مع اقتراب موعد انتخابات "مجلس الشعب السوري"، تكثفت في محافظة السويداء الجنوبية الدعوات إلى مقاطعتها، وذلك في ظل تواصل الحراك السلمي المناهض لبشار الأسد منذ منتصف أغسطس العام الماضي.
وكان الأسد قد أصدر مرسومًا رئاسيا قد حدد فيه الاثنين 15 من يوليو الحالي موعدًا لانتخابات أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع، وقرر حصة قطاع العمال والفلاحين بـ127 مقعدًا، وباقي فئات الشعب بـ123 مقعدًا.
وفي الثالث من يونيو الماضي، أعلن رئيس اللجنة القضائية العليا في النظام السوري، جهاد مراد، عن بدء الحملات الانتخابية للمرشحين لانتخابات مجلس الشعب.
وذكرت شبكة "الراصد" المحلية، الثلاثاء، أن عشرات من المتظاهرين تجمعوا في "ساحة الكرامة" وسط مدينة السويداء، رافعين شعارات تطالب بالتغيير السياسي والحرية ورفض الممارسات الأمنية.
وأكد المتظاهرون في الوقت ذاته على السلمية والاستمرار في التحركات المتوصلة منذ أغسطس الماضي، داعيين إلى مقاطعة انتخابات مجلس الشعب.
وقال الناشط الإعلامي، حمزة المعروفي، في حديث مع موقع "الحرة" إن "المشاركة في انتخابات مجلس الشعب السابقة لم تتجاوز 26 في المئة حسب بعض التقديرات، ومعظم تلك المشاركات كانت "مزورة" أن صح التعبير حيث جرى إدخال أسماء موتى ومسافرين ومعتقلين ومغتربين إلى قوائم الاقتراع دون علم أو رغبة منهم".
وأضاف: "رغم كل التزوير فإن الانتخابات الماضية شهدت أدنى نسبة مشاركة في تاريخ البلاد، وأعتقد أن الانتخابات القادمة وبدون مبالغة سوف تزيد نسبة المقاطعة فيها عن 80 بالمئة على أقل تقدير".
من جانبه أكد الناشط الحقوقي والإعلامي البارز المعروف باسم" أبو تيمور" أن حملة مقاطعة الانتخابات التي يدعو إليها الحراك تأتي في مجال النشاط السلمي والشعبي الذي تمارسه الجماهير في محافظة السويداء.
وزاد: "هذه الحملة تهدف إلى منع إجراء انتخابات يعتبرها ناشطون غير شرعية وليس لها أي جدوى كون أعضاء مجلس الشعب يجري التحكم بهم من قبل أجهزة النظام الأمنية وغيرها".
وشدد أبو تيمور على أن "ممثلي المحافظة في مجلس الشعب هم أشخاص يتم فرضهم بواسطة أروقة الأفرع الأمنية، ناهيك عن أن هذه الحملة قد شملت الكثير من القرى عبر إصدار منشورات تؤكد أن نشطاء الحراك سوف يمنعون بشتى الطرق دخول صناديق الاقتراع إلى القرى والبلدات والأحياء".
وفي نفس السياق، قال حمزة المعروفي: "قبل انطلاق الحراك السلمي كانت بعض القرى بالأساس قد منعت الانتخابات المحلية (الإدارة المحلية) حيث جرى إغلاق مراكز الاقتراع، وبالتالي فإن هذا الأمر سوف يتكرر في قرى وبلدات المحافظات لمنع ما يسمى بانتخابات مجلس الشعب".
"انتخابات شكلية"
وعن مغزى مقاطعة الانتخابات، قال الباحث والأكاديمي، فايز القنطار، لموقع "الحرة" "في الأساس ومنذ سيطرة حزب البعث وآل الأسد على مقاليد الحكم في سوريا لم يعد هناك أي حياة سياسية حقيقية في سوريا، وبالتالي فكل الانتخابات التي جرت وتجري منذ انقلاب 1963 هي شكلية ولا قيمة لها".
وشدد على ضرورة مقاطعة "انتخابات الديكور" القادمة التي سوف تجري الأسبوع القادم في كل المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وألا يقتصر الأمر على محافظة السويداء.
وتساءل القنطار عن مغزى أي انتخابات في ظل حكم استبدادي فردي، باعتبار أنها "سوف تفضي كما في السابق إلى نشوء مجلس لا حول ولا قوة له".
وشدد على أنه " ومنذ 13 عام ومع تفجر احتجاجات الثورة الشعبية فإن النظام مستمر في غلوه واستبداده وقهره للسوريين عبر استخدام العنف الدموي وكافة أشكال الاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري حيث تجاوز عدد المعتقلين السياسيين أكثر من 150 ألف شخص".
وزاد: "كيف يقبل هذا النظام المجرم إجراء تلك الانتخابات الشكلية وقد قضى في سجونه مئات آلاف الشباب والرجال والنساء من خيرة النخب السورية، ومن بينهم أطباء وشعراء ومهندسون وأدباء".
من جهته، رأى رئيس تحرير شبكة "السويداء 24"، ريان معروف، في اتصال مع موقع "الحرة" أنه " وبعد مرور 13 عاما على الحرب في سوريا فإن مسألة المشاركة في انتخابات مجلس صوري لم يعد لها أي معنى".
وذهب معروف إلى ما أكده نشطاء سابقون من "أن المشاركة في الانتخابات البرلمانية السابقة كانت بالأساس ضئيلة جدا رغم كل محاولات التزوير".
وتابع: "المشاركة في الاقتراع عادة تقتصر على الأشخاص المقربين أو المنتفعين من المرشحين لتلك الانتخابات، وليس جراء التزام أخلاقي أو دافع وطني".