عنصر  مسلح من قوات المعارضة السورية في حلب، أرشيف
عنصر مسلح من قوات المعارضة السورية في حلب، أرشيف

نددت دمشق الخميس بقرار فرنسا وبريطانيا تزويد المعارضة السورية بالأسلحة حتى من دون موافقة الاتحاد الأوروبي واعتبرت أنه يمثل "انتهاكا" للقانون الدولي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
 
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد أعلن الخميس أن لندن وباريس ستقرران تزويد المعارضة السورية بالأسلحة بصفة فردية إذا لم يتم التوصل إلى إجماع أوروبي بهذا الشأن.

وأكد فابيوس في تصريح لإذاعة "فرانس إنفو" أن بريطانيا وفرنسا ستطلبان عقد اجتماع الاتحاد الأوروبي لمناقشة رفع حظر الأسلحة عن سورية نهاية الشهر الجاري بدلا من أواخر مايو/ أيار القادم.

وأضاف أن "رفع الحظر هو من بين الأشياء القليلة التي ما زال بالإمكان القيام بها، من أجل التقدم بالوضع الراهن.. يجب التحرك بسرعة.. يجب أن يتمكن الثوار من الدفاع عن أنفسهم".

وحذر الوزير الفرنسي من أن عدم السير بهذا الخيار سيعني "استمرار المذبحة وحصول النتيجة التي لا يمكن تجنبها، والمتمثلة في تزايد قوة الجماعات الأكثر تطرفا وانهيار سورية".

وأشار إلى أن فرنسا كدولة ذات سيادة مستعدة للعمل بالتنسيق مع بريطانيا التي تتوافق مواقفها مع حكومة باريس.
 
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين فرنسيين رفضوا الكشف عن هويتهم قولهم إن الهدف هو تزويد المعارضة السورية خصوصا بصواريخ أرض-جو لمواجهة القصف بالطيران الحربي.
          
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن الثلاثاء أن بلاده قد تتجاهل حظر السلاح المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي، بما يسمح بمد المعارضة السورية بالسلاح.

وأضاف كاميرون أمام لجنة برلمانية "أتمنى أن يمكننا إقناع الشركاء الأوروبيين برفع الحظر لكن إذا لم نتمكن من ذلك فليس مستبعدا أن نقوم بالأمور بطريقتنا. إنه أمر محتمل".
 
المعارضة ترحب

من جهته، رحب ائتلاف المعارضة السورية بالموقف الفرنسي والبريطاني، وقال عضو الائتلاف حسين دادا في حوار مع "راديو سوا" إن الوعود الأوروبية هذه صادقة.

وقال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني إن هذه الخطوة ستكون وسيلة للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد الذي لن يقبل "بحل سياسي الا إذا أدرك أن ثمة قوة ستسقطه".
 
وأدى النزاع في سورية بحسب الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 70 ألف قتيل منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بسقوط الأسد منتصف مارس/آذار 2011.  
 

تنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا في إطار التحالف الذي أنشأته لمحاربة تنظيم داعش
تنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا في إطار التحالف الذي أنشأته لمحاربة تنظيم داعش

ما أن أعلن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الاميركية، حتى بدأت التقارير والتوقعات والتكهنات بشان خططه المستقبلية تتوالى.

الوجود العسكري الأميركي في سوريا كان أحد هذه المواضيع، إذ أشارت تقارير إلى أن ترامب يعتزم سحب القوات الأميركية من الشمال السوري بحسب روبرت أف كندي جونيور ألذي أعلن دعمه لحملة ترامب الإنتخابية ويتوقع أن يلعب دورا رئيسا في حكومته.

كينيدي قال إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يريد سحب القوات الأميركية من شمال سوريا بدلاً من تركها "وقوداً للمدافع إذا اندلع قتال بين تركيا والمسلحين الأكراد".

وأضاف كينيدي، أن ترامب عبر عن نواياه بشأن شمال سوريا وأعرب عن قلقه بشأن الوجود العسكري الأمريكي الطويل الأمد في سوريا.

سهيل خان مستشار سياسي من الحزب الجمهوري قال لقناة الحرة إن ترامب كان واضحا في حملته عندما قال إنه يريد جيشا أميركيا قويا يحافظ على مصالح الولايات المتحدة ويحمي أراضيها.

وقال إن ترامب لعب دورا مهما في ولايته الأولى لتحقيق هذا الهدف عندما طلب من الكونغرس الموافقة على مزيد من التمويل للجيش الأميركي.

وأضاف خان أن ترامب حذر ولا يرغب في تعريض القوات الأميركية للخطر كما حدث سابقا في العراق وفيتنام وافغانستان، وأن الظروف الحالية لا تستوجب بقاء الجيش الأميركي في المنطقة.

وذكر خان أن ترامب في نهاية المطاف يرغب بسحب القوات من الشرق الأوسط ولكن ليس بتسرع كما حدث في افغانستان بل سيضع جدولا زمنيا وسيتوخى الحذر في ذلك مع التأكيد على حماية المجتمعات المحلية في دول المنطقة.

ترامب يحمل خريطتين لسوريا تظهر إحداهما مناطق كانت خاضعة لداعش فيما تظهر الأخرى أن التنظيم لم يعد يسيطر على أي مناطق اليوم ـ صورة أرشيفية.
سوريا وترامب.. محطات وسيناريوهات "نهج أقسى"
لن تكون سوريا بمعزل عن الملفات التي ستكون على طاولة ساكن البيت الأبيض الجديد، وفي حين يتوقع خبراء ومراقبون أن تظّل السياسة ثابتة بناء على سلسلة المحددات التي تم تثبيتها خلال السنوات الماضية في عهد 3 رؤساء أميركيين لا يستبعدون أن "يتغير النهج" في المرحلة المقبلة، ولاسيما بعدما أعلن ترامب فوزه في الانتخابات.

كالفين دارك عضو في الحزب الديمقراطي استبعد في حديث لقناة الحرة أن يقوم ترامب بسحب القوات الأميركية من سوريا، مشيرا إلى تجارب سابقة لترامب عندما تحدث عن أمور عديدة لكنها كانت مجرد "كلام" ولم تترجم الى قرارات، بحسب تعبيره.

وأوضح دارك ان تصريحات كينيدي لا يمكن الأخذ بها على أنها قرار نهائي لترامب، موضحا أن ملف سحب القوات الأميركية معقد ويحتاج إلى التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا.

واشار كالفين دارك إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "لا يمتلك الان استراتيجية عسكرية حقيقية".

بين عامي 2017 و2021 التقى ترامب بإردوغان تسع مرات خلال رئاسته (AFP)
علاقات وأزمات.. تركيا تنظر لفوز ترامب بعين سوريّة
خلال فترة ولايته الأولى، مرّت العلاقة بين تركيا والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بمزيجٍ من التعاون والتوترات، ورغم أن هذه الحالة قد لا تختلف كثيرا مستقبلا، بدا لافتا خلال اليومين الماضيين اهتماما تركيا ببعدين، الأول عنوانه سوريا والثاني رسمته "Dostum" الكلمة التي استخدمها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في رسالة التهنئة.

وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.

وفي تقرير نشر في يناير الماضي، قالت الأمم المتحدة إن تقديراتها تفيد بأن التنظيم المتطرف لا يزال لديه "ما بين 3000 و5000 مقاتل" في العراق وسوريا.

وكشف منسق وزارة الدفاع الأميركية للتحالف الدولي لهزيمة داعش، آلان ماتني، وجود استراتيجيات وخطط جديدة يعتمدها التحالف لمواجهة تهديدات التنظيم في العالم.

وقال ماتني، وفق تقرير نشره موقع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن داعش لم يعد "يحكم أراض" لكن الأيديولوجية التي يتباها التنظيم لا تزال قائمة، وهناك حاجة للتحالف الدولي لمواجهة هذه التهديدات.

ويرى مراقبون أن استراتيجية فك الارتباط والاستقرار الإقليمي تتضمن مقاربة ترامب لسوريا التي تتلخص في تقليص الوجود العسكري الأميركي رغم الأهمية الاستراتيجية لتلك القوات في مكافحة داعش، محذرين مما قد يترتب على هذا الانسحاب من مخاطر محتملة على الاستقرار وإامكانية عودة ظهور جماعات متطرفة.