إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان السورية منذ حرب يونيو 1967
إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان السورية منذ حرب يونيو 1967

أكد الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه نفذ غارتين جويتين في جنوب سوريا وقضى على عنصر في حزب الله اللبناني.

وقال الجيش في بيان إن إحدى الغارتين استهدفت "منطقة القنيطرة"، ما أسفر عن مقتل العنصر في حزب الله أحمد الجابر، فيما استهدفت ضربة ثانية "في منطقة الرفيد في جنوب سوريا، إرهابيا مارس أنشطة إرهابية ضد دولة إسرائيل وعمل بتعاون وتوجيه من إيران".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أفاد في وقت سابق بأن سوريين يعملان مع حزب الله اللبناني في سوريا قتلا جراء ضربة جوية إسرائيلية على محافظة القنيطرة في جنوب البلاد.

وقال المرصد في بيان "استهدفت غارة جوية إسرائيلية سيارة شرق بلدة خان أرنبة على طريق دمشق - القنيطرة ما أدى لمقتل شخصين، أحدهما شخصية عسكرية، كانا بداخلها وتدمير السيارة".

وأوضح المرصد أن أحد القتيلين "يعمل مع حزب الله اللبناني ومسؤول عن عمليات تجنيد السوريين في المنطقة لصالح الحزب وعن عمليات نقل السلاح"، والآخر مساعده، مضيفاً انهما يتحدران من "قرية العشة بريف القنيطرة".

وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" مقتل مواطنين "جراء عدوان إسرائيلي عبر طائرة مسيرة استهدفت سيارة مدنية بصاروخ عند المدخل الشرقي لبلدة خان أرنبة على طريق دمشق القنيطرة".

وأفاد مصدر أمني محلي وكالة فرانس برس عن "انتشال جثتين متفحمتين" من السيارة المستهدفة.

وجاءت الضربة الخميس بعد أيام على غارات نُسبت إلى إسرائيل وأودت ب18 شخصا في محافظة حماة (وسط)، وفق السلطات السورية.

وقال المرصد من جهته إن 27 شخصا، بينهم ستة مدنيين، قتلوا في تلك الغارات التي استهدفت "مركز البحوث العلمية" ومواقع أخرى في منطقة مصياف. وأشار إلى أنه يتم تطوير "صواريخ دقيقة ومسيرات" في المركز الذي يضم خبراء إيرانيين.

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا لحليفيه إيران وحزب الله، لكن نادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات.

وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، في أعقاب شن الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل.

وإن كان حزب الله أعلن فتح "جبهة إسناد" لغزة من جنوب لبنان ضد إسرائيل، فإن سوريا تحاول البقاء بمنأى من التصعيد الإقليمي، لكن حزب الله اللبناني وفصائل أخرى موالية لإيران تنفذ أحيانا هجمات ضد مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان انطلاقا من سوريا.

وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية منذ حرب يونيو 1967، وأعلنت ضم أجزاء واسعة منها مطلع ثمانينات القرن الماضي. ولم يعترف المجتمع الدولي بهذه الخطوة، باستثناء الولايات المتحدة في 2019.

امرأة نازحة تحمل رضيعا داخل مخيم الكرامة للاجئين على الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي. إرشيفية من رويترز
امرأة نازحة تحمل رضيعا داخل مخيم الكرامة للاجئين على الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي. إرشيفية من رويترز

أعلن البنك الدولي، الجمعة، أنه سوى ديون سوريا البالغة 15.5 مليون دولار بعد تلقيه أموالا من السعودية وقطر، مما يؤهل دمشق للحصول على منح بملايين الدولارات لإعادة الإعمار ودعم الميزانية.

وأعلنت السعودية وقطر في أبريل أنهما ستتسددان متأخرات سوريا لدى المؤسسة المالية الدولية مما يجعلها مؤهلة للحصول على برامج منح جديدة، وفق سياسات البنك التشغيلية.

وأعلن البنك الدولي أنه حتى 12 مايو، لم يكن لدى سوريا أي أرصدة متبقية في اعتمادات المؤسسة الدولية للتنمية، وهي ذراع البنك لمساعدة أشد البلدان فقرا.

وقال البنك في بيان "يسرنا أن سداد ديون سوريا سيسمح لمجموعة البنك الدولي بإعادة التواصل مع البلاد وتلبية الاحتياجات التنموية للشعب السوري".

وأضاف "بعد سنوات من الصراع، تسير سوريا على طريق التعافي والتنمية".

وأوضح البنك الدولي أنه سيعمل مع دول أخرى للمساعدة في حشد التمويل العام والخاص لبرامج تمكن الشعب السوري من بناء حياة أفضل لتحقيق الاستقرار في البلاد والمنطقة.

وذكر أن مشروعه الأول مع سوريا سيركز على توفير الكهرباء، ما سيدعم تحقيق تقدم اقتصادي ويساعد في توفير الخدمات الأساسية من الصحة والتعليم إلى المياه وسبل العيش.

وقال البنك الدولي "المشروع المقترح هو الخطوة الأولى في خطة موضوعة لزيادة دعم مجموعة البنك الدولي والذي يستهدف تلبية الاحتياجات الملحة لسوريا والاستثمار في التنمية طويلة الأجل".

البنية التحتية المالية

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمس الخميس إن الرئيس دونالد ترامب يعتزم إصدار إعفاءات من "قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا"، الذي فرضت واشنطن من خلاله عقوبات صارمة على حكومة الرئيس السابق بشار الأسد وعقوبات ثانوية على شركات أو حكومات خارجية التي كانت تجمعها معاملات معها.

ويمهد رفع العقوبات الأميركية، والتي فرض بعضها على حكومة الأسد وبعضها الآخر قائم منذ عقود، إلى جانب تسوية متأخرات سوريا للبنك الدولي، الطريق لإعادة دمجها في النظام المالي العالمي.

واستضاف صندوق النقد والبنك الدوليان والسعودية اجتماعا رفيع المستوى مع مسؤولين سوريين في واشنطن في أبريل. وأصدروا بعد ذلك بيانا مشتركا أقروا فيه بالتحديات الملحة التي تواجه الاقتصاد السوري وعبروا عن التزامهم بدعم جهود التعافي في البلاد.

وعين صندوق النقد الدولي أول رئيس لبعثته إلى سوريا منذ 14 عاما، وهو رون فان رودن، وهو مسؤول مخضرم في صندوق النقد الدولي سبق أن ترأس جهود الصندوق في أوكرانيا.

وأصدر صندوق النقد الدولي آخر تقرير مراجعة معمق للاقتصاد السوري في عام 2009.

وقال مارتن موليسن زميل المجلس الأطلسي والرئيس السابق لإدارة الاستراتيجية في صندوق النقد الدولي، إن المهمة العاجلة الأولى للصندوق تتمثل في تقديم المساعدة الفنية للسلطات السورية لمساعدتها على إعادة بناء البنية التحتية المالية للبلاد وهيئات صنع السياسات وجمع البيانات اللازمة.

وأضاف موليسن أن هذه الجهود يمكن تمويلها من المانحين والمنح العينية ويمكن إطلاقها في غضون أشهر، بينما يمكن للبنك الدولي المساعدة على مستوى إقليمي أوسع لضمان الحوكمة الرشيدة وفعالية الوزارات.

وقال جوناثان شانزر وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الخزانة ويرأس حاليا مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن المسؤولين السوريين أبلغوه بأن الاحتياجات ضخمة، لكنه حث الولايات المتحدة رغم ذلك على تخفيف العقوبات تدريجيا بحذر.

وأوضح "لم يتمكنوا حتى من الحصول على تراخيص مايكروسوفت أوفيس. ببساطة، لم يكن بإمكانهم تنزيل البرامج على أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم".

وذكر مصدر جمهوري أن إعادة بناء قدرة سوريا على الوصول إلى التكنولوجيا سيكون ضروريا لإعادتها إلى نظام سويفت لمعالجة المعاملات المصرفية، لكن العملية قد تستغرق شهورا، إن لم يكن سنوات.