استمرار المواجهات بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة
استمرار المواجهات بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة

اتهم ناشطون سوريون الجيش النظامي باستخدام قنابل كيميائية في عمليات عسكرية نفذها في حي جوبر بدمشق فجر الأحد، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة.

وقال الصحافي والناشط مازن الشامي إنه تم توثيق حالات تعرض بعض الأشخاص لغازات سامة إثر القصف الذي نفذته القوات النظامية.

وأضاف في تصريح لـ "راديو سوا"  أنه تم تشخيص الحالات من قبل أحد الأطباء الموجودين في الحي، مشيرا إلى أن الأعراض التي تم تسجيلها تتمثل في حالات اختناق شديد مع التهابات، وتضيق في الحدقة.
 
وأفاد ناشطون بأن عدة أحياء في دمشق تشهد منذ صباح الأحد قصفا واشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي.

وقال الشامي إن أعنف الاشتباكات سُجلت في مخيم اليرموك وفي جوبر وعدة مناطق أخرى.
وأضاف أن أحياء العاصمة دمشق تشهد منذ فجر الأحد قصفا عنيفا من راجمات الصواريخ، مع استمرار سقوط قذائف في شوارع الأحياء.

ومن جانب آخر أفادت لجان التنسيق المحلية السورية بأن الجيش النظامي السوري يقصف  مدينة داريا غرب دمشق براجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة مستهدفة تجمعات للجيش السوري الحر.كما تدور اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي قرب سوق الهال شرقي  دمشق.


تقدم للجيش النظامي

وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية تمكنت الأحد من السيطرة على قرية عزيزة الإستراتيجية التي تطل على أحياء في جنوب شرق مدينة حلب في شمال البلاد، وكذلك جسر عسان بعد اشتباكات مع قوات المعارضة استمرت أياما.

ونقل المرصد عن ناشطين في حلب القول أن كتائب المعارضة "انسحبت من القرية بسبب نقص الذخيرة واشتداد الاشتباكات".

وكانت المعارك في محيط القرية قد تصاعدت منذ خمسة أيام وقتل فيها عدد كبير من المقاتلين المعارضين وعناصر الجيش السوري.

ومن جانب آخر، تعرضت أحياء طريق الباب والصاخور ومساكن هنانو في شرق مدينة حلب لنيران رشاشات ثقيلة أطلقها طيران حربي الليلة الماضية، حسب المرصد.

وكانت غارة جوية على حي الشيخ مقصود الذي تسكنه أغلبية كردية في حلب قد تسببت السبت بمقتل 15 شخصا على الأقل بينهم تسعة أطفال، حسب المرصد السوري.

تقدم المعارضة

وفي المقابل، أفاد المرصد بسيطرة مقاتلين معارضين الأحد على حاجز الرباعي العسكري على طريق درعا إثر اشتباكات وحصار استمر أياما، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وتشهد مدينة درعا الصغيرة نسبيا عمليات كر وفر متواصلة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة الذين يتواجدون في بعض أحيائها، لكن قوات النظام تملك مواقع عسكرية عدة في المدينة والمحافظة قادرة على تحريكها واستخدامها في المعارك.

تنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا في إطار التحالف الذي أنشأته لمحاربة تنظيم داعش
تنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا في إطار التحالف الذي أنشأته لمحاربة تنظيم داعش

ما أن أعلن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الاميركية، حتى بدأت التقارير والتوقعات والتكهنات بشان خططه المستقبلية تتوالى.

الوجود العسكري الأميركي في سوريا كان أحد هذه المواضيع، إذ أشارت تقارير إلى أن ترامب يعتزم سحب القوات الأميركية من الشمال السوري بحسب روبرت أف كندي جونيور ألذي أعلن دعمه لحملة ترامب الإنتخابية ويتوقع أن يلعب دورا رئيسا في حكومته.

كينيدي قال إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يريد سحب القوات الأميركية من شمال سوريا بدلاً من تركها "وقوداً للمدافع إذا اندلع قتال بين تركيا والمسلحين الأكراد".

وأضاف كينيدي، أن ترامب عبر عن نواياه بشأن شمال سوريا وأعرب عن قلقه بشأن الوجود العسكري الأمريكي الطويل الأمد في سوريا.

سهيل خان مستشار سياسي من الحزب الجمهوري قال لقناة الحرة إن ترامب كان واضحا في حملته عندما قال إنه يريد جيشا أميركيا قويا يحافظ على مصالح الولايات المتحدة ويحمي أراضيها.

وقال إن ترامب لعب دورا مهما في ولايته الأولى لتحقيق هذا الهدف عندما طلب من الكونغرس الموافقة على مزيد من التمويل للجيش الأميركي.

وأضاف خان أن ترامب حذر ولا يرغب في تعريض القوات الأميركية للخطر كما حدث سابقا في العراق وفيتنام وافغانستان، وأن الظروف الحالية لا تستوجب بقاء الجيش الأميركي في المنطقة.

وذكر خان أن ترامب في نهاية المطاف يرغب بسحب القوات من الشرق الأوسط ولكن ليس بتسرع كما حدث في افغانستان بل سيضع جدولا زمنيا وسيتوخى الحذر في ذلك مع التأكيد على حماية المجتمعات المحلية في دول المنطقة.

ترامب يحمل خريطتين لسوريا تظهر إحداهما مناطق كانت خاضعة لداعش فيما تظهر الأخرى أن التنظيم لم يعد يسيطر على أي مناطق اليوم ـ صورة أرشيفية.
سوريا وترامب.. محطات وسيناريوهات "نهج أقسى"
لن تكون سوريا بمعزل عن الملفات التي ستكون على طاولة ساكن البيت الأبيض الجديد، وفي حين يتوقع خبراء ومراقبون أن تظّل السياسة ثابتة بناء على سلسلة المحددات التي تم تثبيتها خلال السنوات الماضية في عهد 3 رؤساء أميركيين لا يستبعدون أن "يتغير النهج" في المرحلة المقبلة، ولاسيما بعدما أعلن ترامب فوزه في الانتخابات.

كالفين دارك عضو في الحزب الديمقراطي استبعد في حديث لقناة الحرة أن يقوم ترامب بسحب القوات الأميركية من سوريا، مشيرا إلى تجارب سابقة لترامب عندما تحدث عن أمور عديدة لكنها كانت مجرد "كلام" ولم تترجم الى قرارات، بحسب تعبيره.

وأوضح دارك ان تصريحات كينيدي لا يمكن الأخذ بها على أنها قرار نهائي لترامب، موضحا أن ملف سحب القوات الأميركية معقد ويحتاج إلى التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا.

واشار كالفين دارك إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "لا يمتلك الان استراتيجية عسكرية حقيقية".

بين عامي 2017 و2021 التقى ترامب بإردوغان تسع مرات خلال رئاسته (AFP)
علاقات وأزمات.. تركيا تنظر لفوز ترامب بعين سوريّة
خلال فترة ولايته الأولى، مرّت العلاقة بين تركيا والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بمزيجٍ من التعاون والتوترات، ورغم أن هذه الحالة قد لا تختلف كثيرا مستقبلا، بدا لافتا خلال اليومين الماضيين اهتماما تركيا ببعدين، الأول عنوانه سوريا والثاني رسمته "Dostum" الكلمة التي استخدمها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في رسالة التهنئة.

وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.

وفي تقرير نشر في يناير الماضي، قالت الأمم المتحدة إن تقديراتها تفيد بأن التنظيم المتطرف لا يزال لديه "ما بين 3000 و5000 مقاتل" في العراق وسوريا.

وكشف منسق وزارة الدفاع الأميركية للتحالف الدولي لهزيمة داعش، آلان ماتني، وجود استراتيجيات وخطط جديدة يعتمدها التحالف لمواجهة تهديدات التنظيم في العالم.

وقال ماتني، وفق تقرير نشره موقع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن داعش لم يعد "يحكم أراض" لكن الأيديولوجية التي يتباها التنظيم لا تزال قائمة، وهناك حاجة للتحالف الدولي لمواجهة هذه التهديدات.

ويرى مراقبون أن استراتيجية فك الارتباط والاستقرار الإقليمي تتضمن مقاربة ترامب لسوريا التي تتلخص في تقليص الوجود العسكري الأميركي رغم الأهمية الاستراتيجية لتلك القوات في مكافحة داعش، محذرين مما قد يترتب على هذا الانسحاب من مخاطر محتملة على الاستقرار وإامكانية عودة ظهور جماعات متطرفة.