وأضاف كيري خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الخميس أنه أصبح من المستحيل في المرحلة الراهنة التوصل إلى اتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن واشنطن تسعى مع حلفائها وأصدقائها إلى إجباره على تغيير سلوكه.
وأكد أنه من الضروري السعي للتوصل إلى اتفاق يتضمن مرحلة انتقالية في سورية في أسرع وقت ممكن، وقال: لذلك فإن قضية تنحي الأسد "مسألة نفكر فيها".
ودعا كيري المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها، وإلى تنفيذ بنود وثيقة جنيف، ولاسيما تلك الخاصة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على الحفاظ على مؤسسات الدولة بعد سقوط نظام الأسد.
وقال "لا نريد سيطرة القوى المتطرفة في سورية، وعلينا أن نغيّر حسابات الأسد الذي يتلقى دعما من روسيا وإيران وحزب الله. وهناك تغير في موقف الإدارة الأميركية بالنسبة إلى ما يجري في سورية، ونحن لدينا مصلحة في دعم المعارضة السورية".
وأضاف :"نعول كثيرا على اجتماع اسطنبول لتغيير الكثير من المعطيات سواء بالنسبة إلى المعارضة أو إلى الوضع العام في سورية وحولها".
وتطرق كيري في الجلسة إلى مشكلة اللاجئين السوريين، وقال إن السوريين يضطرون إلى اللجوء إلى دول الجوار هربا من العنف في بلادهم.
إيران: فشل المفاوضات حول مخيب للآمال
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال كيري إن كل الخيارات مطروحة وأن طهران لن تملك السلاح النووي.
وقال كيري إن فشل المفاوضات الأخيرة بين مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) وإيران "مخيب للآمال"، لكنه دعا إلى التحلي بالصبر، وأضاف أنه لا يتوقع حصول أي تطور "دراماتيكي" خلال الشهرين المقبلين قبل الانتخابات الإيرانية.
يذكر أن الانتخابات الرئاسية في إيران ستجري في شهر يونيو/ حزيران المقبل.
هجوم على معسكر للمعارضين في العراق
واتهم كيري الحكومة الإيرانية بالمسؤولية عن هجوم في فبراير/شباط على معسكر للمعارضين الإيرانيين في العراق، وأعرب عن خشيته من حدوث هجوم آخر.
وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية، إنه تطرق إلى هذه المسألة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أثناء اجتماع الشهر الماضي في بغداد، معربا عن القلق إزاء الوضع الأمني في معسكر الحرية، حيث يقيم عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة.
مسؤولية حزب الله في تفجير بيروت
من جانب آخر، اتهم كيري حزب الله بالتورط في تفجير استهدف السفارة الأميركية في بيروت، والذي يوافق اليوم الخميس ذكراه الثلاثين، مؤكدا أن الاعتداء لم يؤثر سلبا على العلاقات بين البلدين.
وتعرضت السفارة الأميركية في 18 ابريل/نيسان 1983، لتفجير انتحاري بشاحنة أدى إلى مقتل 52 دبلوماسيا وعسكريا وموظفا لبنانيا، وإصابة نحو 100 آخرين بجروح.
وتبنت الهجوم على السفارة التي كانت واقعة في منطقة عين المريسة في غرب بيروت، منظمة تطلق على نفسها اسم "الجهاد الإسلامي".
وشدد كيري على أن "التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة ولبنان خلال الأعوام الثلاثين الماضية، ولاسيما على مستوى الشعبين، يثبت أن الإرهابيين فشلوا في تحقيق أهدافهم".
واعتبر أن هؤلاء "أخطأوا في تقدير تصميم الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب وتقديم الإرهابيين حيثما اختبئوا إلى العدالة"، مشيرا إلى أن هذا التصميم "أعيد تأكيده هذه الأسبوع اثر التفجيرات الجبانة في مدينتي بوسطن".
وأدى تفجيران على خط النهاية في ماراثون بوسطن الاثنين إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 170 آخرين بجروح.