وأما الثلث الشمالي الغربي للعاصمة الاقتصادية لسورية هو الجزء الوحيد الذي لا يزال خاضعا لسيطرة الجيش النظامي، بالإضافة إلى قسم من الوسط التاريخي للمدينة، إذ يضيق مسلحو المعارضة الخناق أكثر فأكثر على القوات النظامية على خط يربط شمال شرق المدينة بجنوب غربها.
وتعد أبرز التشكيلات المسيطرة على هذه المناطق هي "جبهة النصرة الإسلامية" المصنفة كتنظيم إرهابي من قِبل الإدارة الأميركية منذ 2012، و"حركة أحرار الشام"، بالإضافة إلى "لواء التوحيد"، والثلاثة تنظيمات جميعها تشكل ما يسمى "الجبهة الإسلامية".
وينتشر لواء التوحيد، الذي تشير التقارير إلى إن عدد مقاتليه يقارب 8000 عنصر، على كل جبهات المدينة، بينما تقاتل جبهة النصرة وأحرار الشام حول القواعد العسكرية.
لواء التوحيد
أكد عبد القادر الصالح، القيادي في لواء التوحيد، أن المقاتلين في سورية منشغلين في معارك التحرير في حلب وأنه لا مجال للثوار في خضم المعارك التي يخوضونها للتفكير في الأمور السياسية وأنهم يؤيدون أي مؤسسه تقوم بخدمة الناس وتقدم منفعة للثورة.
وتمنى الصالح، في حوار نشر الخميس على موقع اللواء، أن تعمل الحكومة المؤقتة لمصلحة المواطنين السوريين، وقال إنهم لم يكوّنوا رأيا فيها بعد.
وأضاف الصالح أنه لم يتم استهلال العمليات العسكرية إلا بعد ما "تعرضنا له من القتل والظلم"، وأنه لا مشكلة لدى اللواء في التعامل مع أي كان في الداخل ما دام يعمل لـ"صالح الشعب والناس على الأرض"، منوها إلى دعم لواء التوحيد للمجلس المحلي لمحافظة حلب.
ووصف الصالح معاذ الخطيب بأنه شخص وطني ومحترم، ونفى في المقابل أن يكون اللواء قد حصل على أية مساعدات عسكرية من الائتلاف الوطني.
من أجل قيام دولة إسلامية
وقال الصالح في حواره إن لواء التوحيد يحتفظ بعلاقات طيبة مع الجميع من إخوان وجبهة نصرة وأحرار الشام وغيرهم.
وفي سؤال "كيف ترى سورية المستقبل؟"، أجاب "نحن في سورية مسلمون، وهذه الدولة ذات طابع إسلامي، فأتمنى أن تكون سورية إسلامية معتدلة بقيادة منتخبة من قبل الناس.. فالإنسان الشريف والطيب يتجه نحو الناس ويختارونه ولا يمكن فرض أحد على الشعب، وعلى الدولة المستقبلية أن تحترم الأقليات لأنهم من أبناء سورية".
وأكد في ختام حديثه أن عناصر لواء التوحيد هم جزء من ثوار سورية، وبعد إسقاط النظام سيمضي من بقى حاملا للسلاح جزءا من الجيش السوري الذي سيتم تشكيله من ثوار سورية بالأساس.
أما الحاج مرعي، القيادي الآخر في لواء التوحيد وعضو في القيادة العليا لهيئة الأركان التي يرأسها العميد سليم إدريس، فقد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية أن خمسة أو ستة أجانب فقط يقاتلون في صفوف لواء التوحيد، عكس "جبهة النصرة"، التي بايعت قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وأمست فرع تنظيم القاعدة في سورية، و"كتيبة أحرار الشام" اللتان ترفضان تحديد عدد العناصر المقاتلة فيها من الأجانب.
محاكم إسلامية
وتدير شؤون المواطنين، في المنطقة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في حلب، المحاكم الإسلامية، إذ أن كل معاملات الزواج والإرث والعقود التجارية تخضع لهذه الجهة القضائية التي يديرها قضاة ومحامون انتقلوا إلى صفوف المعارضة والتي باتت خاضعة للجبهة الإسلامية.
وإذا كان زعماء هذه التنظيمات يؤكدون أن دورهم يقتصر على الشق العسكري، فإن نفوذهم بدأ يظهر في نواح عدة من الحياة اليومية، إذ أقام لواء التوحيد مدارس بالإضافة إلى"هيئة للكهرباء" لإمداد عشرات الأحياء المحرومة من التيار الكهربائي طيلة أشهر لتزويد الأحياء بهذه المادة الحيوية، وأوضح قيادي من المعارضة المسلحة لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الفكرة تقوم على عدم حصول فراغ ولو ليوم واحد في حالة سقوط النظام السوري".