بينما يقفون في وسط أطواق ملوّنة، خاصة بتمارين "الهولا هوب"، على مسافات متباعدة تأكيدا للتباعد الاجتماعي، يرحب أطفال صغار في مخيم للنازحين بسوريا، التي تمزقها الحرب، بحماس بعرض دُمى أُقيم لتعليمهم ما يلزم عن فيروس كورونا المستجد.
وزار متطوعون مخيما للنازحين السوريين في قرية معرة مصرين، بهدف تعليم الأطفال بطريقة خاصة، كيفية انتشار فيروس كورونا وكيفية منع الإصابة به.
تضمنت الأنشطة، التي قدمها المتطوعون، عرضا لمسرح العرائس والرسم على الخيام مع التركيز على قواعد التباعد الاجتماعي والطريقة الصحيحة التي يغسل بها الأطفال أيديهم، وحصل الأطفال على قطع صابون ومعقمات ومناشف من الزوار.
وقال المتطوع سمير جوهري، لـ"رويترز" :"لقد حاولنا نشر الوعي للفئة الأكثر ضعفا، وهي الأطفال، من خلال رسم جدارية على أحد الخيام الموجودة بالمخيم ومسرح عرائس لخّص الكارثة اللي موجودة بالعالم في ثلاث دقائق".
وقالت الطفلة رغد (١١ عاما)، وهي نازحة مع عائلتها من قرية الخوين بريف المعرة "حكوا لنا على الكورونا وأعطونا مُعقم ومحارم وصابون للكورونا... علمونا عن الكورونا كيف بييجي على البشر، وماتوا كتير بسبب الكورونا".
وشمال غرب سوريا هو الجزء الأخير من البلاد الذي يخضع لسيطرة مسلحي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
ويؤوي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، معظمهم من النازحين من مناطق أخرى داخل سوريا بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت قبل تسع سنوات.
وبدأ ألوف النازحين السوريين في الأيام الأخيرة مغادرة المخيمات القريبة من الحدود التركية، بعضهم مدفوعا بالخوف من تفش محتمل لفيروس كورونا المستجد، مفضلين العودة إلى إدلب بعد أن سادها الهدوء منذ توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار الشهر الماضي.
وبينما لم تُرصد حتى الآن أي حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد في المنطقة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة فإن العاملين في المجال الطبي يخشون من أن حدوث تفش محتمل للمرض سوف يتسبب في خسائر بشرية فادحة بين السكان .