كاميرا متطوع في الدفاع المدني وثقت لحظة مقتله بقصف للنظام السوري
قوات النظام قصفت تجمعًا للمدنيين في بلدة إحسم بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، أن حصيلة القتلى في مناطق ريف إدلب الجنوبي، ارتفعت بعد تجدد القصف من قبل قوات النظام والميليشيات التابعة لها والروس.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لموقع قناة الحرة، إن 5 نساء وأطفال قتلوا جراء تجدد القصف على جبل الزاوية السبت.

وأوضح عبد الرحمن أن ثلاث نساء وطفلين قتلوا، إضافة إلى إصابة أكثر من 10 أشخاص جلهم من النساء والأطفال.

وكشف مدير المرصد للحرة أن قوات النظام قصفت تجمعًا للمدنيين في بلدة إحسم بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ومن المرجح ارتفاع عدد الخسائر البشرية لوجود جرحى بحالات خطيرة إضافة إلى مفقودين.

كما تعرضت قرية سرجة في ريف إدلب الجنوبي، صباح السبت، لقصف من قوات النظام والمليشيات التابعة لها.

وحسب مدير المرصد، قتل ثلاثة أطفال وسيدة ومواطن ومتطوع في "الدفاع المدني" بعد استهدافهم بصاروخ موجه روسي الصنع، كما أطلقت المليشيات صاروخا ثانيا أثناء توجه فرق الإنقاذ إلى المكان، ما أسفر عن إصابة 7 آخرين من بينهم مدنيين ومتطوعين في "الدفاع المدني".

ونعى "الدفاع المدني السوري" التابع للمعارضة الإعلامي المتطوع همام العاصي الذي وثقت عدسته لحظة مفارقته للحياة أثناء محاولة مساعدة ضحايا القصف الأول.

والخميس، قتل تسعة مدنيين على الأقل بينهم ثلاثة أطفال جراء قصف صاروخي لقوات النظام على بلدتين في شمال غرب سوريا، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتتعرض مناطق عدة في إدلب منذ يونيو لقصف متكرر من قوات النظام، فيما ترد الفصائل المقاتلة باستهداف مواقع سيطرة الأخيرة في مناطق محاذية، رغم سريان وقف لإطلاق النار في المنطقة منذ أكثر من عام.

ظروف معيشية قاسية ضمن المخيمات المكتظة بالناس
ظروف معيشية قاسية ضمن المخيمات المكتظة بالناس

سجل فريق "منسقو الاستجابة" الإنساني 62 حالة انتحار في مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، منذ بداية العام الحالي.

ومن بين الحالات 34 حالة باءت بالفشل، وأوضح الفريق في بيان، الثلاثاء، أن "فئة النساء تشكل الفئة الأكبر في أعداد الحالات، لعدم وجود من يساعدهن على تخطي الصعوبات".

وتأتي في المرتبة الثانية "فئة اليافعين"، وقال البيان إنهم "من غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم"، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار والتي تشهد تزايدا ملحوظا في المنطقة، نتيجة المتغيرات الكثيرة والدورية.

وناشد الفريق المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة لمساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم، والعمل على تأمين فرص العمل بشكل دوري للحد من انتشار البطالة في المنطقة.

كما حث المنظمات على "تفعيل العيادات النفسية ضمن المراكز الطبية، وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بغية التعامل معها بشكل عاجل".

وأوصى البيان بإنشاء "مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات، بعد انتشار ترويجها في المنطقة".

ويعيش في شمال غرب البلاد 4.5 مليون شخص، نزح منهم 2.9 مليون خلال الصراع الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف منذ اندلاعه إثر احتجاجات مناهضة للنظام السوري.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو مليوني شخص يعيشون في مخيمات، وقد تضاعفت معاناتهم بعد كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة في فبراير الماضي.

وسبق أن أطلقت منظمة "أنقذوا الأطفال" تحذيرات من ارتفاع أعداد حالات الانتحار بين الأطفال السوريين، في مناطق شمال غربي سوريا.

وبحسب تقرير لها، نشر في أبريل 2021، فإن 187 حالة وفاة ناجمة عن الانتحار تعود لأشخاص هُجروا من ديارهم، مما اضطرهم للعيش بعد ذلك ظروف معيشية قاسية ضمن المخيمات المكتظة بالناس، ونقص البنية التحتية، وهي عوامل كافية لجعل الناس يشعرون بمزيد من الأسى، بحسب المنظمة.

وقالت المنظمة إن الوضع الاقتصادي المتدهور في الشمال الغربي أثر على الأشخاص الذين يكافحون من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء، وقد ساهم ذلك في زيادة مستويات التوتر بين المجتمعات.