قُتل ثلاثة أشخاص بينهم قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لطهران، جراء ضربات نفذتها طائرة مسيّرة، الاثنين، في شرق سوريا، في هجوم هو الثاني من نوعه في غضون 24 ساعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتعد المنطقة الحدودية بين شرق سوريا والعراق من أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا، وبينها فصائل عراقية.
وتعرضت على مر السنوات شاحنات كانت تقلّ أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لتلك المجموعات إلى ضربات جوية، بينها ما أعلنت عنه واشنطن وأخرى نُسبت إلى إسرائيل.
وغداة استهداف طائرات مسيّرة قافلة شاحنات في ريف البوكمال، بعد عبورها من العراق، ما أوقع سبعة قتلى من القوات الموالية لطهران، وفق المرصد، استهدفت طائرة مسيّرة صباح الاثنين سيارة رباعية الدفع في المكان ذاته.
وأدى القصف إلى "مقتل قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لإيران مع اثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية"، بينما كانوا يتفقدون موقع الاستهداف ليلاً، بحسب المصدر ذاته.
ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى في الهجومين ولا هوية الجهات التي نفذتهما. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته حتى اللحظة. وطالت الضربات ليلاً ست شاحنات تبريد فور دخولها من العراق، وكانت تقل أسلحة إيرانية وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس.
وبحسب المرصد، دخلت قافلتان مماثلتان على الأقل خلال هذا الأسبوع من العراق، أفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، لافتاً إلى نقلها "أسلحة متطورة" الى مجموعات موالية لطهران.
وقال الناشط، عمر أبو ليلى، الذي يوثق الأوضاع في دير الزور عبر شبكة "دير الزور 24" الإخبارية إن الغارات استهدفت كذلك "مقرات لمجموعات موالية لطهران"، لافتاً إلى "دمار كبير في الأماكن المستهدفة".
ولم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق، لكنّ إذاعة "شام إف إم" المحلية المقربة منها ذكرت أن طيراناً "مجهول الهوية استهدف بعدد من الغارات ست شاحنات تبريد" أثناء توقفها شرق البوكمال "بعد اجتياز البوابة الحدودية المشتركة مع العراق".
وفي العراق، أكد مسؤول من سلطات الحدود لفرانس برس أنّ "الشاحنات التي قصفت داخل سوريا عراقيةل، كنها لا تحمل أي بضائع عراقية" باعتبار أنّ بلاده لا تصدّر منتجات إلى أي بلد عربي.
وقال إنّ "الشاحنات تقلّ بضائع إيرانية باتجاه سوريا وقد عبرت من منافذ غير رسمية"، مرجحاً استخدام شاحنات عراقية عوض الإيرانية لتلافي تعرّضها للقصف.
15 ألف مقاتل
تعدّ إيران داعماً رئيسياً لنظام بشار الأسد، وقدمت له منذ بدء النزاع في العام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
وقد بادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم القوات النظامية السورية في معاركها.
وقد ساهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة. ومحافظة دير الزور مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر قوات النظام ومقاتلون إيرانيون ومجموعات موالية لهم على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، فيما تسيطر قوات سوريا الديموقراطية على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية.
ويقدّر المرصد انتشار نحو 15 الف مقاتل من القوات الإيرانية من المجموعات الموالية لها في المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين.
وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لضربات مماثلة، استهدفت إحداها في نوفمبر قافلة تضم صهاريج محروقات وأسلحة بعد عبورها من العراق.
وأسفر القصف الذي أعلنت اسرائيل مسؤوليتها عنه لاحقاً، عن مقتل 14 مقاتلاً موالين لطهران.
ومنذ بدء النزاع عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله.
ونادراً ما تؤكّد تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.