صفارات الإنذار دوت السبت في الجولان
صفارات الإنذار دوت السبت في الجولان

أعلن سلاح الجو الإسرائيلي أن طائراته قصفت أهدافا إضافية داخل الأراضي السورية، ليل السبت الأحد، شملت مجمعا عسكريا تابعا للفرقة الرابعة، بالإضافة إلى منظومات رادارات ومواقع مدفعية تابعة لقوات النظام السوري.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على تويتر إن الغارات تأتي بعد أن استهدفت مسيرة إسرائيلية منصات صاروخية التي استخدمت لإطلاق القذائف من داخل سوريا.

وذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أن دوي انفجارات سمع في محيط العاصمة، دمشق، ليل السبت الأحد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" أنه يجري التحقق من طبيعة الانفجارات التي سمع دويها.

ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي مواصلته شن غارات داخل الأراضي السورية ردا على إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل.

وقال أدرعي، على تويتر إنه "تم رصد مرة أخرى إطلاق ثلاث قذائف صاروخية من سوريا نحو إسرائيل حيث اجتازت قذيفتان إلى داخل الأراضي الإسرائيلية لتسقط قذيفة واحدة في منطقة مفتوحة وقذيفة أخرى اعترضت من قبل الدفاعات الجوية".

وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش شن ضربات بالمدفعية على الأراضي السورية ردا على هجوم صاروخي، وقال إن صفارات الإنذار دوت في مرتفعات الجولان للتحذير من هجوم صاروخي.

وذكرت قناة الميادين اللبنانية أن "سرايا القدس" أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على مرتفعات الجولان، وفق ما نقلته رويترز.

وخلال الأيام الماضية استهدفت صواريخ عدة إسرائيل قادمة من لبنان، وقال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ التي أطلقت من لبنان ولم تتبنَّها أي جهة، كانت "نيرانا فلسطينية"، مرجحا أن تكون حركة حماس مصدرها. ورد بشن غارات على غزة وجنوب لبنان.

وجاء التصعيد بعد صدامات عنيفة دارت الأربعاء في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية بين مصلّين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية وتوعدت في أعقابها فصائل فلسطينية بشن هجمات انتقامية. 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمر مساء الجمعة "الشرطة الإسرائيلية بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية والجيش الإسرائيلي بتعبئة قوات إضافية" بعد هجوم دهس بسيارة في تل أبيب.

وقتِل في الهجوم سائح إيطالي (36 عاما) دهسا وأصيب سبعة آخرون بينهم إيطاليون أيضا، فيما أسفر حادث إطلاق نار في الضفة الغربية عن مقتل شقيقتين من مستوطنة إفرات تبلغان 16 و20 عاما وأصيبت والدتهما بجروح خطرة.  

عناصر من الفصائل المسلحة في إدلب (رويترز)
عناصر من الفصائل المسلحة في إدلب (رويترز)

تمكنت فصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا من إحكام السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، وما يحيط بها من ثكنات وأكاديميات عسكرية ومطارات، وتتجه الآن للتركيز على جبهة حماة، بعدما سيطرت على عدة قرى وبلدات في ريفها الشرقي.

وأعلن تحالف فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، صباح الإثنين، استكمال عملية السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف حلب من الجهة الشمالية، قائلا إنه خاض عمليات ضد قوات النظام السوري و"وحدات حماية الشعب" الكردية.

ومن بين هذه القرى: أم العمد وتل رحال والجوبة والشيخ كيف، وتتبع جميعها إلى مدينة تل رفعت التي سيطر عليها تحالف الفصائل ضمن عملية أسماها بـ"فجر الحرية".

في المقابل، أعلنت فصائل مسلحة أخرى تنضوي ضمن غرفة عمليات ما بعرف بـ "ردع العدوان"، السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف مدينة حماة من الجهة الشمالية، ونشرت تسجيلا مصورا وثق استهدافها بالطائرات المسيرة للتعزيزات التي يستقدمها النظام السوري إلى المنطقة.

بعد أحداث سوريا.. مخاوف من عودة نشاط الجماعات الجهادية في المنطقة
مراقبون يرون أن استغلال الجماعات الجهادية للوضع السوري لا يقتصر على العمليات المسلحة فقط، بل يمتد إلى تجنيد عناصر جديدة. الفقر والبطالة والنزوح الناتج عن الصراع المستمر يعد بيئة خصبة لاستقطاب الأفراد، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية والدعم الحكومي.

"على جبهتين"

تتركز عمليات الفصائل المسلحة في مدينة حلب ومحيطها بين "غرفتي عمليات"، الأولى تقودها فصائل مدعومة من تركيا والثانية تتصدرها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة قبل أن تعلن انفكاكها عن القاعدة"، انطلاقا من إدلب.

وكانت الفصائل المدعومة من تركيا قد أطلقت هجوما السبت، واستهدفت به قطع الطريق أمام "وحدات حماية الشعب" من شمال شرق سوريا إلى حلب، وتمكنت بالفعل من تحقيق ذلك، بعدما سيطرت على مطار كويرس من الجهة الشرقية للمدينة.

كما سيطرت على مدينة السفيرة وجميع القرى والبلدات بينها خناصر، وقالت إنها قطعت الطريق ما بين الرقة وحلب.

وجاء الهجوم المذكور بعد دخول فصائل إدلب إلى مدينة حلب من الجهة الغربية، قبل يومين، والسيطرة على غالبية الأحياء الموجودة فيها وعلى مطارها الدولي وقطع كامل الطرق التي تصلها مع الشرق والجنوب.

ويقول النظام السوري إنه بصدد تنفيذ "هجوم مضاد" لاستعادة ما خسره في حلب.

لكن تركيز جيش النظام السوري يبدو منحصرا على نحو أكبر بجهة مدينة حماة الشمالية، في ظل أنباء عن نية الفصائل المسلحة إطلاق عملية جديدة هناك.

وشنت طائراته الحربية سلسلة غارات في الساعات الماضية على إدلب وحلب، أسفرت عن ضحايا مدنيين.

ماذا بقي في حلب؟

وهذه المرة الأولى التي يخسر فيها النظام السوري مدينة حلب ومحيطها، على صعيد تاريخ سوريا المعاصر. ولم يتبق خارج سيطرة الفصائل المسلحة في المدينة سوى حيين يخضعان لسيطرة مسلحين أكراد.

وذكرت مصادر إعلامية مطلعة من حلب لموقع "الحرة"، أن الفصائل المسلحة تفاوض المسلحين الأكراد هناك للخروج من الأحياء باتجاه مناطق شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

وتشمل المفاوضات أيضا وضع السكان الأكراد، والسماح لهم بالبقاء دون أن يتعرض لهم أحد.

وفي غضون ذلك، لا يزال الغموض يلف مصير الآلاف في عدة قرى وبلدات بريف حلب الشمالي، بعدما سيطرت فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا عليها، في إطار عملية سمتها "فجر الحرية" كانت قد أطلقتها قبل يومين.



واستهدفت هذه العملية المنطقة المعروفة بـ"جيب تل رفعت"، وتمكنت من السيطرة عليها كاملا بالإضافة إلى مطار منغ العسكري الواقع فيها.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أكثر من 200 ألف كردي سوري أصبحوا محاصرين بعد سيطرة الفصائل المسلحة على الجيب الذي يضم عدة قرى وبلدات.

كما أغلقت الطرقات أمام المواطنين الراغبين بالنزوح إلى مناطق أكثر أمنا، حسب المرصد.

في المقابل، قال القيادي في "الجيش الوطني السوري"، زياد حج عبيد، لموقع "الحرة"، إن عدد السكان في المناطق التي سيطروا عليها "يتراوح بين 30 إلى 40 ألف نسمة، وهم من العرب والأكراد".

وأضاف أن الفصائل "فتحت طريقا لهؤلاء السكان باتجاه أحياء الشيخ مقصود، وخيرتهم إما بالعبور إلى هناك أو البقاء مع تسليم المسلحين منهم لأنفسهم".

وإلى جانب ما سبق، ذكر مصدر إعلامي من مدينة السفيرة بريف حلب لموقع "الحرة"، إن أكثر من 3000 شخص من بلدتي نبل والزهراء تقطعت بهم السبل هناك.

وقالت المصادر إن هؤلاء "غير قادرين على الانتقال إلى منطقة أخرى، بعدما خرجوا من البلدتين اللتين كانتا تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري لسنوات، باتجاه السفيرة."

وسيطرت فصائل "الجيش الوطني" على السفيرة، الأحد. وقال حج عبيد إن الفصائل "أمّنت" جميع المدنيين هناك و"تسعى إلى نقلهم إلى مناطق بعيدة عن المواجهات".