبراء؟

وتعتقد المحللة السياسية ومديرة معهد نيولاينز للأبحاث، كارولين روز أن "إدارة ترامب ستمنح إسرائيل تفويضا مطلقا، مما سيدعم خطط نتنياهو للتوغل بشكل أعمق في بلاد الشام ضد إيران ووكلائها".

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تدعم إدارة ترامب هجوما إسرائيليا في مناطق داخل سوريا حيث تشتبه بوجود نشاط لحزب الله، إذ ستعتبر هذا بمثابة استراتيجية لإسرائيل لتكون وكيلا لمصالح الولايات المتحدة، وفق روز.

وتقول المحللة لموقع "الحرة" إن إدارة ترامب من المتوقع أيضا ان تسمح بخفض كبير لقوات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خاصة في شمال سوريا.

سوريون يشعرون بالخيانة من موجة تطبيع العلاقات مع بشار الأسد
ماذا ينتظر السوريون من الرئيس الأميركي الجديد؟
ساعات تفصل الولايات المتحدة عن موعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة، ينظر أثناءها السوريون بمختلف المدن والقرى في بلادهم، التي تنقسم جغرافيًا وسياسيًا إلى مناطق نفوذ عدة، بشكل متفاوت نحو السباق الرئاسي بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.

وسبق لترامب أن أذن بالانسحاب المفاجئ في أكتوبر 2019، ومن المحتمل أن يفكر في ذلك مجددا، حتى في مواجهة هجوم تركي محتمل ضد شركاء "قوات سوريا الديمقراطية" وزحف نظام الأسد، بحسب روز.

ومن ناحية أخرى ستتبنى إدارة ترامب نهج الضغط الأقصى على النظام السوري، وستعمل بشكل أساسي من خلال إسرائيل والعقوبات ووسائل أخرى، بدلا من الاعتماد على الشركاء العرب، لممارسة الضغط على سوريا، كما تابعت المحللة السياسية في حديثها.

ومن جهته يشير المحلل السياسي الأميركي، إيريك هام إلى أن "سياسة دونالد ترامب الخارجية كانت متقلبة كرئيس بين عامي 2016 و2020".

ويوضح لموقع "الحرة" أن "علاقاته مع إسرائيل والسعودية كانت تُعتبر إيجابية إلى حد كبير، وكذلك جهوده في تشجيع دول المنطقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

ومع ذلك، فيما يخص إيران والأكراد وسوريا، لم يرَ ترامب أي سبب للتوازن أو إيجاد أرضية مشتركة، كما يضيف هام.

ولا يستبعد أن يكون هناك أي تحول جوهري أو كبير فيما يتعلق بملفات المنطقة وسوريا بالتحديد عن سنواته الأربع في المنصب.

ماذا عن العقوبات؟

وتميزت السنوات الأولى من رئاسة ترامب قبل 2020 باستمرار القتال ضد تنظيم داعش، والذي بلغ ذروته بالنهاية الفعلية لخلافته المعلنة في سوريا والعراق في عام 2019، فضلا عن مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي.

كما تميزت سنوات ولايته السابقة بالضغط الأقصى الذي استهدف إيران، والسياسات التي رسمتها في المنطقة بيد "الحرس الثوري".

سينتظر ترامب بعد توجهه للبيت الأبيض ملفات ساخنة على رأسها الحرب في غزة والتصعيد الإسرائيلي المتواصل في جنوب لبنان، فضلا عن حالة التصعيد غير مسبوقة بين إسرائيل وإيران.

ورغم أن سوريا كموقف رسمي ما تزال بعيدة عن الحرب التي تحيط بها، إلا أنها باتت جزءا من الضربات التي تنفذها إسرائيل وتقول إنها تستهدف قادة إيرانيين ومواقع لحزب الله.

ويعتبر المحلل السياسي هام أن هاريس لم تطور هاريس أجندة سياسية أو سجلا كعضو في مجلس الشيوخ الأميركي، وكنائب للرئيس، وكان يقع على عاتقها التعامل مع القضايا الثقيلة في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام.

وفيما يتعلق بسوريا يعتقد أن "سياسة الضغط الأميركية والعقوبات ستكون قائمة بالتأكيد" وأنها لن تتغير بغض النظر عن هوية ساكن البيت الأبيض الجديد.

في المقابل ترى المحللة السياسية روز أن هاريس كان من المرجح لو فازت أن تحافظ على مستويات القوة الحالية في الشرق الأوسط كوسيلة للتحوط ضد إيران ووكلائها المنتشرين في جميع أنحاء المنطقة.

وكان من المحتمل أيضا أن تفي بالتزام الانسحاب الجزئي من العراق، لكنها ستحتفظ بالقوات الأمريكية البالغ عددها 900 فرد في شمال شرق سوريا.

ولا كلا الحالتين تتوقع روز أن يستمر فرض العقوبات والالتزام بالموقف المناهض للتطبيع مع النظام السوري، وأن هذا النهج سيكون أشد مع وصول إدارة ترامب.