رئيس وزراء المعارضة السورية غسان هيتو
رئيس وزراء المعارضة السورية غسان هيتو

لم يكن رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو، معروفا بشكل كبير لدى السوريين قبل انتخابه في ساعات متأخرة من مساء الإثنين رئيسا للوزراء في الحكومة الانتقالية، بعد نقاشات حادة بين أعضاء الائتلاف الوطني السوري.

لكن هيتو الذي عاش سنوات عديدة في الولايات المتحدة اعتبر مرشح "التوافق" لدى أعضاء الائتلاف الوطني، في حين انتقد أعضاء آخرون طريقة انتخابه.

هجرة هيتو إلى الولايات المتحدة

أمضى غسان هيتو المولود في دمشق عام 1964 جزءا كبيرا من حياته في الولايات المتحدة حيث حصل على شهادتي بكالوريوس في الرياضيات والمعلوماتية من جامعة بورديو في ولاية إنديانا عام 1989، وعلى ماجستير في إدارة الأعمال عام 1994، ثم شغل مناصب كبيرة في شركات عالمية للتكنولوجيا والاتصالات في أميركا كان آخرها شركة إنوفار.

ومع اندلاع الاحتجاجات التي عرفتها سورية عام 2011، شرع هيتو الذي يحمل الجنسية الأميركية كما أكدت صحيفة نيويورك تايمز، في المشاركة في نشاطات سياسية وإغاثية معارضة للرئيس السوري بشار الأسد، وذلك قبل انضمامه للائتلاف الوطني المعارض، حيث عمل على تأسيس وإدارة "وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني في الائتلاف".  

وظهر غسان هيتو في شريط مصور داخل الأراضي السورية متحدثا عن حملة إغاثية للسوريين خلال عيد الأضحى الماضي:



شارك هيتو في تأسيس "تحالف سوريا الحرة" في الولايات المتحدة وتولى منصب نائب الرئيس منذ 2011، والذي هدف إلى "دعم تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية والعدالة والحريات المدنية واحترام القانون" حسب بيان تأسيس التحالف.

كما شارك في ذات العام بتأسيس "هيئة شام الإغاثية" وهي منظمة في أميركا تعنى بالمساعدات الإنسانية المقدمة إلى السوريين خلال الانتفاضة.

ورئيس وزراء حكومة المعارضة الجديد، شارك في نشاطات للجالية العربية والمسلمة خلال فترة تواجده في الولايات المتحدة.

وتحدث هيتو عن أسباب انضمامه لانتفاضة بلاده في شريط مصور بث قبل يومين من موعد الانتخابات، مؤكدا أنه ترك عمله في الولايات المتحدة وتفرغ لخدمة "الثورة" منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس السوري.



واعتبر معارضون داخل الائتلاف، أن اختيار غسان هيتو المتزوج والوالد لأربعة أبناء كان موفقاً بسبب خبرته السابقة في النشاطات الإغاثية، سيما وأن مهمة الحكومة الجديدة ستقتصر على العمل الإداري والإنساني في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة شمال البلاد، كما أن أصوله الكردية تحظى بقبول الجانب الكردي.

وقال عبيدة هيتو إبن رئيس وزراء المعارضة السورية، وكان لاعب كرة قدم أميركي سابق، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عام 2012  إنه تسلل إلى سورية "لمساعدة الثوار" في المجال الإعلامي.

ونقلت الصحيفة قوله إنه كتب رسالة لوالديه معلنا توجهه إلى سورية. وعلق والده بالقول للصحيفة، إن ابنه استغل فرصة غيابه عن المنزل في رحلة عمل ليسافر للانضمام إلى الثوار في سورية.

ويؤكد مقربون من رئيس وزراء المعارضة، أنه يملك بحكم عمله ونشاطه في الولايات المتحدة، علاقات دبلوماسية واسعة، وهو ما سيؤهله لعلاقات قوية مع دول أصدقاء سورية.
 
ووصف أعضاء في الائتلاف هيتو بأنه "رجل التوافق"، مشيرين إلى أنه يحظى باحترام الإسلاميين في المعارضة بسبب خطابه المتدين المعتدل، كما أنه مقبول من الليبراليين بالنظر إلى مساره المهني الناجح في الولايات المتحدة، وخطابه المطالب بالحرية والديمقراطية.


مرشح "الإخوان"

ورغم تعهد رئيس الوزراء الجديد بالاعتماد على الكفاءات المهنية في اختياره لأعضاء حكومته خلال أول كلمة ألقاها بعد اختياره، فإن أعضاء في الائتلاف اتهموا في المقابل الإخوان المسلمين في سورية باختيار رئيس الوزراء الجديد وفرض أجندتهم.

وانسحب بعض كبار أعضاء الائتلاف ومنهم الزعيم القبلي أحمد جربا ونشطاء المعارضة وليد البني وكمال اللبواني من جلسة التصويت قبل التصويت احتجاجا على ما قالوا إنه مسعى متسرع مدعوم من الخارج لاختيار هيتو.

وأكد اللبواني والمحسوب على التيار الليبرالي في الائتلاف الوطني في اتصال هاتفي مع موقع "راديو سوا" عدم تصويته على رئيس الوزراء، متهما دولة قطر بـ"فرض أجندتها على اختيار رئيس الحكومة المقرب من الإخوان" حسب زعمه.
 
وأضاف أن الشعب السوري لا يمكن أن يقبل بحكومة "ذات لون واحد بعد عامين من الثورة"، مشيرا إلى أنه عازم على الاستقالة من الائتلاف.

وهو ما عبر عنه أحد المغردين على موقع تويتر بالقول:
ردود فعل سورية

وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، تراوحت ردود فعل السوريين على تنصيب رئيس وزراء المعارضة الجديد، بين تأييد ومعارضة في حين شرع آخرون منذ الدقائق الأولى لانتخابه بتغريدات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورحب البعض بخبرة رئيس الوزراء الجديد وعمله في الجهود الإغاثية خلال أزمة سورية، كما عبر آخرون عن تفاؤلهم، مثل الصحفي السوري موسى العمر الذي اعتبر في تغريدة له على تويتر أن غسان هيتو "رجل منظم ويحب العمل الجماعي".
كما انتقد آخرون حصول هيتو على الجنسية الأميركية، وهو ما عبرت عنه صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة، والتي اعتبرت أنه "فر من الخدمة العسكرية في وقت مبكر من عمره".
في حين علق آخرون على انتخاب رئيس وزراء المعارضة الجديد بطريقة ساخرة:

سوريا كانت المصدر الرئيسي لمخدر الكبتاغون- فرانس برس
سوريا كانت المصدر الرئيسي لمخدر الكبتاغون- فرانس برس

أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الأحد، ضبط شاحنة تحمل طنا و100 كغم من مادة الكبتاغون المخدرة والقبض على المتهمين فيها وتفكيك شبكتهم بجهد استخباري دولي مشترك.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، العميد مقداد ميري، إن معلومات استخبارية مهمة وصلت من إدارة المخدرات في المملكة العربية السعودية أدت إلى تنفيذ عملية أمنية نوعية اتسمت بالدقة بعد استحصال الموافقات القضائية.

وأوضح ميري أن السلطات تمكنت من ضبط الشاحنة التي كانت قادمة من سوريا مرورا بتركيا باتجاه العراق، وهي تحمل هذه الكمية من المواد المخدرة.

ودائما ما تعلن السلطات العراقية، ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة التي تدخل من حدوده الغربية مع سوريا.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر الماضي، انخفضت نسبة مادة "الكبتاغون" المخدرة التي تدخل الأراضي العراقية من الحدود السورية.

على مدى السنوات الأخيرة، تورط نظام الأسد بصناعة "الكبتاغون" باعتبارها "مورد الدخل الوحيد" الذي اعتمد عليه بعد العقوبات الدولية التي فرضت نتيجة "قمع الثورة" الشعبية عام 2011.

وفي مقابلة سابقة مع الحرة كشف عضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الأمن القومي العراقي، حيدر القريشي، إن الكبتاغون الذي يدخل من سوريا، يشكل نحو 90% من الكميات المتداولة في العراق.

وكشف القريشي وجود سياسيين "متنفذين" و"عصابات" مسلحة، تدير عمليات تهريب المخدرات وتوزيعها في العراق وتصديرها إلى تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.