تنتعش آمال المعارضة السورية في إمكانية الاعتراف بها ممثلا للشعب السوري على الصعيد الدولي بعد القمة العربية التي انعقدت مطلع الأسبوع الجاري في الدوحة، فيما تتباين تصورّات المراقبين من المغزى السياسي لجلوس رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب في مقعد سورية في القمة.
ويمثل افتتاح سفارة للمعارضة السورية في قطر خطوة إضافية في سبيل الدعم الذي تبذله بعض الدول العربية للائتلاف السوري المعارض، بعد مبادرة منح مقعد دمشق في جامعة الدول العربية لهذا الائتلاف، والذي جاء تنفيذا لقرار المجلس الوزاري العربي في اجتماعه في القاهرة يوم السادس من مارس/آذار الحالي، حسب رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم أل ثاني.
بدوره، علل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قرار اعتراف الجامعة بالمعارضة السورية "بسبب إصرار السلطات السورية على التنكيل بشعبها وعدم الاستجابة لدعوات السلم"، مؤكدا "أن المصلحة السورية فوق كل اعتبار".
قرار متأخر
ورحبت المعارضة السورية بهذا القرار حتى لو جاء متأخرا، حسب تعبير المتحدث الإعلامي باسم الجيش الحر فهد المصري، الذي قال إن "السوريين تلقوا هذا القرار الشجاع والجريء بفرح يشوبه الكثير من الألم والحزن لأنه تأخر كثيرا". وأضاف أن نتيجة هذا التأخير كانت أكثر من 100 ألف معتقل وعشرات آلاف الضحايا وأكثر من ثلاثة ملايين نازح داخل سورية وأكثر من مليون لاجئ، إضافة إلى دمار البنية التحتية ودمار أكثر من ثلاثة ملايين مبنى في العديد من المدن السورية.
مقعد سورية في الأمم المتحدة
وإذا كان قرار الجامعة يرفع الغطاء السياسي والدبلوماسي عن نظام الرئيس بشار الأسد، فإنه لا يعدو أن يكون خطوة في سبيل الاعتراف التام بالمعارضة السورية كيانا سياسيا يمثل الشعب السوري.
ولكن على أي مستوى؟
قال المصري "الآن تم رفع الغطاء العربي عن النظام السوري بإعطاء مقعد الجامعة العربية للمعارضة السورية نحن ننتظر خطوات فاعلة أكثر من المجتمع الدولي عبر رفع الغطاء السياسي عن بشار الأسد بمنح مقعد الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها للمعارضة السورية وأيضا تسليم السفارات، مما يرفع الغطاء السياسي عنه بشكل نهائي وكامل".
وفي حين تتجه أنظار المعارضة السورية إلى الأمم المتحدة بعد قمة الدوحة يظل الاعتراف بها أمرا معقدا وبعيد المنال في الوقت الراهن، حسب رأي الرئيس الفخري للصحافة الأجنبية في فرنسا إيلي مصبونجي، الذي قال إن الأمر سيتطلب "المرور بمفاوضات ذات مستوى ونطاق مختلفين، ثم أن اعتراف الجامعة العربية سابقة خطيرة".
وقال مصبونجي إن الخطورة تكمن في أنه يمكن لهذا الوضع أن يتكرر في أكثر من دولة، وتساءل "ماذا ستفعل جامعة الدولة العربية؟ هل ستسلم معقد أي بلد فيه معارضة ومشاكل في الشوارع واقتتال؟"
وسائل تحسم المعركة
وأضاف مصبونجي أنه حتى إذا ما كان القرار انتصارا دبلوماسيا، فإن المعارضة السورية بحاجة أكثر إلى وسائل تحسم بها المعارك الميدانية "لإنهاء معاناة الشعب"، مشيرا إلى أن قرار الجامعة قد لا يجلب إلا المزيد من تصلب النظام السوري وحلفائه.
في هذا الإطار، قلل الصحافي السوري في دمشق مضر بركات من شأن قرار الجامعة، معربا في الوقت ذاته عن استعداد دمشق للتصدي لكل محاولة لزعزعة النظام.
وأضاف بركات أن قرار جامعة "بتسليح الإرهاب في سورية ودعمهم لوجيستيا لن يجديهم نفعا إلا إذا شاؤوا أن يكون إعلان حرب على سورية. واعتقد أنه لو كان لهم مصلحة في ذلك لما تأخروا في ذلك".
وتلاحظ جين كينينمونت من معهد الدراسات السياسية والإستراتيجية شاتهام هاوس في لندن، أن عددا من دول الخليج أبدت تبرما من المواقف الأوروبية والأميركية المتحفظة بشأن التدخل في الأزمة السورية على الرغم من الحاجة الماسة للشعب السوري، بيد أن الوسيط الدولي السابق كوفي عنان أصر على ضرورة السعي لإطفاء الحريق بدل صب الزيت على النار.
سوريا
تطلعات الائتلاف السوري المعارض بين قمة الدوحة والأمم المتحدة
تطلعات الائتلاف السوري المعارض بين قمة الدوحة والأمم المتحدة