لاجئات سوريات في مخيم للاجئين على الحدود مع تركيا
لاجئات سوريات في مخيم للاجئين على الحدود مع تركيا

تواجه المنظمات الإنسانية العاملة في سورية خطرا كبيرا، وفي أحيان كثيرة تكون مهمتها مستحيلة خاصة في المناطق التي تشهد معارك مسلحة وحرب شوارع.

واستطلعت مراسلة "راديو سوا" في أنقرة خزامى عصمت آراء مسؤولين في منظمات الإغاثة السورية التقت بهم خلال جولة قامت بها في مقرات هذه المنظمات على الحدود التركية السورية، كما استطلعت آراء لاجئين سوريين على الحدود مع تركيا تحدثوا إليها عن المعاناة التي يعيشونها منذ بدء الأزمة السورية في مارس/ آذار 2011.

وتحدث مسؤولون في منظمات الإغاثة السورية خلال حوارات مع مراسلة "راديو سوا" عن أبرز الصعوبات التي تقف عائقا أمام عمل هذه المنظمات في ظل تصاعد حدة المواجهات المسلحة على الأرض.  

ولفت أمين مستودعات اتحاد المنظمات الإغاثة السورية الدكتور سامر الأحمد الذي التقته في مكتبه بالقرب من الحدود مع سورية إلى الصعوبات الطبية التي تواجه عمل المنظمات.
كما أكد أن التمويل يمثل عائقا أساسيا فهو ليس بحجم الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم مع تزايد المحتاجين والنازحين بشكل مضطرد سواء داخل سورية أو باتجاه دول الجوار.

البرد وارتفاع أسعار المحروقات

وتحدث مندوب الإغاثة الإسلامية محمود العثمان عن أوضاع اللاجئين في الداخل السوري خاصة حول ما يواجهونه من صعوبات تتعلق بالبرد، وقلة وسائل التدفئة وارتفاع أسعار المحروقات.

وأكد الدكتور سامر الأحمد أن جزءا كبيرا من النازحين السوريين هم من النساء والأطفال، ما يزيد الحاجة لخدمات الإغاثة المختلفة.

خلال جولة قامت بها مراسلة "راديو سوا" في مخيم  يايلاداغ على الحدود التركية السورية، روت إحدى اللاجئات معاناتها مع عائلتها داخل المخيم نفسه.

وقالت أم أحمد وهي أم لأربعة أطفال أكبرهم عشرة أعوام جاءت بهم إلى مخيم يايلاداغ في تركيا منذ بداية الأزمة السورية، إن زوجها ناشط سياسي ينتمي إلى "جماعة الإخوان المسلمين" وسجن أكثر من 12 سنة.

وأشارت إلى أن أطفالها وأطفال النازحين الآخرين يدرسون في مدارس أنشأتها السلطات التركية لهم داخل المخيم نفسه.

وأكدت أم أحمد التي تعيش في خيمة منذ سنتين تقريبا مع أطفالها، أنها لا تريد "سوى الأمن والعيش بسلام في الوطن الأم سورية".

وذكرت مراسلة "راديو سوا" أن أمل المشرفون على المنظمات الإنسانية هو أن يتحرك المجتمع الدولي إنسانيا حتى يتسنى لهم تقديم دعم جدي أكبر للشعب السوري الذي يعاني من التشرد والعنف.

عائلة سورية تغادر قاعدة حميميم عائدة إلى قريتها
عائلة سورية تغادر قاعدة حميميم عائدة إلى قريتها

يواصل سكان الساحل السوري، الذين لجأوا إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية هربًا من أعمال العنف الطائفي التي اجتاحت المنطقة الأسبوع الماضي، العودة تدريجيًا إلى قراهم المدمرة، بينما يفضل آخرون البقاء داخل القاعدة خوفًا على حياتهم، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

وأفادت الوكالة أن آلاف العلويين فروا إلى حميميم بعد هجمات دامية استهدفت بلداتهم وقراهم، وأسفرت عن مقتل المئات، لافتة إلى أن بعضهم بدأ بالعودة بعد استقرار الوضع جزئيًا، بينما ما زال آخرون يخشون المخاطرة بالعودة.

من جانبها، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن حوالي 9000 شخص احتموا بقاعدة حميميم الجوية، والتي أنشأتها موسكو في العام 2015 لدعم نظام الأسد. 

وأوضحت أن موسكو تسعى الآن إلى بناء علاقات مع القيادة السورية الجديدة، إلا أن مصير القاعدة الروسية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس لا يزال غير واضح.

وفي تصريحات لأحمد عبد الرحمن، المسؤول الأمني في الحكومة السورية المؤقتة، أكد أن 1500 شخص ما زالوا في القاعدة الجوية، مشيرًا إلى أن قوات الأمن تعمل على تأمين المنطقة من "فلول النظام البائد والعصابات التخريبية".

وأضاف: "نحن نعمل على تأمين المنطقة من فلول النظام والعصابات المسلحة، حتى يتمكن السكان من العودة إلى منازلهم وقراهم المحيطة بالمطار".

مطالبات بالمحاسبة

وقد شهد الأسبوع الماضي تصاعدًا في العنف، بعد أن أعلنت السلطات السورية المؤقتة أن قواتها الأمنية تعرضت لهجوم من مسلحين موالين للرئيس السابق بشار الأسد، الذي ينتمي للطائفة العلوية، ما أدى إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية، وصفتها رويترز بأنها "أسوأ أعمال عنف طائفي منذ سقوط الأسد في ديسمبر الماضي".

وأسفرت هذه المواجهات عن عمليات قتل واسعة النطاق ضد العلويين، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن المجازر.

وفي هذا السياق، تعهد الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، بملاحقة المتورطين في الجرائم الأخيرة.

ووفقًا لتقارير إعلامية سابقة، فقد لجأ بعض العلويين إلى لبنان خوفًا من استمرار عمليات القتل والاضطهاد، بينما فضل آخرون الاحتماء داخل حميميم إلى حين ضمان سلامتهم.

ووسط هذه التطورات، تتعالى الأصوات داخل الطائفة العلوية للمطالبة بتدخل دولي لحمايتهم. 

وفي هذا الصدد، ناشدت فلك عيسى (60 عامًا)، التي كانت ضمن مجموعة غادرت القاعدة الجوية للعودة إلى قريتها، المجتمع الدولي قائلة: "صار كل أنواع القصف بالقنابل والرشاشات اللي بدك إياها، كل أنواع الأسلحة... رعب حقيقي بكل معاني الكلمة".

وتحدثت رنا (34 عامًا)، وهي من قرية الصنوبر، عن فرارها إلى حميميم مع عائلتها بعد سماع دوي إطلاق النار في قريتهم. وبعد أيام من اللجوء، قررت العودة أمس الخميس بناءً على تأكيد شقيقها بأن الأوضاع أصبحت أكثر أمانًا مع انتشار قوات الأمن الحكومية. ورغم عودتها، لا تزال المخاوف تسيطر عليها، قائلة: "الصراحة في خوف.. في خوف أكيد.. بس إن شاء الله بتكون الأمور للأمام أحسن... أملنا كبير إنه تكون أحسن".

وفي مشاهدات ميدانية لصحفيي رويترز، بدت المنطقة الساحلية السورية وكأنها شهدت اجتياحًا واسع النطاق؛ حيث انتشرت مشاهد المنازل والمتاجر المحترقة، والقرى المهجورة، مما يعكس حجم الدمار الذي خلفته أعمال العنف الأخيرة.