للمرة الثانية خلال أسبوعين، هبطت طائرة متوجهة من إيران إلى سوريا في قاعدة حميميم الجوية الروسية في جنوب غرب محافظة اللاذقية، وفق ما أفاد به موقع المصدر نيوز.
وذكر الموقع أن تقريرا من اللاذقية أفاد بأن طائرة شحن سورية توجهت من طهران إلى قاعدة حميميم حيث فرغت حمولتها في وقت لاحق من دون خوف من التعرض لنيران إسرائيلية.
ونسب الموقع لمصدر في العاصمة السورية قوله إن سبب الهبوط في حميميم هو تجنب غارات إسرائيلية، والتي استهدفت في السابق مطار دمشق الدولي.
وتؤكد إسرائيل أنها تراقب تحركات إيران في سوريا عن كثب، وتشدد على أنها ستواصل التصدي لما تصفه بمحاولات طهران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله، لكنها نادرا ما تؤكد وقوفها وراء ضربات عسكرية في سوريا، وتشير في كل مرة إلى أنها لا تعلق على تقارير إعلامية أجنبية.
وتعد الشحنات القادمة من إيران بالنسبة للنظام السوري، مهمة للغاية خصوصا عندما يتعلق الأمر بمعدات عسكرية أو مساعدات إنسانية، وفق الموقع.
وليس من الواضح كيف تخطط إسرائيل للتعامل مع هذه الرحلات إذا استمرت، إذ واجهت بعض المشاكل مع روسيا في الماضي بسبب غارات قرب قاعدة حميميم، بحسب المصدر نيوز.
وفي سبتمبر 2018، اتهمت روسيا إسرائيل بالمسؤولية غير المباشرة عن إسقاط طائرة عسكرية روسية بالقرب من الساحل السوري وهددت بالرد عليها بسبب ما وصفته بأنه عمل عدائي.
وكانت بطاريات سورية مضادة للطائرات قد أسقطت عن طريق الخطأ الطائرة التي كانت تقل 15 عسكريا روسيا.
لكن موسكو ألقت بكامل اللوم على إسرائيل لأن الحادث وقع في الوقت الذي كانت فيه طائرات إسرائيلية توجه ضربات جوية لأهداف في سوريا ولم تحذر موسكو سوى قبل دقيقة واحدة من الهجوم ما عرض الطائرة للخطر وجعلها في مرمى النيران.
وبعد تلك الحادثة، زود الروس دمشق بمنظومة الدفاع الجوي المتطورة S-300. لكن دمشق لم تستخدمها خلال الـ18 شهرا الماضية للتصدي لغارات إسرائيلية محتملة.
وتساءل تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، الثلاثاء، عن سر عدم استخدام سوريا للمنظومة الروسية على الرغم من الغارات الجوية الموسعة المنسوبة لإسرائيل داخل الأرضي السورية.
وعزا تقرير هآرتس الأمر إلى ثلاثة أسباب. أولها أن "آليات تشغيل أنظمة S-300 تقع تحت السيطرة الكاملة للمستشارين والمشغلين الروس".
السبب الثاني هو أن "المستشارين الروس لا يسمحون لجيش بشار الأسد بإطلاق الصواريخ. وهذا دليل إضافي على اللعبة المزدوجة التي يلعبها الكرملين منذ عام 2015، عندما نشر آلاف القوات الروسية والمقاتلات والسفن الحربية، فضلا عن أنظمة S-400 الأكثر تقدما، في محاولة لإنقاذ نظام الأسد".
أما السبب الثالث الذي يحول دون إطلاق بطاريات S-300 في سماء سوريا، بحسب الصحيفة، فهو "خوف روسيا من ألا تظهر تلك الأنظمة نجاحا يوازي فخر الرئيس بوتين بالصناعات الدفاعية في بلاده، وعجزا أمام التفوق التكنولوجي والتشغيلي لإسرائيل والغرب عموما".