تشهد مناطق البادية السورية منافسة بين التشكيلات العسكرية الموالية لإيران مع نظيرتها الروسية، بحسب ما كشفه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن.
وقال في تصريحات لموقع "الحرة" إن التشكيلات والفرق العسكرية الموالية لإيران في سوريا، بدأت في الاستحواذ على مناطق كانت تسيطر عليها وحدات عسكرية مدعومة من روسيا.
وأوضح أن الفرقة الرابعة المدعومة من طهران، بدأت في السيطرة على مناطق كانت تسيطر عليها فرقة "المهام الخاصة 25" ولواء "القدس" ضمن مناطق بادية دير الزور وتدمر.
وتابع عبدالرحمن أن الفرقة الرابعة يديرها ماهر، شقيق رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مستبعدا أن هذه التحركات تتم ضمن إطار تنسيق مسبق بين الطرفين.
ويرى أن ما يحدث يأتي في إطار "المنافسة والتوسع" للفرق العسكرية والميليشيات الموالية لإيران، مع انحسار نفوذ تلك المدعومة من روسيا، مؤكدا وجود "استياء" في الداخل السوري بين تقاعس الطيران الروسي وأنظمة الدفاع الجوية في صد الضربات الإسرائيلية وطائراتها التي تنفذ هجمات في العمق السوري.
ويشير مدير المرصد السوري إلى أن الفرقة الرابعة تحاول إثبات وجودها في المناطق التي تسيطر عليها، حيث استقدمت "تعزيزات عسكرية، تتضمن مركبات وعناصر" ووضعت العديد من النقاط العسكرية بهدف إحكام نفوذها والاستمرار في جهود محاربة بقايا تنظيم داعش في البادية.
وما زالت بعض خلايا داعش تنتشر في مناطق بالبادية السورية، وتنفذ هجمات تستهدف قوات النظام والألوية العسكرية الموالية لها، وحتى مدنيين.
وبهذا التوسع للفرقة الرابعة أصبحت "تسيطر على عدد من الممرات والطرق الحيوية" والتي تمر منها الشاحنات المحملة بالبضائع، كما أنها تسيطر على غالبية المناطق القريبة من "منطقة الـ 55 كيلو"، وهي التي تمثل مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، وتقع ضمنها قاعدة التنف التابعة لقوات التحالف الدولي.
وتعد الفرقة الرابعة أبرز الفرق العسكرية المنتشرة في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، وتتمتع بنفوذ كبير في مرفأ اللاذقية في غرب البلاد.
وتعتبر الفرقة الرابعة من أبرز الأجهزة العسكرية السورية المتورطة في تجارة وصناعة الكبتاغون وفق ما أفادت مصادر عدة بينها أمنيون سابقون في سوريا ومهربون وخبراء لوكالة فرانس برس.
وقالت كارولين روز، من معهد نيولاينز، الذي نشر تحقيقا حول صناعة الكبتاغون في عام 2022 إن "الفرقة الرابعة لعبت دورا أساسيا في حماية وتسهيل وتهريب الكبتاغون في حمص واللاذقية، وفي نقل الشحنات إلى مرفأي طرطوس واللاذقية".
ونقلت الوكالة عن ناشط معارض متابع لعمليات التهريب "يحصل مصنعو الكبتاغون أحيانا على المواد الأولية من الفرقة الرابعة، وتكون موضوعة أحيانا في أكياس عسكرية".
وتتوزع دولارات الكبتاغون بين مسؤولين سوريين كبار وأصحاب ثروات وتجار وصولا إلى شبان يعانون البطالة أو سكان ولاجئين يرزحون تحت عبء الفقر يعملون في تصنيع تلك الحبوب وتهريبها بحسب الوكالة.