جانب من احتجاجات الحراك السلمي في محافظة السويداء (أرشيف)
جانب من احتجاجات الحراك السلمي في محافظة السويداء (أرشيف)

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الهيئة العامة الممثلة للحراك السلمي في مدينة السويداء السورية، عن تشكيل لجنة سياسية من خلال انتخابات وصفت بـ"الديمقراطية"، وذلك عقب أيام من إجراء انتخابات مجلس الشعب التابعة للنظام، وقبل بضعة أسابيع من إتمام الاحتجاجات الشعبية لعامها الأول في تلك المحافظة الجنوبية.

وكان الحراك الشعبي في السويداء، قد انطلق أواخر أغسطس الماضي، حيث بدأ بمطالب معيشية وحياتية تتحدث عن غلاء الأسعار وعدم توفر الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، وذلك قبل أن ينتقل إلى المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد، وضرورة تطبيق القرار الدولي، 2254، الذي ينص على تشكيل هيئة حكم سياسي مشتركة (تمثل جميع الأطراف) وتمهد للانتقال السياسي بشكل سلمي.

وفي حديثه إلى موقع "الحرة" أكد الناشط الإعلامي، حمزة المعروفي، أنه كان قد جرى قبل نحو شهر انتخاب الهيئة العامة للحراك بشكل أفقي، بحيث يكون هناك عضو منتخب من كل نقطة حراك في المدينة وبقية القرى والبلدات بالمحافظة.

وأضاف المعروفي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته الحقيقية لأسباب أمنية: "وعقب ذلك جرى فتح باب الترشح الشخصي للهيئة (اللجنة) السياسية وفق الرؤية العامة للحراك المتمثلة بوحدة البلاد وعلى أساس احترام الهوية الوطنية وتعزيز ومتابعة التظاهر السلمي وتفعيل الحل السياسي وفقا لمرجعية القرارات الدولية ذات الصلة".

وعن انتخابات الهيئة (اللجنة) السياسية التي أجريت، الخميس، قال المعروفي: "تقدم حوالى 70 مرشحا من كافة المكونات والتيارات والمستقلين في المحافظة، وبعدها تم انتخاب أعضاء اللجنة السياسية من قبل الهيئة العامة بطريقة الاقتراع الحر والمباشر وأمام كاميرات شبكات الإعلام المحلية".

وقال إن تلك الانتخابات أثمرت عن تشكيل لجنة سياسية تتألف من 11 عضوا، ولفت المعروفي إلى أن تلك اللجنة "لم تجتمع حتى الآن، ولكن أكثر من عضو فيها صرح بأنهم كأعضاء منتخبين ملتزمين بأهداف ورؤية الحراك العامة بثوابته المعلنة، وأنهم بصدد صياغة الرؤية العامة وخطة عملهم للمرحلة القادمة". 

ولاحقا، أصدرت اللجنة السياسية، السبت، بيانا، حصل موقع "الحرة" على نسخة منه، وجاء فيه: "إننا في اللجنة السياسية سنعمل على تحقيق آمال من وضع ثقته بنا وفق مبادئنا وثوابتنا السورية العامة المتمثلة بوحدة التراب والهوية الوطنية، والانفتاح على كل السوريين لتحقيق التغيير والانتقال السياسي المنشود وفق القرارات الدولية التي تحقق الحل السياسي السوري وبمقدمتها القرار الأممي ٢٢٥٤".

وتابع البيان: "نؤكد أن التظاهر السلمي في ساحات الكرامة في السويداء أو في أي رقعة جغرافية سورية هو الرافعة الوطنية لتحقيق هذا الغرض، وذلك للوصول لدولة لكل السوريين، دولة الحق والقانون والمواطنة".

"يحدث لأول مرة"

من جانبه، رأى الصحفي المعارض، عقيل حسين، في حديثه إلى موقع "الحرة" أن ما حدث في السويداء لجهة تشكيل اللجنة السياسية، يعد أمرا يحدث لأول مرة في سوريا، ويعبر عن إرادة المنتفضين ضد نظام الأسد بشكل ديمقراطي، على حد قوله.

وأوضح حسين: "أهمية هذا الخطوة تنبع من كونها أنتجت للمرة الأولى في سوريا تقريبا، وضمن المناطق التي انتفضت على النظام القمعي، هيئة سياسية تمثل المنتفضين عن طريق الانتخاب وبشكل حر".

وتابع: "المأمول من هذه اللجنة أن تصبح ممثلا حقيقيا لأهالي محافظة السويداء المعارضين للنظام وتعبر عن مطالبهم في الوقت نفسه".

وزاد: "ونأمل أيضا أن تشكل دافعا وحافزا للمتظاهرين والمعتصمين في الشمال السوري لكي ينتجوا مثل هذه الهيئات التي تمثلهم وتعبر عن رغباتهم ومطالبهم في دولة ديمقراطية عادلة".

وفي نفس السياق، قال المعروفي: "نحن في السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وبالتالي لا تمييز بيننا كسوريين أيا كان موقعنا، ومطلبنا واضح هو الانتقال والتغيير السياسي والوصول لدولة لكل السوريين، وهذا يتطلب جهود وإمكانيات كل أطياف الشعب".

وختم بالقول: "الخطوة التي شهدتها السويداء هي تجربة أولى في ممارسة الديمقراطية التي نطمح لتحققها في كل سوريا في المستقبل القريب".

وفي حال وجود خيبة أمل لدى السوريين من "ضعف نتائج الحراك" في السويداء، قال حسين: "لا شك أن تلك الاحتجاجات السلمية سوف تدخل عامها الثاني قريبا، وحسب ظني لم يكن مطلوبا من ذلك الحراك أكثر من إظهار التعبير عن الرفض الشعبي لنظام الأسد الاستبدادي والدموي".

وأردف: "توجد بعض المخاوف بسبب عدم وجود تطور ات واضحة على مشهد الحراك بالسويداء خاصة، وفي المشهد الميداني السوري بشكل عام، وذلك من ناحية ردود الفعل الشعبية وعدم توسع الحراك إلى مناطق أخرى أو التفاعل معه بشكل أكبر في بقية الجغرافية السورية".

ومع ذلك، فإن هذا الحراك، وفقا لحسين، ومع "وجود موجة تطبيع عربية وتركية مع بشار الأسد يعد أحد قلاع المعارضة الراسخة للتأكيد على استمرارية الثورة السورية، لأن لسان حال المنتفضين يقول إننا لا نهتم لمن يريد أن يتقرب أو يسعى لتعويم ذلك النظام، فذلك لن يعيد عجلة الزمن إلى الوراء، وبالتالي سوف يواصل الشعب مسيرته إلى أن يحقق أهدافه التي خرج من أجلها قبل أكثر من 13 عاما".

علم قطر

دانت دولة قطر، بأشد العبارات، الثلاثاء قصف إسرائيل لبلدة كويا، غربي درعا، في سوريا.

واعتبر بيان للخارجية القطرية أن القصف الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى يعد تصعيداً خطيراً وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي..

وحذّر البيان من أن الاعتداءات المستمرة من قبل إسرائيل على سوريا ولبنان، واستمرار حربها على غزة، من شأنها تفجير دائرة العنف في المنطقة. 

ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للامتثال لقرارات الشرعية الدولية.

وجدّدت الوزارة دعم دولة قطر الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها.