كيري خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ
كيري خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الولايات المتحدة تتعاون مع كل الأطراف من أجل تنسيق الدعم للمعارضة السورية، وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق يضمن انتقالا للسلطة في سورية بأسرع وقت ممكن.

وأضاف كيري خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الخميس أنه أصبح من المستحيل في المرحلة الراهنة التوصل إلى اتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن واشنطن تسعى مع حلفائها وأصدقائها إلى إجباره على تغيير سلوكه.

وأكد أنه من الضروري السعي للتوصل إلى اتفاق يتضمن مرحلة انتقالية في سورية في أسرع وقت ممكن، وقال: لذلك فإن قضية تنحي الأسد "مسألة نفكر فيها".

ودعا كيري المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها، وإلى تنفيذ بنود وثيقة جنيف، ولاسيما تلك الخاصة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على الحفاظ على مؤسسات الدولة بعد سقوط نظام الأسد.

وقال "لا نريد سيطرة القوى المتطرفة في سورية، وعلينا أن نغيّر حسابات الأسد الذي يتلقى دعما من روسيا وإيران وحزب الله. وهناك تغير في موقف الإدارة الأميركية بالنسبة إلى ما يجري في سورية، ونحن لدينا مصلحة في دعم المعارضة السورية".

وأضاف :"نعول كثيرا على اجتماع اسطنبول لتغيير الكثير من المعطيات سواء بالنسبة إلى المعارضة أو إلى الوضع العام في سورية وحولها".

وتطرق كيري في الجلسة إلى مشكلة اللاجئين السوريين، وقال إن السوريين يضطرون إلى اللجوء إلى دول الجوار هربا من العنف في بلادهم.

إيران: فشل المفاوضات حول مخيب للآمال

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال كيري إن كل الخيارات مطروحة وأن طهران لن تملك السلاح النووي.

وقال كيري إن فشل المفاوضات الأخيرة بين مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) وإيران "مخيب للآمال"، لكنه دعا إلى التحلي بالصبر، وأضاف أنه لا يتوقع حصول أي تطور "دراماتيكي" خلال  الشهرين المقبلين قبل الانتخابات الإيرانية.

يذكر أن الانتخابات الرئاسية في إيران ستجري في شهر يونيو/ حزيران المقبل.
    
هجوم على معسكر للمعارضين في العراق
    
واتهم كيري الحكومة الإيرانية بالمسؤولية عن هجوم في فبراير/شباط على معسكر للمعارضين الإيرانيين في العراق، وأعرب عن خشيته من حدوث هجوم آخر.
       
وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية، إنه تطرق إلى هذه المسألة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أثناء اجتماع الشهر الماضي في بغداد، معربا عن القلق إزاء الوضع الأمني في معسكر الحرية، حيث يقيم عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة.

مسؤولية حزب الله في تفجير بيروت
    
من جانب آخر، اتهم كيري حزب الله بالتورط في تفجير استهدف السفارة الأميركية في بيروت، والذي يوافق اليوم الخميس ذكراه الثلاثين، مؤكدا أن الاعتداء لم يؤثر سلبا على العلاقات بين البلدين.

وتعرضت السفارة الأميركية في 18 ابريل/نيسان 1983، لتفجير انتحاري بشاحنة أدى إلى مقتل 52 دبلوماسيا وعسكريا وموظفا لبنانيا، وإصابة نحو 100 آخرين بجروح.

وتبنت الهجوم على السفارة التي كانت واقعة في منطقة عين المريسة في غرب بيروت، منظمة تطلق على نفسها اسم "الجهاد الإسلامي".
       
وشدد كيري على أن "التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة ولبنان خلال الأعوام الثلاثين الماضية، ولاسيما على مستوى الشعبين، يثبت أن الإرهابيين فشلوا في تحقيق أهدافهم".
       
واعتبر أن هؤلاء "أخطأوا في تقدير تصميم الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب وتقديم الإرهابيين حيثما اختبئوا إلى العدالة"، مشيرا إلى أن هذا التصميم "أعيد تأكيده هذه الأسبوع اثر التفجيرات الجبانة في مدينتي بوسطن".
       
وأدى تفجيران على خط النهاية في ماراثون بوسطن الاثنين إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 170 آخرين بجروح.

الإدارة الجديدة وجهت رسائل لطمأنة جميع الطوائف والمكونات السورية. أرشيفية
الإدارة الجديدة وجهت رسائل لطمأنة جميع الطوائف والمكونات السورية. أرشيفية

قررت الرئاسة السورية، الأربعاء، تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني من أجل بحث مستقبل البلاد، مشيرة إلى أن اللجنة ستضم 7 أعضاء على أن ينتهي عملها "بمجرد صدور البيان الختامي للمؤتمر".

والأعضاء السبعة هم: حسن الدغيم، ماهر علوش، محمد مستت، مصطفى الموسى، يوسف الهجر، هند قبوات، وهدى أتاسي.

ومنذ وصول السلطة الجديدة إلى دمشق، يخشى سوريون من توجهها إلى إقامة نظام حكم ديني وإقصاء قوى معارضة، ومكونات سورية، واستبعاد المرأة من العمل السياسي، رغم رسائل طمأنة يوجهها المسؤولون إلى مختلف المكونات السورية وبينها الأقليات الدينية وإلى المجتمع الدولي.

المستشار القانوني والسياسي، الدكتور هشام مروة، المقيم في أوتاوا، قال لـ "الحرة" إن تشكيل هذه اللجنة يمثل "خطوة رائعة"، خاصة وأنها تضم شخصيات معروفة بالكفاءة والخبرة العالية في مجالات الحراك الوطني والنشاط الاجتماعي والحوار المدني.

وبخصوص المخاوف التي قد تكون لدى بعض الأفراد من التعرض للإقصاء أو التهميش، أشار الدكتور مروة إلى أن الحكومة السورية الانتقالية قد أكدت في تصريحاتها أنها تمثل جميع السوريين دون استثناء، وأنها تسعى إلى تحقيق هذه الغاية.

وأكد أن هناك مطالبات داخلية ودولية لهذه الحكومة بأن تفي بالتزاماتها وتقوم بدورها المطلوب على أكمل وجه.

وأوضح مروة أن الأطراف السورية المعارضة قد تجاوزت الخلافات التي كانت قائمة بينها وحلت مشكلاتها، وأصبحت الآن جزءاً من الحكومة الانتقالية، كما تم دمج عناصرها ضمن الجيش السوري. 

وأشار إلى أن اللقاءات الأخيرة مع قوات سوريا الديمقراطية تبرز دلالات إيجابية على تطور العلاقات بين الأطراف المختلفة.

واستبعد الدكتور مروة إمكانية حدوث انقسام داخل المجتمع السوري بسبب الخلافات الحالية مع المكون الكردي، موضحاً أن عمق العلاقات بين الأطراف السورية سيسهم في تعزيز فرص نجاح الوحدة الوطنية، التي تُعتبر "خطاً أحمر" لجميع السوريين.

ولفت المستشار القانوني والسياسي هشام مروة إلى أن السوريين ينتظرون الكثير من المجتمع الدولي، وأبرز هذه التوقعات تتمثل في رفع العقوبات، وزيادة الدعم اللوجستي، وتوسيع الاستثمارات وتنفيذ المشاريع، مع التأكيد على ضرورة أن تتحول هذه الوعود إلى واقع ملموس على الأرض.

بينهم سيدتان.. من هم أعضاء لجنة التحضير للحوار الوطني السوري؟
ضمت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، التي أعلنت عنها الرئاسة السورية، الأربعاء، سبعة أعضاء بينهم امرأتان، وذلك في أول خطوة من نوعه في مسار المرحلة الانتقالية في سوريا بعد أكثر من شهرين على الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وتتباين الآراء حول الوعود التي قطعتها الحكومة الانتقالية، حيث يرى البعض أنها فرصة لتحقيق التعددية السياسية والمشاركة الواسعة من مختلف الأطراف، بينما يعبر آخرون عن قلقهم من استمرار الإقصاء والتهميش في حال عدم إشراك جميع الأطراف السياسية في العملية الانتقالية.

مجلس الأمن الدولي أصدر بيانًا حول جلسة إحاطة عقدت يوم الأربعاء لمناقشة الوضع في سوريا، حيث عبر العديد من أعضاء المجلس عن رغبتهم في أن تلعب الأمم المتحدة دورًا أكثر تحديدًا في عملية الانتقال السياسي في سوريا، وأكدوا دعمهم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام في هذا الشأن.

وشدد البيان على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، الذي تم اعتماده في 18 ديسمبر 2015، وكان يركز على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، كما أكد البيان على أهمية وجود عملية سياسية سورية تساهم في بناء حكومة شاملة وموثوقة وغير طائفية.

وفي هذا السياق، أشار البيان إلى ضرورة المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للنساء في مستقبل سوريا، مؤكدًا على أهمية هذا العنصر في العملية السياسية المقبلة. علاوة على ذلك، دعا البيان أحمد الشرع إلى الوفاء بالوعد الذي قطعه في خطابه بتاريخ 30 يناير بتشكيل حكومة شاملة في أقرب وقت ممكن.

"عناوين مثيرة".. هل يتم تشكيل جسم سياسي معارض للإدارة الجديدة بدمشق؟
أثارت الدعوة التي أطلقها الحقوقي وأحد أبرز المعارضين لنظام بشار الأسد السابق في سوريا، هيثم مناع، لعقد اجتماع يتناول الأوضاع في البلاد الكثير من الجدل، خاصة بشأن تشكيل "جسم سياسي" مناوئ للسلطات الجديدة بدمشق، والتي يقودها رئيس البلاد في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.

ومنذ إطاحة نظام الأسد في 8 ديسمبر، أفادت مواقف السلطات الجديدة بأنها تتجه نحو عقد مؤتمر حوار وطني، وهو ما طال انتظاره من قبل العديد من السوريين، بهدف تحديد ملامح المرحلة السياسية المقبلة في البلاد. لكن في الوقت نفسه، تتصاعد مخاوف بعض المكونات السياسية من إمكانية تهميشها في هذا الحوار.

وكان رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع تعهد بإصدار "إعلان دستوري" للمرحلة الانتقالية بعد تشكيل "لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر" وحلّ مجلس الشعب.

ولم تحدد الرئاسة السورية بعد موعد عقد مؤتمر الحوار الوطني، لكنها أشارت إلى أن "عمل اللجنة سينتهي بمجرد صدور البيان الختامي للمؤتمر".

والأربعاء تعهد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بتشكيل حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل تكون "ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه".

وتابع الوزير السوري، في تصريحات ضمن القمة العالمية للحكومات المقامة في مدينة دبي الإماراتية، "نثق في قدرات الشعب السوري، ونؤمن بجميع مكوناته، والشعب السوري عاش متآلفاً لآلاف السنين والدستور هو الذي يحكم الجميع".

واستطرد الشيباني ... "سنرى سوريا بعد سنة وقد استطاعت أن تعبّر عن نفسها لكل العالم، وبعد 5 سنوات سنكون هنا لنتحدث عن الإنجازات التي تحققت".

أحمد الشرع ومظلوم عبدي.. براغماتية عدم المواجهة
بين تحولات الحرب السورية وتعقيدات المصالح الإقليمية والدولية، تتدرج أحمد الشرع، المعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، ومظلوم عبدي، القائد العسكري لقوات سوريا الديمقراطية، من قيادة فصائل مسلحة إلى قائدين يتمتعان بنفوذ واسع وعلاقات عابرة للحدود.