لاجئون سوريون في أحد مخيمات قرب طرابلس
لاجئون سوريون في أحد مخيمات قرب طرابلس

دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الخميس إلى عقد مؤتمر دولي يبحث إقامة مخيمات للاجئين السوريين داخل بلادهم تكون قريبة من الحدود مع الدول المجاورة وتخضع لحماية قوات تابعة للأمم المتحدة أو إلى توزيع اللاجئين الجدد الذين قد يفرون إلى لبنان ومن ثم إلى دول أخرى.
 
وكان سليمان قد اقترح خلال زيارة له إلى روسيا في يناير/كانون الثاني الماضي عقد مؤتمر دولي لمعالجة مشاكل النازحين السوريين في الدول المجاورة، في حين اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آنذاك استضافة بلاده للمؤتمر.
 
ويذكر أنه منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من عامين نزح إلى لبنان حوالي 400 ألف سوري سجلوا لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، لكن المسؤولين اللبنانيين يقدرون العدد بأكثر من ذلك.
 
ويشكو العديد من المسؤولين من عدم امتلاك لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين، القدرات المادية أو المساحة الجغرافية أو الإمكانات التقنية التي تؤهله لاستيعاب هذا العدد الكبير من النازحين، مشددين على ضرورة حصول لبنان على مساعدة الدول المانحة والأمم المتحدة في هذا المجال.
 
مساعدات روسية للاجئين السوريين

وفي روسيا، أعلنت وزارة الخارجية الخميس أنها "ستواصل في المستقبل القريب إرسال مساعدات إنسانية إلى اللاجئين من سورية إلى الدول المجاورة والنازحين داخل سورية".
 
وأضافت في بيان منشور على موقعها الإلكتروني أن طائرة روسية وصلت إلى بيروت الأربعاء محملة بـ40 طنا من المساعدات الإنسانية الطارئة تشمل مولدات كهربائية وبطانيات وأدوات مطبخ ومواد غذائية وأساسية.
 
وفي الأردن، وصلت الخميس أول طائرة محملة بمساعدات روسية للاجئين السوريين على أن تتبعها أخرى بعد أسبوع، وفقا لمصدر رسمي.
 
وقال سفير روسيا في عمان ألكسندر كالوجين إن الطائرة محملة بـ36 طنا من المساعدات الإنسانية والتموينية، فضلا عن مولد كهربائي عالي القدرة.
 
وتتوقع السلطات والمنظمات الدولية تدفق مزيد من النازحين إلى لبنان في الأسابيع والأشهر المقبلة في حال استمرار النزاع.
 
جدير بالذكر أن حوالي مليون شخص نزحوا من سورية منذ بدء النزاع، وهم يتوزعون خصوصا على لبنان وتركيا والأردن.

لاجئون سوريون في مخيمات تركية
لاجئون سوريون في مخيمات تركية

نفت الخارجية التركية الجمعة ما تردد عن طرد السلطات التركية عدداً كبيراً من السوريين بالقوة إلى بلادهم بعد أحداث شغب وقعت في مخيم "سليمان شاه" في مدينة "أقتشه كاليه" الحدودية، مؤكدة أن ذلك لا يعكس حقيقة ما جرى في المخيم.

وصرح الناطق الرسمي باسم الخارجية التركية لمراسل "راديو سوا" في أنقرة، أن ما فعلته قوات الأمن هو حماية أكثر 35 ألف سوري في المخيم، وأشار إلى أن 200 شخص من المقيمين فيه رموا قوات الأمن بالحجارة دون أي مقدمات ودون تقديم أي شكوى أو أي طلب.

وأوضح أن السلطات المعنية اتخذت التدابير اللازمة لوقف الأحداث وتم تصوير كل الأشخاص الذين شاركوا في هذا الاستفزاز، ومع بدء إجراءات تقديم المجموعة التي نفذت الهجوم للنيابة العامة، طلب أفرادها عن طيب خاطرهم العودة إلى سوريا حتى لا تتم محاكمتهم ولا يتعرضون لردة فعل السوريين الآخرين.

وجدد الناطق الرسمي التأكيد أن النهج الذي اتبعته الحكومة التركية منذ اندلاع الثورة السورية مبني على سياستي الباب المفتوح وعدم إجبار السوريين على العودة إلى بلادهم. وأوضح أنه لا يمكن للسلطات التركية أن ترد أي سوري يرغب في المجيء إلى الأراضي التركية ولا أن تطرد أياً من اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها.

مفوضية اللاجئين قلقة

عبرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها بعد إعلان تركيا عن إعادة لاجئين سوريين إلى بلادهم في أعقاب صدامات المخيم المذكور. وصرحت متحدثة باسم المفوضية العليا لوكالة الصحافة الفرنسية أن المفوضية قلقة جدا من "معلومات عن حادث خطير"، وعن احتمال إعادة لاجئين من مخيم سليمان شاه يوم الجمعة.

وأضافت المتحدثة أن إجبار لاجئين إلى العودة إلى سوريا، في حال حدوثه، مخالف للقانون التركي والقوانين الدولية، وتابعت "نؤيد تطبيق القانون في المخيمات واللجوء إلى القوانين المحلية لسوق مرتكبي الجرائم إلى القضاء، لكن إجبار لاجئين على العودة إلى بلادهم لا يمكن استخدامه كعقاب أو عمل رادع".

وقالت المفوضية إنها تسعى للحصول على تفاصيل إضافية حول ما حصل في المخيم قرب الحدود التركية السورية، وهي على اتصال مع السلطات التركية.