أدخنة متصاعدة جراء معارك في سورية، ارشيف
أدخنة متصاعدة جراء معارك في سورية، ارشيف

قال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل شنت هجوما جويا قرب دمشق مساء السبت استهدف أسلحة إيرانية مرسلة إلى حزب الله اللبناني، وذلك في وقت أكدت فيه مصادر رسمية سورية أن الهجوم الإسرائيلي استهدف "مركزا للبحوث العلمية".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "في كل مرة تصل معلومات لإسرائيل حول نقل صواريخ أو أسلحة من سورية إلى لبنان (لصالح حزب الله) فستقوم إسرائيل بمهاجمة هذه الشحنات".

وقال إن "سلاح الجو في حالة تأهب عالية جدا لم يبلغها منذ سنوات لمواجهة أي احتمال".

ورفض الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تأكيد أي معلومات عن هذه الهجمات.

وبحسب المسؤول فإن الهجوم استهدف "مباني شمال غرب دمشق قرب موقع استهدفته ضربة جوية إسرائيلية" في يناير/كانون الثاني الماضي.

وقال المسؤول إن إسرائيل شنت غارة جوية أخرى صباح الجمعة على أسلحة مرسلة إلى حزب الله قرب مطار دمشق الدولي.

بطاريات صواريخ إسرائيلية

من ناحيته تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الحديث عن الغارة الجوية التي استهدفت سورية مكتفيا بالتأكيد على أن "أعظم مسؤولية على عاتقنا هي ضمان أمن إسرائيل ومستقبلها".

وقالت مصادر استخباراتية غربية إن الهجوم الإسرائيل تسبب في سلسلة من الانفجارات القوية وأدى إلى تصاعد أعمدة من الدخان في السماء.

وأفاد مصدر دبلوماسي في بيروت أن الغارة الإسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع هي مركز أبحاث في جمرايا، ومخزن مهم للأسلحة على مقربة من هذا المركز، بالإضافة إلى مقر "الفرقة 14"، وهي وحدة للدفاع الجوي في الصبورة غرب العاصمة السورية، على مقربة من الطريق الدولي بين دمشق وبيروت.

وأوضح أن هذه الغارات "أوقعت عددا من الضحايا في صفوف العسكريين"، من دون تحديد حصيلة.


​​
​​

وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان له نشر بطاريتين من نظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ قرب مدينتي حيفا والصفد شمالي إسرائيل.

وقال المتحدث إن بطاريات "القبة الحديدية" يتم نشرها من وقت لآخر في مواقع مختلفة من إسرائيل وفقا للتقييمات الأمنية مشيرا إلى أن النظام يتم نشره حاليا في المنطقة الشمالية.

الجيش الحر يعلق

في غضون ذلك قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "اسرائيل شنت مساء السبت هجوما صاروخيا على مركز البحوث العلمية في جمرايا"، لكنها لم تشر إلى اصابات أو قتلى.

من ناحيته اعتبر الجيش السوري الحر المعارض الأحد أن "سورية تقصف على يد بشار الأسد وإسرائيل"، بحسب ما قال المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد.

وتابع مقداد قائلا "نحن بالتأكيد يزعجنا ويزعج أي إنسان سوري أن تقصف سورية، لكن سورية اليوم تقصف على يد بشار الاسد وإسرائيل.. لكن السؤال هو ماذا تفعل كل هذه التشكيلات العسكرية وهذه الصواريخ في محيط دمشق، في حين أنها من المفترض أن تنشر على الجبهة" في الجولان.

وأكد مقداد أن عمليات الجيش الحر الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين للنظام السوري "تتم يوميا ولا ترتبط بغارات إسرائيلية أو أي شيء، ونحن مستمرون في القتال حتى إسقاط بشار الأسد".

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سكانا في مناطق قريبة "أكدوا أنهم شاهدوا طائرات (حربية) بالتزامن مع الانفجارات التي هزت مركز البحوث العلمية ومستودعات للأسلحة في منطقتي جمرايا والهامة" المتجاورتين.

تصريحات إيرانية

في شأن متصل، أعلن قائد سلاح البر الإيراني الجنرال احمد رضا بورداستان أن إيران مستعدة لتدريب الجيش السوري إذا احتاج الأمر.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بورداستان القول "إننا نقف إلى جانب سورية ونحن مستعدون إذا احتاج الأمر لتقديم التدريب الضروري، لكننا لن نشارك فعليا في عملياتها"، مؤكدا أن الجيش السوري "قادر على الدفاع عن نفسه وليس بحاجة لمساعدة خارجية".

من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إن الهجوم الذي شنته إسرائيل جرى بضوء أخضر من الولايات المتحدة "مما يكشف الصلات بين الارهابيين المرتزقة وحماتهم مع هذا النظام"، على حد تعبيره.

وبدوره قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إن بلاده تدين الهجوم الإسرائيلي على سورية وتطلب من دول المنطقة "الرد بحكمة على هذه الاعتداءات".

واتهم مهمانبرست إسرائيل بالسعي إلى "زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة (...) باثارتها نزاعات طابعها إتني وديني".

تنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا في إطار التحالف الذي أنشأته لمحاربة تنظيم داعش
تنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا في إطار التحالف الذي أنشأته لمحاربة تنظيم داعش

ما أن أعلن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الاميركية، حتى بدأت التقارير والتوقعات والتكهنات بشان خططه المستقبلية تتوالى.

الوجود العسكري الأميركي في سوريا كان أحد هذه المواضيع، إذ أشارت تقارير إلى أن ترامب يعتزم سحب القوات الأميركية من الشمال السوري بحسب روبرت أف كندي جونيور ألذي أعلن دعمه لحملة ترامب الإنتخابية ويتوقع أن يلعب دورا رئيسا في حكومته.

كينيدي قال إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يريد سحب القوات الأميركية من شمال سوريا بدلاً من تركها "وقوداً للمدافع إذا اندلع قتال بين تركيا والمسلحين الأكراد".

وأضاف كينيدي، أن ترامب عبر عن نواياه بشأن شمال سوريا وأعرب عن قلقه بشأن الوجود العسكري الأمريكي الطويل الأمد في سوريا.

سهيل خان مستشار سياسي من الحزب الجمهوري قال لقناة الحرة إن ترامب كان واضحا في حملته عندما قال إنه يريد جيشا أميركيا قويا يحافظ على مصالح الولايات المتحدة ويحمي أراضيها.

وقال إن ترامب لعب دورا مهما في ولايته الأولى لتحقيق هذا الهدف عندما طلب من الكونغرس الموافقة على مزيد من التمويل للجيش الأميركي.

وأضاف خان أن ترامب حذر ولا يرغب في تعريض القوات الأميركية للخطر كما حدث سابقا في العراق وفيتنام وافغانستان، وأن الظروف الحالية لا تستوجب بقاء الجيش الأميركي في المنطقة.

وذكر خان أن ترامب في نهاية المطاف يرغب بسحب القوات من الشرق الأوسط ولكن ليس بتسرع كما حدث في افغانستان بل سيضع جدولا زمنيا وسيتوخى الحذر في ذلك مع التأكيد على حماية المجتمعات المحلية في دول المنطقة.

ترامب يحمل خريطتين لسوريا تظهر إحداهما مناطق كانت خاضعة لداعش فيما تظهر الأخرى أن التنظيم لم يعد يسيطر على أي مناطق اليوم ـ صورة أرشيفية.
سوريا وترامب.. محطات وسيناريوهات "نهج أقسى"
لن تكون سوريا بمعزل عن الملفات التي ستكون على طاولة ساكن البيت الأبيض الجديد، وفي حين يتوقع خبراء ومراقبون أن تظّل السياسة ثابتة بناء على سلسلة المحددات التي تم تثبيتها خلال السنوات الماضية في عهد 3 رؤساء أميركيين لا يستبعدون أن "يتغير النهج" في المرحلة المقبلة، ولاسيما بعدما أعلن ترامب فوزه في الانتخابات.

كالفين دارك عضو في الحزب الديمقراطي استبعد في حديث لقناة الحرة أن يقوم ترامب بسحب القوات الأميركية من سوريا، مشيرا إلى تجارب سابقة لترامب عندما تحدث عن أمور عديدة لكنها كانت مجرد "كلام" ولم تترجم الى قرارات، بحسب تعبيره.

وأوضح دارك ان تصريحات كينيدي لا يمكن الأخذ بها على أنها قرار نهائي لترامب، موضحا أن ملف سحب القوات الأميركية معقد ويحتاج إلى التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا.

واشار كالفين دارك إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "لا يمتلك الان استراتيجية عسكرية حقيقية".

بين عامي 2017 و2021 التقى ترامب بإردوغان تسع مرات خلال رئاسته (AFP)
علاقات وأزمات.. تركيا تنظر لفوز ترامب بعين سوريّة
خلال فترة ولايته الأولى، مرّت العلاقة بين تركيا والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بمزيجٍ من التعاون والتوترات، ورغم أن هذه الحالة قد لا تختلف كثيرا مستقبلا، بدا لافتا خلال اليومين الماضيين اهتماما تركيا ببعدين، الأول عنوانه سوريا والثاني رسمته "Dostum" الكلمة التي استخدمها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في رسالة التهنئة.

وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.

وفي تقرير نشر في يناير الماضي، قالت الأمم المتحدة إن تقديراتها تفيد بأن التنظيم المتطرف لا يزال لديه "ما بين 3000 و5000 مقاتل" في العراق وسوريا.

وكشف منسق وزارة الدفاع الأميركية للتحالف الدولي لهزيمة داعش، آلان ماتني، وجود استراتيجيات وخطط جديدة يعتمدها التحالف لمواجهة تهديدات التنظيم في العالم.

وقال ماتني، وفق تقرير نشره موقع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن داعش لم يعد "يحكم أراض" لكن الأيديولوجية التي يتباها التنظيم لا تزال قائمة، وهناك حاجة للتحالف الدولي لمواجهة هذه التهديدات.

ويرى مراقبون أن استراتيجية فك الارتباط والاستقرار الإقليمي تتضمن مقاربة ترامب لسوريا التي تتلخص في تقليص الوجود العسكري الأميركي رغم الأهمية الاستراتيجية لتلك القوات في مكافحة داعش، محذرين مما قد يترتب على هذا الانسحاب من مخاطر محتملة على الاستقرار وإامكانية عودة ظهور جماعات متطرفة.