المانحون الدوليون تعهدوا تقديم 6,7 مليارات دولار بحلول عام 2023 لسوريا
المانحون الدوليون تعهدوا تقديم 6,7 مليارات دولار بحلول عام 2023 لسوريا

دعت اجتماعات بروكسيل حول سوريا إلى مواصلة تقديم الدعم للاجئين السوريين والبلدان المضيفة لهم، وفق وزارة الخارجية الأميركية، الخميس.

وشارك في الاجتماعات في العاصمة الأوروبية: الولايات المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا واليونان والعراق وإيطاليا واليابان والأردن والكويت ولبنان  والنرويج  وقطر والسعودية والسويد وتركيا والإمارات وبريطانيا.

ورحب المشاركون في بيانهم بالدعم "السخي الذي تم التعهد به للسوريين الضعفاء واللاجئين السوريين والبلدان المضيفة لهم".

وحثت البلدان المجتمعة على "مواصلة تقديم الدعم إلى أن يتمكن السوريون من العودة طوعا إلى ديارهم بأمان وكرامة، وفقا لمعايير الأمم المتحدة".

وعبر البيان عن استمرار الالتزام" بالحد من معاناة الشعب السوري" وسلط الضوء على "أهمية الحفاظ على المساعدات الإنسانية للسوريين وزيادتها من خلال جميع الطرق، بما في ذلك المساعدات العابرة للحدود التي فوضتها الأمم المتحدة".

وجددت البلدان المشاركة في الاجتماع دعمها "المستمر للمبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن، ولقرار مجلس الأمن رقم 2254، ولحل سياسي للأزمة، مع الاحترام الكامل لوحدة سوريا وسلامتها الإقليمية".  

وجدد البيان" الالتزام بمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وكذلك بمنع التطرف العنيف"، مشددا على "الحاجة إلى مواصلة العمل عن كثب مع الشركاء الدوليين لضمان هزيمة دائمة لداعش والمنظمات الإرهابية الأخرى".

ولم يفت المجتمعون في بروكسيل التشديد على " الحاجة إلى مواصلة الضغط من أجل المساءلة والعدالة عن الفظائع المرتكبة في سوريا، فضلا عن الضغط من أجل الإفراج عن المحتجزين تعسفيا وسرد كامل للمفقودين".

وتعهّد المانحون الدوليون تقديم 6,7 مليارات دولار بحلول عام 2023 لسوريا التي مزّقتها الحرب في مؤتمر في بروكسل الثلاثاء، أي أقل بكثير من مبلغ 10,5 مليارات دولار التي تتطلع الأمم المتحدة للحصول عليه. 

وبدأت الحرب في سوريا في العام 2011 ودخلت حاليا عامها الثاني عشر، وتقدّر حصيلة قتلى النزاع بأكثر من نصف مليون شخص.

وشهدت سوريا معارك عنيفة بين قوات الأسد المدعومة من روسيا وإيران وبين مقاتلين معارضين وإسلاميين متطرفين متواجدين بغالبيتهم في شمال غرب سوريا.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تمّ تسجيل 5,7 ملايين سوري كلاجئين، فيما تحذّر منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أنّ 9,3 ملايين طفل سوريين في سوريا والدول المحيطة بحاجة إلى مساعدات إنسانية

لاجئون سوريون يعود لبلادهم بسبب الحرب في لبنان . أرشيفية
لاجئون سوريون يعود لبلادهم بسبب الحرب في لبنان . أرشيفية

هربا من الحرب السورية، لجأت "سعاد الحنان" برفقة عائلتها إلى لبنان قبل سنوات، لكن الأزمة في لبنان وتصاعد التوتر العسكري دفعها إلى العودة مجددا إلى سوريا.

وما بين منزل دمر في حرب لبنان وآخر في الحرب السورية، يتأرجح مصير سعاد و11 فردا من أسرتها في منطقة مكتظة بالنازحين وتعاني من تبعات الحرب والأزمة الاقتصادية.

تتحدث سعاد بحرقة عن اللحظات المرعبة التي عاشتها أثناء بدء الحرب في لبنان والتي أعادت لها تلك المشاهد التي عاشتها في سوريا، وتتابع بسرد صعوبة الوصول إلى شمال سوريا بسبب ما وصفتها بمضايقات حواجز النظام التي تفرض "إتاوات" كبيرة على السوريين العائدين من لبنان.

وتقول إن تكلفة الطريق وصلت إلى 400 دولار في وقت فضل زوجها البقاء في لبنان خوفا من اعتقاله من قبل أجهزة النظام السوري.

وفي ظل تصاعد الأحداث في لبنان وصلت نحو 500 عائلة سورية من لبنان إلى شمال سوريا، خلال الأسبوع الفائت بعد رحلة شاقة تخللها دفع كثير من الأموال، خصوصا من قبل المطلوبين للخدمة الإلزامية، والمعارضين للنظام السوريين بحسب الإحصائيات الرسمية.

ورغم ضعف إمكانات المنظمات الإنسانية إلا أنها سارعت لتوفير ملاذ آمن لهم وبعض الخدمات الأساسية، على ما يقول معاذ بقبش المسؤول في منظمة عطاء الإنسانية.

السوريون في لبنان.. قصص عن ضريبة العودة و"النزوح المزدوج"
قبل 7 سنوات ترك الشاب عبد العزيز في سوريا "قطعتان من قلبه" (أمه وأبيه) قبل أن يغادر مع زوجته وأطفاله وشقيقتيه الاثنتين إلى لبنان، وبعدما اندلعت "العاصفة" قبل يومين عاش ذات الحالة مع "ضريبة أكبر" على الصعيد المادي والنفسي والواقع القائم الذي قتل "رفاهية انتقاء الخيارات".

وأضاف أن المنظمة سارعت إلى تجهيز مراكز إيواء مؤقت وتقديم المساعدات الإغاثية إضافة إلى تقديم الاستشارات القانونية لهم وجلسات الدعم النفسي لأطفالهم، بالإضافة إلى استخراج الوثائق الثبوتية التي تخولهم للحصول على المساعدات وتسجيل أطفالهم في المدراس.

ومع استمرار الحرب في لبنان، وتزايد أعداد اللاجئين اللبنانيين والنازحين السوريين العائدين إلى بلادهم، يطالب القائمون على القطاع الإنساني بمساعدات دولية عاجلة تعينهم على تجنب أزمة إنسانية تلوح في الأفق في ظل ارتفاع أعداد النازحين في شمال سوريا بالتزامن مع تخفيض حجم المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الدولية.