ضربات إسرائيلية تصيب مبنى أمنيا خارج دمشق . أرشيفية-تعبيرية
ضربات إسرائيلية تصيب مبنى أمنيا خارج دمشق . أرشيفية-تعبيرية

قتل ثلاثة مسلحين موالين لإيران، الأربعاء، في "ضربات إسرائيلية" على مواقع تابعة لحزب الله اللبناني قرب العاصمة السورية، دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وكالة فرانس برس.

وقال رئيس المرصد، رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن ثلاثة مسلحين غير سوريين موالين لإيران قتلوا "في قصف إسرائيلي على مزارع ومواقع أخرى تابعة لحزب الله قرب عقربا والسيدة زينب". وأضاف أن إسرائيل قصفت أيضا مواقع دفاع جوي سورية في جنوب البلاد.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال في وقت سابق الأربعاء إن "قصفا إسرائيليا" استهدف "مزارع في منطقة عقربا التي يتواجد ضمنها مطار عسكري (13 كلم غرب مطار دمشق الدولي)، إضافة لنقطة رادار لقوات النظام (السوري) في جنوب غرب ريف دمشق، فيما حاولت المضادات الأرضية التصدي لأهداف في أجواء المنطقة". 

من جهتها، أكدت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا" وقوع "أضرار مادية" جراء قصف "إسرائيلي" استهدف "نقاطا في المنطقة الجنوبية".

وذكر مصدر عسكري للوكالة أن القصف وقع "حوالي الساعة العاشرة و50 دقيقة من مساء اليوم (الأربعاء)" من "اتجاه بعلبك بلبنان مستهدفا بعض النقاط العسكرية في المنطقة الجنوبية".

وأكد المصدر للوكالة "وقوع بعض الخسائر المادية".

من جهته، لم يعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ أي عمليات في سوريا، الأربعاء. 

وكان الجيش الإسرائيلي أكد مؤخرا استهداف مواقع تابعة لقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية داخل الأراضي السورية. 

وفي نهاية أكتوبر الماضي، ومع التصعيدات المترتبة على الهجوم الذي شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من الشهر ذاته، تعرضت سوريا خلال أقل من 12 ساعة لضربتين في جنوبها وشمالها، أسفرت الأولى عن قتلى عسكريين من قوات النظام السوري وتبناها الجيش الإسرائيلي، فيما أبقت الثانية "مطار حلب الدولي" خارج الخدمة، للمرة الرابعة على التوالي.

جانب من الاحتفالات في حي ركي الدين (مواقع التواصل)
جانب من الاحتفالات في حي ركي الدين (مواقع التواصل)

في مشهد غير مألوف لعقود مضت، تحوّلت شوارع حي ركن الدين – المعروف تقليديًا بـ"حي الأكراد" في العاصمة السورية دمشق – مساء الخميس، إلى ساحة احتفال نابضة بالحياة، مع إحياء الأهالي لعيد "النوروز" بشكل علني دون قيود أمنية أو اضطرابات بعد عقود طويلة من حكم حزب البعث.

وتزينت شوارع ركن الدين بالمشاعل وأعلام الأكراد، وانطلقت الحشود مساءً في مسيرة منظمة بدأت من "مفرق وادي السفيرة" باتجاه ساحة شمدين، حيث أقيم احتفال خطابي واختتم بإيقاد الشموع وقراءة الفاتحة على أرواح "شهداء" الحي وسوريا والذين قضوا خلال فترة الصراع الدامي التي امتدت على 14 عاما قبل سقوط نظام بشار الأسد.

وأعلن المكتب الإعلامي للجان ركن الدين، قبل يوم من المناسبة، عن الدعوة المفتوحة لكل أبناء سوريا للمشاركة، مشددًا على أن الاحتفال هذا العام يحمل رمزية مزدوجة: الاحتفال بالنوروز وتوديع حقبة القمع، بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

وأما في شمال البلاد، فقد شهدت المدن ذات الأغلبية الكردية – مثل القامشلي (قامشلو)، وكوباني (عين العرب)، والحسكة، عفرين احتفالات حاشدة، وُصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ سنوات طويلة، حيث شارك عشرات الآلاف في حلقات الرقص الفلكلوري وأغاني التراث الكردي، وسط أجواء طغت عليها مشاعر الفرح والسعادة.

"الأربعاء الأحمر" بإيران.. مقدمات النوروز بطعم التراث والسياسة
شهدت مناطق مختلفة من إيران احتفالات ما قبل عيد النوروز أو ما يسمى في التقويم الفارسي بأربعاء السوري أو الأربعاء الأحمر، وهو أقدم تقليد إيراني لإحياء آخر ايام السنة الفارسية من خلال طقوس أبرزها إشعال النار والاحتماء به حتي نهاية الليل.

وفي حديث لوكالة "شفق نيوز"، عبّرت المواطنة الكردية شيرين شيخي من مدينة قامشلو عن فرحتها، قائلة: "هذه هي المرة الأولى التي نحتفل فيها بالنوروز دون الخوف من أجهزة الأمن أو منع من السلطات… إنه يوم تاريخي للكرد في سوريا".

وأكدت أن الاحتفال هذه السنة يرمز إلى بداية مرحلة جديدة، وقالت: "لن يعود أحد ليمنعنا من التعبير عن هويتنا، لقد انتهى عهد الإنكار والإقصاء".

"تعايش مشترك"

واللافت هذا العام كان امتداد مظاهر الاحتفال بالنوروز إلى مناطق غير كردية، حيث شهدت بعض مدن الساحل السوري والسويداء، جنوبي البلاد،  إيقاد شعلة العيد، تعبيرًا عن تضامن الأهالي مع الشعب الكردي واحتفائهم بالتعدد الثقافي الذي يشكّل جزءًا من هوية سوريا المستقبلية.

وقال الناشط شيار يونس، إن هذه المشاهد تؤكد على تحوّل كبير في الوعي الشعبي، موضحًا: "النظام السابق استخدم سياسة التفرقة، لكنه فشل في اقتلاع التعايش المشترك بين السوريين".

الاحتفال هذا العام جذب أيضًا اهتمام العديد من الفنانين السوريين، الذين وجّهوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسائل تهنئة للشعب الكردي، مؤكدين أن النوروز مناسبة تهم كل السوريين الذين يتطلعون لسوريا جديدة ديمقراطية.

وكان من أبرز الحضور الفنان المعروف سميح شقير، الذي وصل إلى مدينة قامشلي ليقدّم فقرة فنية خاصة بهذه المناسبة، وسط ترحيب كبير من الجماهير.

وعيد النوروز، الذي يصادف يوم الاعتدال الربيعي (21 مارس)، يُعد رمزًا للحرية والخلاص في الذاكرة الكردية، ويُحتفل به في مناطق كردية وإيرانية وأفغانية وأخرى في آسيا الوسطى.

وفي سوريا، كان الاحتفال بالنوروز محظورًا لسنوات طويلة، وغالبًا ما كان يتعرض المشاركون فيه للاعتقال والمضايقات الأمنية، بحسب تقارير حقوقية محلية ودولية.