قوات موالية للنظام السوري في دير الزور. أرشيفية
قوات موالية للنظام السوري في دير الزور. أرشيفية

تجند ميليشا موالية للنظام السوري في دير الزور وريفها الأطفال الذي تقل أعمارهم عن 18 عاما للعمل معهم، مستغلين "سوء الأوضاع التي يعيشها السكان هناك" وفق تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد أن ميليشا القاطرجي الموالية للنظام السوري تجند "عشرات الأطفال وتسلحهم، حيث يعملون في حراسة وتأمين المركبات، مقابل رواتب شهرية".

وأشار إلى أن الأطفال تتراوح أعمارهم بين "14-17 عاما"، ويتم منحهم رواتب شهرية تبلغ 400 ألف ليرة سورية (أي ما يعادل 40 دولارا).

وتقع في محافظة دير الزور أبرز حقول النفط السورية، وتسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية وأهمها حقل العمر النفطي، وهو الأكبر في البلاد، فضلاً عن حقلي التنك وجفرا. كذلك، تسيطر على حقل كونيكو للغاز.

وتقع على الجهة الغربية حقول نفطية تسيطر عليها قوات النظام وتشمل حقول الورد والتيم والشولة والنيشان.

ونقل المرصد عن مصادر أن عمليات تجنيد الأطفال "زادت من وتيرة تعاطي الحبوب المخدرة بين فئة الأطفال".

قاطرجي و"تهريب المحروقات"

حقل نفطي في دير الزور

وأوضح المرصد أن ميليشيا القاطرجي تعمل في "تهريب المحروقات من مناطق قسد إلى مناطق النظام السوري"، حيث يعمل معها عدد من أبناء المنطقة الشرقية في سوريا لحماية منشآت نفطية ومستودعات تابعة تابعة لشركة "القاطرجي".

وتعتبر شركة القاطرجي من الشركات الموضوعة على قوائم الإرهاب في بعض الدول مثل السعودية وعُمان، لوجود ارتباطات لها بالميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني.

وقالت الرياض في يونيو 2022 إنه تم وضع "القاطرجي" ضمن قوائم الإرهاب لدورهات في تسهيل تجارة الوقود لتنظيم "داعش" الإرهابي، والتعاون مع التنظيمات الإرهابية مثل الحرس الثوري الإيراني، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وفي مطلع فبراير الماضي نشر المرصد العديد من الصور لشاحنات وصهاريج تابعة لشركة القاطرجي في دير الزور.

وعلى مدى سنوات تصدر اسم "عائلة قاطرجي" وخاصة عضو البرلمان "حسام"، الذي يعتبر "الأب الروحي لتجارة النفط والقمح"، والشخصية الأبرز التي اعتمد عليها النظام السوري، في عمليات شراء النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية.

وحسام، رجل أعمال سوري، من مواليد 1982، مساهم بنسبة 33 في المئة في شركة "أرفادا"، وكان قد بدأ منذ عام 2014 في التوسط في صفقات تجارة النفط والقمح بين نظام الأسد وداعش، الأمر الذي كان سببا في وضعه على قائمة العقوبات الأميركية.  

ورغم استهدافه بالعقوبات إلى جانب أخيه "محمد براء"، إلا أن المسار الذي بدأوه وخاصة عقب عام 2014 لم يتوقف، ليتبين مؤخرا أنهم أصحاب شركات بأسماء مختلفة، منها "bs company". 

داخل محطة وقود في دمشق.. أرشيفية
ما دور "الأخوة المعاقبين"؟.. أزمة المحروقات في سوريا تثير الشكوك
لا موعد أو جدول زمنيا لانتهاء أزمة المحروقات غير المسبوقة التي تضرب سوريا منذ أسابيع، وبينما كشفت تداعياتها خلال الأيام الماضية عن مستوى "العجز" من جانب حكومة النظام السوري، أثارت من جانب آخر الشكوك حول دور يلعبه "الإخوة المعاقبين" من عائلة "قاطرجي". 

وهذه الشركة كانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات عليها في 2019، كونها تعد واحدة من أكبر مستوردي النفط الخام إلى سوريا، بينما ورد اسمها، الاثنين، ضمن قرار رسمي من جانب "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" السورية، أتاح لها تزويد الفعاليات الاقتصادية بمادتي البنزين والمازوت، وبأسعار جديدة.

وتسيطر قوات النظام السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات في دير الزور، وينتشر فيها آلاف المقاتلين من مجموعات موالية لإيران، وتحديدا المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مرورا بالميادين.

كما تتمتع إيران بنفوذ عسكري في دير الزور حيث تنشر لها مجموعات مسلحة موالية لها من جنسيات عدة في هذه المنطقة، والذين يقدر المرصد أعدادهم بـ20 ألف مقاتل، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، تضم: إيرانيين، وعراقيين، ولبنانيين، وأفغانيين وباكستانيين.

وتقسم دير الزور إلى 4 مناطق من ناحية السيطرة بحسب ما قال المحامي السوري، محمد صبرا في تصريح سابق لموقع "الحرة" حيث يوجد شمال شرق دير الزور، الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وقوات أميركية.

وينتشر 900 جندي أميركي ضمن قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، وضمنها الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور، كما يتواجدون في قواعد عدة في محافظة الحسكة والرقة.

أما المنطقة الثانية فهي، قلب مدينة دير الزور والتي بقيت تابعة للنظام طوال السنوات الماضية.

والمنطقة الثالثة فهي جنوب دير الزور باتجاه الشرق في بلدات ريف دير الزور، فهي تخضع لسيطرة الميليشيات الشيعية، وكانت قد تمركزت فيها قوات تابعة لقوات فاغنر الروسية أيضا.

والمنطقة الرابعة، فهي دير الزور الغربي، والتي لا ملامح واضحة لمن يسيطر عليها، إذ يظهر فيها أحيانا بعض خلايا داعش، وأحيانا أخرى يتواجد فيها ميليشيات شيعية أو قوات تابعة للنظام السوري.

المظاهرة طالبت بمحاسبة فادي صقر
المظاهرة طالبت بمحاسبة فادي صقر

خرجت مظاهرة غاضبة للعشرات في حي التضامن بالعاصمة السورية دمشق،  للاحتجاج على عودة أحد أبرز قادة ميليشيات الدفاع الوطني في عهد الأسد ويدعى فادي صقر إلى الحي دون محاسبة.

وحسب ناشطين سوريين فإن صقر متهم بـ"جرائم ضد السوريين" وبكونه أحد مدبري "مجزرة التضامن" الشهيرة التي نفذها الضابط السوري أمجد يوسف.

وهتف المتظاهرون الغاضبون في حي التضامن في رسالة إلى السلطة الجديدة بقيادة رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية: "بدنا نحكي على المكشوف.. شبّيحة ما بدنا نشوف."

وقال ناشطون إن صقر عاد إلى حي التضامن، حيث كان يمارس انتهاكاته بحق السوريين، برفقة عناصر من الأمن السوري في الإدارة الجديدة.

ولم تعلق الحكومة السورية المؤقتة على أنباء تسوية وضع صقر دون محاسبة، وهو من أبرز قادة الميشليات التي كانت تقاتل إلى جانب الأسد حتى أن النظام السوري المخلوع لقبه بـ "صقر الدفاع الوطني" وله صور مع بشار الأسد.

وامتد الغضب من عودة صقر إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال الناشط السوري هادي العبدالله في منشور عبر "إكس" إن الغضب الشعبي لسكان حي التضامن "محق"، وطالب بمحاسبة "المجرم صقر"، وقال إن وجوده مع الأمن العام ربما يكون إجراء لكشف المزيد من المتورطين في جرائم ضد السوريين.

بدوره قال الصحفي السوري قتيبة ياسين: "لا تستفزوا مشاعر الناس من أجل شخص مجرم.. يتصاعد الغضب الشعبي في حي التضامن بعد رؤيتهم المدعو فادي صقر أحد قادة النظام المخلوع في الحي برفقة عناصر من الميليشيا التي كان يتزعمها هؤلاء لا يجب إعادة تدويرهم بل محاكمتهم."

 

وبعد موجة الغضب التي انتشرت بعد أنباء عودة صقر، انتشرت أنباء على وسائل التواصل الاجتماعي بالقبض عليه وإحالة من منحه بطاقة التسوية إلى التحقيق، إلا أن ذلك لم يتأكد بشكل رسمي.

ومنذ استلامها زمام السلطة بعد سقوط الأسد، قررت الإدارة السورية الجديدة إجراء تسويات لمن يحمل السلاح من عناصر النظام المخلوع، وهو إجراء أقدم عليه الآلاف.