شنت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة عشرات الغارات على أهداف للميليشيات الموالية لإيران في سوريا
شنت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة عشرات الغارات على أهداف للميليشيات الموالية لإيران في سوريا

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 19 مسلحا مواليا لإيران قتلوا في غارات جوية شمالي سوريا السبت، مرجحا أن تكون إسرائيلية.

وأوضح المرصد أن 4 من القتلى سوريين و15 من جنسيات غير سورية من ضمنهم 6 من جنسية عراقية، وبينهم 4 جثث متفحمة.

واستهدفت 9 غارات، حسب المرصد، نقاط تابعة للميليشيات الإيرانية في المربع الأمني الإيراني قرب دوار الهجانة، ونقاط في الفوج 47 في بادية مدينة البوكمال.

كما استهدفت قافلة تابعة للميلشيات بعد دخولها الأراضي السورية قادمة من العراق، ومقرات وشحنة عسكرية ومستودع للذخيرة وآليات في مدينة البوكمال وريفها قرب الحدود السورية العراقية.

وقال المرصد إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 18 مصابا من الميليشيات بعضهم بحالات خطيرة.

ونقلت رويترز عن مسؤولين أمنيين وحدوديين عراقيين أن طائرات مجهولة قصفت عددا من المباني والشاحنات التي تستخدمها فصائل مسلحة متحالفة مع إيران في مدينة البوكمال السورية بمحاذاة معبر حدودي استراتيجي مع العراق في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة.

وقال قائد محلي بقوات الحشد الشعبي العراقية،  إن الضربات أودت بحياة أربعة أفراد دون أن يذكر جنسياتهم. لكن القيادي نفى مقتل أو إصابة أي من مقاتلي الحشد الشعبي المنتشرين قرب الحدود السورية.

وذكرت مصادر لها اتصالات مع مسؤولي الحدود السوريين أن الضربات استهدفت قافلة من ثماني شاحنات، مما أدى إلى تدمير أربع منها على الأقل. وقال المسؤولون إنها استهدفت كذلك ثلاثة مبان تستخدمها إحدى الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران.

ويسيطر الآن مسلحون متحالفون مع إيران، ومنهم جماعة حزب الله اللبنانية، على مناطق واسعة في شرق وجنوب وشمال غرب سوريا وفي عدة ضواح حول العاصمة دمشق.

وتشن إسرائيل منذ سنوات هجمات على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا حيث تزايد نفوذ طهران منذ أن بدأت دعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.

وقال مسؤول عسكري أمريكي إن الولايات المتحدة لم تنفذ الليلة الماضية أي ضربات دفاعية.

القيصر السوري وهو يدلي بشهادته حول الحرب في سوريا خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ
القيصر السوري وهو يدلي بشهادته حول الحرب في سوريا خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي

كشف "قيصر" الذي التقط آلاف الصور لجثث شوّهها التعذيب في مراكز الاعتقال والسجون في سوريا، عن هويته ووجهه للمرة الأولى، وذلك في مقابلة تلفزيونية تأتي بعد شهرين من إسقاط نظام بشار الأسد.

وقال رجل ذو لحية خفيفة غزاها الشيب، وفي المقابلة التي بثتها قناة "الجزيرة" القطرية، حيث كان يرتدي بزة رسمية وقميصا أبيض: "أنا المساعد أول فريد المذهان، رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق، المعروف بقيصر، ابن سوريا الحرة، أنا من مدينة درعا مهد الثورة السورية" التي اندلعت عام 2011.

أضاف قوله: "كان عملي في مدينة دمشق... قيادة الشرطة العسكرية، وكنت أقطن مدينة التل في ريف دمشق".

 

وأوضح أنه عقب اندلاع النزاع، باتت مهمته "تصوير جثث ضحايا الاعتقال، لشيوخ ونساء وأطفال، تمّ اعتقالهم على الحواجز العسكرية والأمنية في مدينة دمشق، ومن ساحات التظاهر التي كانت تنادي بالحرية والكرامة".

الشرع لم يلتق بعائلات المعتقلين في سوريا حتى الآن . أرشيفية
عددهم ربما يفوق 100 ألف.. اتهامات للشرع بإهمال ملف المعتقلين
تكريس لحالة "الفوقية البيضاء" حيث قيمة حياة الرجل "الأبيض أعلى بكثير من حياة المواطن" السوري، بهذه الكلمات عبرت الناشطة السورية وفاء مصطفى عن "غضبها وحزنها" من واقع تعامل الإدارة السورية الجديدة مع ملف المعتقلين السوريين.

وتابع المذهان "يتم اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم بطرق دموية ممنهجة ونقل جثثهم إلى المشارح العسكرية من أجل تصويرها ونقلها إلى مقابر جماعية".

أضاف "عندما كنت أشاهد الصور أشعر أنها تحدثني، كنت أشعر بالقهر والذل الذي تحملوه لسنوات".

وقال "لقد حمّلتني أرواحهم الطاهرة أمانة في عنقي، أن أوصل آهاتهم ومعاناتهم إلى العالم الحر، وأن أكون شاهدا... على مصيرهم المؤلم، وأرجو من الله أن أكون أديت هذه الأمانة بكل نية صادقة".

وتحدث "قيصر" عن بعض الضحايا الذين التقط صورهم وآثار التعذيب التي ظهرت عليهم، مضيفا "شاهدت جثثا لشيوخ وشباب تمت تعريتهم من ثيابهم وألقيت جثثهم بشكل عشوائي وشكل غير أخلاقي وغير انساني، شعرت بأنني داخل مسلخ بشري... داخل آلة قتل تعمل ليل نهار يديرها أشخاص لا ينتمون للبشرية بأي شيء، حوّلهم حقدهم إلى وحوش بشرية".

وأعرب عن اقتناعه بأن "أوامر التصوير كانت تصدر من أعلى هرم السلطة من أجل التأكد بأن أوامر التعذيب والقتل قد تمت فعليا، وأنه لم يتم هروب أي معتقل بواسطة أو محسوبيات".

وقال أن "قادة الأجهزة الأمنية من خلال صور القتل والاعتقال، كانوا يعبّرون عن ولائهم المطلق للمجرم بشار الأسد".

وانشق العسكري السابق بعدما جمع بين العامين 2011 و2013، نحو 55 ألف صورة توثّق وحشية الممارسات في السجون السورية إبان فترة قمع الاحتجاجات.

وأوضح المذهان أنه اتخذ قرار الانشقاق سريعا، لكنه أرجأ خطوته ليتمكن من "تجميع أكبر عدد من الصور التي توثق وتدين أجهزة النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المعتقلين".

وكشف أنه قام بتسريب الصور عبر بطاقة ذاكرة "فلاش ميموري" عبر الحواجز الأمنية، يضعها أحيانا في جواربه أو ربطة الخبز، ويعبر فيها التفتيش عبر حواجز للقوات الحكومية أو فصائل المعارضة التي كانت تسيطر على المنطقة حيث يقيم.

وأكد المذهان الذي يقيم حاليا في فرنسا، أنه فرّ بداية إلى الأردن ومنه إلى قطر، مشددا على أنه يعيش وسط ظروف أمنية "فرضت عليّ قيودا صعبة جدا".

وفي عام 2020، دخل قانون العقوبات الأميركي المعروف باسم قيصر، والمسمّى بناء على ما كشفه المذهان، حيز التنفيذ ليفرض سلسلة إجراءات اقتصادية ضد السلطات السورية.

ودعا "قيصر" إلى رفع هذه العقوبات بعد سقوط الأسد. وقال "سبب العقوبات قد زال بزوال نظام الأسد المجرم. اليوم الشعب السوري والحكومة السورية بأمسّ الحاجة للدعم الدولي والإقليمي لبناء دولتنا الحرة المزدهرة المنفتحة على العالم".

وأصدرت دول عدة مثل هولندا وفرنسا وألمانيا إدانات ومذكرات توقيف بحق مسؤولين سابقين في الأجهزة الأمنية السورية بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية بناء على صور "قيصر".

وشدد المذهان على أنه رغم ذلك، لا يحب آلة التصوير. وأوضح "هذه الكاميرا تذكرني بمعاناة ومآسي هؤلاء الضحايا الذين عذّبوا وقتلوا وتم تصويرهم بهذه الكاميرا. هذه الكاميرا بالنسبة لي ذكرى غير سعيدة".