قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، إن قوات النظام السوري أفرجت عن الطالب الجامعي، داني عبيد، ابن مدينة السويداء، بعد اعتقاله نحو 75 يوما في مدينة اللاذقية.
وأوضح المرصد أن بعض الأهالي في السويداء احتجزوا ضباط بقوات النظام، للضغط والإسراع بالإفراج عن عبيد.
وأشار إلى أنه في 25 أبريل الحالي شهدت مناطق في السويداء توترا كبيرا، حيث أقدمت مجموعات أهلية على احتجاز عدد من ضباط قوات النظام بينهم ضابط برتبة عقيد وهو رئيس فرع الهجرة والجوازات.
كما انتشرت العديد من المجموعات على طريق دمشق – السويداء، في حين منعت الأجهزة الأمنية ضباط وعناصر قوات النظام من دخول محافظة السويداء خشية احتجازهم.
وسلطت حادثة إقدام النظام السوري على اعتقال الطالب الجامعي بـ"شكل تعسفي" الضوء على المخاطر التي قد يتعرض لها ناشطو الحراك السلمي الذي مضى على انطلاقته أكثر من 8 شهور، وفقا لمحللين ونشطاء تحدثوا إلى موقع "الحرة" في وقت سابق.
وكان الحراك السلمي في السويداء قد انطلق، في 17 أغسطس الماضي، للمطالبة بشكل أساسي بتطبيق القرار الدولي رقم 2254، والذي يمهد لإنهاء الأزمة الدامية التي تشهدها البلاد منذ سنوات طويلة.
وحسب "شبكة السويداء 24"، فإن مجموعات أهلية في المحافظة أفرجت، الخميس، عن ثلاثة ضباط من النظام السوري كان قد جرى احتجازهم ردا على اعتقال الطالب الجامعي، داني عبيد، الذي يدرس في جامعة تشرين بمحافظة اللاذقية الساحلية.
وأوضحت المصادر أن الضباط الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم، هم: العميد ركن مازن القصاص، والعميد محمود محمد، والملازم أويس فارس.
وكانت مجموعات أهلية قد أفرجت أيضا عن العقيد منار محمود، رئيس فرع الهجرة والجوازات في السويداء، بعد احتجازه لبضع ساعات صباح يوم الخميس، نتيجة تدخل وساطات عديدة في سبيل الإفراج عنه.
وجاءت تلك التطورات بعد أن داهمت عناصر أمنية تابعة للنظام حرم السكن الجامعي في اللاذقية، في شهر فبراير الماضي، لاعتقال الطالب، داني عصام عبيد، من غرفته.
وكان المحامي السوري، أيمن شيب الدين، قد أوضح في صفحته على موقع "فيسبوك"، أن داني قد تعرض للضرب المبرح أمام رفاقه، وذلك قبل اقتياده إلى فرع الأمن الجنائي في اللاذقية، ومن ثم إلى فرع الأمن السياسي.
وبعدها مثل الشاب أمام قاضي التحقيق في اللاذقية، الذي أمر بتوقيفه بجرم (النيل من هيبة الدولة)، وإحالته خلال شهر من التوقيف ليحاكم في محكمة الجنايات باللاذقية.
ولفت المحامي المهتم بشؤون المعتقلين، إلى أنه كان قد جرى تفتيش هاتف الطالب الذي احتوى على تظاهرات سلمية ضد النظام، مؤكدا أن قاضي التحقيق وقاضي الإحالة قد رفضا جميع طلبات إخلاءات السبيل (إطلاق السراح) التي قدمت لهما.
وفي حديثه إلى موقع "الحرة" بوقت سابق، أوضح رئيس تحرير شبكة "السويداء 24"، ريان معروف، أن مجموعات أهلية كانت تتحفظ على ضابط برتبة عقيد من مرتبات الجيش وثلاثة عناصر من مرتبات فرع أمن الدولة إلى أن يتم إطلاق سراح الطالب يوم الاثنين.
وأضاف أن والدة الطالب المعتقل كانت قد تمكنت من زيارته، حيث شاهدت آثار الضرب والتعذيب على جسده، مما أثار غضبا كبيرا في محافظة السويداء، على حد قوله.
"خيار وحيد"
ورغم أن السويداء تقع في أقصى الجنوب السوري المحاذي للأردن، فإنها لا ترتبط بأي معبر حدودي كما هو الحال بالنسبة لجارتها الواقعة إلى الغرب، محافظة درعا.
وتعتبر السويداء منطقة فقيرة وغير قادرة على إقامة مشروعات مستقلة، حسب ما يقول سكان فيها، وكانت تعتمد في السابق على أموال المغتربين وحصاد المواسم الزراعية، في حين أسهمت القروض الصغيرة في تأسيس مشروعات بسيطة، خاصة قبل الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها سوريا عام 2011.
وبناء على ذلك يضطر الكثير من سكان تلك المحافظة إلى الذهاب إلى دمشق وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها النظام، طلبا للرزق أو الدراسة في إحدى الجامعات، أو للعلاج، وليس انتهاء بضرورة السفر عبر المطارات في دمشق أو حلب أو اللاذقية.
وهنا يوضح معروف أن ما حدث مع الطالب، داني عبيد، "يتكرر فعلا مع بعض أبناء محافظة السويداء في كل فترة، وبالتالي تحدث ردود الفعل نفسها من أهالي المعتقلين".
وفي نفس السياق، أوضح الناشط الحقوقي والسياسي "أبو تيمور"، المقيم في السويداء، أن "فقدان الثقة بالسلطة وبنزاهة القضاء أغلق كل أبواب الحلول القانونية والسلمية في وجه المتظاهرين مما أجبرهم على احتجاز ضباط في الجيش السوري والشرطة".
وتابع في حديثه إلى موقع "الحرة": "كان هذا الخيار الوحيد والمتاح لإطلاق سراح اليافع، داني عبيد، الذي اعتقل بسبب مشاركة منشور في موقع فيسبوك، أي أنه لم يُعتقل لارتكابه مخالفة أو جنحة".