صورة لناقلة بضائع محملة بالقمح الأوكراني في 17 سبتمبر 2022
صورة لناقلة بضائع محملة بالقمح الأوكراني في 17 سبتمبر 2022

زادت حكومة النظام السوري هذا العام وبشكل كبير استيراد القمح من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا باستخدام أسطول من سفن‭‭‭ ‬‬‬البلدين لتجنب العقوبات الغربية، حسبما ذكرت رويترز.

وزادت كميات القمح المرسلة إلى سوريا من ميناء سيفاستوبول المطل على البحر الأسود في القرم 17 مثلا هذا العام مسجلة ما يزيد قليلا عن 500 ألف طن وفقا لبيانات للشحن من "رفينيتيف" لم يتم الكشف عنها من قبل، ليشكل ذلك ما يقارب ثلث واردات البلاد الإجمالية من القمح.

وتظهر البيانات أن الدولتين اعتمدتا بشكل متزايد على سفنهما الخاصة لنقل القمح، من بينها ثلاث سفن سورية مشمولة في العقوبات التي فرضتها واشنطن، وذلك في ظل عقوبات مفروضة على البلدين صعبت التجارة عبر طرق النقل البحرية المعتادة والحصول على تأمين ملاحي.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014، وذلك قبل أن تبدأ قوات  الكرملين غزوا كبيرا لأوكرانيا في 24 فبراير ، ورغم أنها مُنيت بانتكاسات عسكرية فأنها ما زالت تسيطر على مساحات شاسعة من خيرسون وزابوريجيا اللتين تعتبران من أهم مراكز البلاد الزراعية.

وتتفق سلطات أوكرانية وأخرى عينتها روسيا على أن بعض الحبوب تم تصديرها من منطقة زابوريجيا الأوكرانية المحتلة عبر القرم.

وتقول أوكرانيا إن تلك الحبوب تعرضت للسرقة من المحتلين وهو اتهام تنفيه روسيا.

وتقول أوكرانيا إن جزءا من كميات الحبوب على الأقل التي مرت عبر سيفاستوبول سلب من مناطق أوكرانية بعد الغزو الروسي.

وتقدر السفارة الأوكرانية في بيروت، والتي تقوم بتتبع ورصد الشحنات القادمة إلى سوريا، أن 500 ألف طن مما تصفه بالقمح الأوكراني المنهوب وصلت إلى سوريا منذ الغزو انطلاقا من عدة موانئ.

وقالت السفارة إن تلك الحسابات وما تقوله السلطات الأوكرانية عن سرقة الحبوب تعتمد على معلومات من ملاك لحقول وصوامع في المناطق المحتلة وعلى بيانات من أقمار صناعية تظهر تنقلات شاحنات للموانئ وأيضا بيانات تتبع السفن.

ولم ترد وزارتا الزراعة والخارجية الروسيتان بعد على طلب للتعليق على القصة.

وفي مايو، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن ما يتردد عن سرقة روسيا للقمح والحبوب مزاعم زائفة. 

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من منشأ القمح الذي تم شحنه من القرم أو ما إذا كان المزارعون والتجار الذين تعاملوا مع تلك الشحنات قد تم الدفع لهم.

 "حصاد القرم"

في يونيو ، قال يفغيني باليتسكي، الحاكم الذي عينته روسيا للمنطقة المحتلة من زابوريجيا، إن موانئ القرم استخدمت لتصدير حبوب من المنطقة. 

لكنه أكد أن المزارعين سيحصلون على مستحقاتهم عبر شركة أسستها إدارته وفقا لما نقلته وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.

إضافة إلى ذلك، قالت الإدارة التي عينتها روسيا في شبه جزيرة القرم في تعليقات على وسائل للتواصل الاجتماعي في أغسطس إن 1.4 مليون طن من القمح تم حصادها من حقول القرم نفسها.

وتعارض أوكرانيا تلك الأرقام وتقول إن القرم لا تنتج تلك الكميات.

وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية في بيان ردا على أسئلة رويترز إن "ما يسمى (حصاد القرم) يشمل الحبوب المُصدرة من أراضي البر الرئيسي لأوكرانيا".

وقبل الحرب الحالية استوردت سوريا الحبوب من القرم عدة مرات منذ سيطرة روسيا على شبه الجزيرة حسبما أشارت تقارير لرويترز.

وبحسب بيانات رفينيتيف، استوردت سوريا نحو 501800 طن من القمح من سيفاستوبول هذا العام حتى نهاية نوفمبر،  ارتفاعا من نحو 28200 طن في عام 2021 بأكمله.

وجرى استلام الشحنات اعتبارا من مايو، وكانت أكبر شحنة شهرية جرى استلامها قد بلغت 78600 طن في أكتوبر، وفقا للبيانات التي تم تجميعها من تقارير فحص الموانئ المقدمة من مشغلي الموانئ.

المنطقة المستهدفة تقع قرب خط المواجهة بين قوات النظام وهيئة تحرير الشام (أرشيفية)
المنطقة المستهدفة تقع قرب خط المواجهة بين قوات النظام وهيئة تحرير الشام (أرشيفية)

قُتل مدنيان، السبت، في قصف صاروخي شنته قوات النظام السوري واستهدف مخيما للنازحين في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، حسبما أفاد مسعفون.

وأشارت منظمة "الخوذ البيض" (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة والمتشددة في إدلب ومحيطها) في بيان إلى "مقتل مدنيين اثنين هما رجل مسن وامرأة وإصابة اثنين آخرين (طفل حاله حرجة ورجل) بقصف صاروخي لقوات النظام استهدف مخيما في منطقة الإسكان على أطراف مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي".

وتقع المنطقة المستهدفة قرب خط المواجهة بين قوات النظام وهيئة تحرير الشام، الجماعة المتشددة التي تسيطر على مناطق واسعة في محافظة إدلب.

وأفاد مراسل في وكالة فرانس برس متواجد في المكان بأن صاروخا أطلِق من مناطق يسيطر عليها النظام وسقط على خيمة متسببا باحتراقها، فيما قال المسعفون إنهم أخمدوا الحريق.

وبعد القصف بدأ سكان المخيم بالفرار وسط حال من الذعر، وبينهم نساء وأطفال.

تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في إدلب بوساطة روسية تركية إثر هجوم شنته قوات النظام، في مارس عام 2020. ولا يزال وقف إطلاق النار صامدا بشكل عام رغم الانتهاكات المتكررة.

تشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه، قبل أكثر من 12 عاما، بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والاقتصاد وشرد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.