فصائل مسلحة من المعارضة السورية بعد سيطرتها على مناطق في حلب (فرانس برس)
فصائل مسلحة من المعارضة السورية بعد سيطرتها على مناطق في حلب (فرانس برس)

مع الانتشار السريع لفصائل من المعارضة السورية المسلحة في "غالبية" حلب، كشف مصدران لـ"الحرة" آخر التطورات التي تجري في المدينة الاستراتيجية، السبت، وأوضحا أن "الواقع على الأرض يذهب الآن باتجاه تثبيت السيطرة" من قبل تلك الفصائل.

وقال صحفيان يتواجدان في حلب، لموقع "الحرة"، إن فصائل المعارضة المسلحة "دخلت غالبية أحياء مدينة حلب خلال الساعات الماضية ولا تزال فيها"، وإن "الواقع على الأرض يذهب الآن باتجاه سعي هذه الجهات لتثبيت السيطرة وتأمين الإنجاز العسكري الذي حققته بسرعة".

وأوضح الصحفي السوري عدنان الإمام، أن "الفصائل سيطرت منذ ليلة الأمس على أكثر من 3 أرباع أحياء المدينة، وبينها ضاحية الأسد وحلب الجديدة والفرقان وصلاح الدين وسيف الدولة والأعظمية والجميلية".

وقال الإمام، وهو الذي يتواجد هناك، إن مسلحي الفصائل "ينتشرون الآن في ساحة سعد الله الجابري وأمام المقار الحكومية التابعة للنظام السوري، بينها قيادة الشرطة ومبنى محافظة حلب وجامعتها".

ولم يتبق أي تواجد لقوات النظام السوري داخل أحياء المدينة، حسب الصحفي السوري.

أكثر من 300 قتيل خلال المعارك المستمرة لليوم الرابع - فرانس برس
فصائل مسلحة تسيطر على "غالبية" حلب.. وغارات على المدينة لأول مرة منذ 2016
ارتفع عدد قتلى المعارك بين المجموعات المسلحة المعارضة وقوات النظام السوري إلى أكثر من 300 شخص، فيما شنت مقاتلات حربية لأول مرة منذ حوالي 8 سنوات غارات على مناطق في حلب التي توغلت المجموعات المسلحة على غالبية المدينة.

كما أشار إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) اتجهت لتوسعة سيطرتها على عدة أحياء تقع في الضواحي الشرقية للمدينة، وبينها مساكن هنانو، والهلّك والشيخ مقصود والشرفية.

ومنذ سنوات تسيطر "قسد" على بعض أحياء حلب الشرقية، ولم تخرج منها. وقد بدأت بتوسعة السيطرة بعد ساعات من دخول فصائل المعارضة إلى داخل حلب، حسب الإمام.

ماذا يجري على الأرض؟


كانت الفصائل المسلحة أعلنت رسميا دخولها المدينة ليلة الجمعة.

ونشرت الكثير من التسجيلات المصورة التي تثبت ذلك، في وقت لم يصدر أي تعليق من جانب النظام السوري.

كما نشر صحفيون سوريون، صباح السبت، تسجيلات مصورة من أمام قلعة حلب والمراكز الحكومية والساحات العامة، وبينهم يوسف غريبي.

وقال غريبي لموقع "الحرة": "ما رأيته صباح السبت هو أن السكان في الشوارع، وجزء منهم فتح المحال التجارية. كما أن الكثيرين قدموا من إدلب باتجاه حلب، لرؤية المدينة بعد سنوات من تهجيرهم منها".

وتابع: "الوضع المدني في حلب جيد. السكان يتنقلون والمحال فُتحت وحركة التجول عادية. لم يُرصد أي تدخل من العسكريين".

واندلعت قبل ساعات عملية عسكرية جديدة من قبل الفصائل المسلحة على الكلية العسكرية ومنطقة الراموسة.

واستطرد غريبي بأن "التطورات الأكبر في الشيخ مقصود"، مشيرا إلى "حدوث اشتباكات بعدما بدأت قوات قسد بتوسيع سيطرتها باتجاه أحياء جديدة في ضواحي حلب الشرقية".

كما أوضح الصحفي الإمام أن الفصائل المسلحة وصلت، صباح السبت، إلى أطراف مطار النيرب العسكري ومطار حلب الدولي.

وقال: "هناك توجه من جانب هذه الفصائل للسيطرة الكاملة على المدينة.. وتأمينها بشكل كامل من المحيط".

مدرعات تركية في شمال سوريا - صورة أرشيفية - فرانس برس
"عوامل و5 متغيّرات".. ما وراء تغير خرائط السيطرة في شمال سوريا
الهجوم الذي أطلقته فصائل المعارضة ضد النظام السوري في ريفي حلب وإدلب يغيّر لأول مرة منذ شهر مارس 2020 خرائط السيطرة في شمال غرب البلاد، بعدما ثبتها اتفاق تم التوصل إليه بموجب لقاء مباشر بين الرئيسين التركي، رجب طيب إردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين.

تقدم في إدلب

ولا يقتصر الهجوم الذي أطلقته الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا على حلب، بل امتد أيضا إلى إدلب.

وقالت الفصائل في بيان، صباح السبت، إنها "سيطرت على قرى وبلدات جديدة في ريف إدلب، أبرزها جرجناز".

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان سيطرتها على سراقب، التي تقع على عقدة الطرقات الدولية هناك.

يذكر أن هوية الفصائل المشاركة في الهجوم على حلب وريفها، الخاضع لسيطرة النظام السوري وميليشيات تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني، تسير في إطارين.

الأول تتصدره "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، فيما يشمل الثاني فصائل مدعومة من تركيا، وجماعات أخرى تنشط عسكرياً في شمال غرب سوريا منذ سنوات، بشكل منفرد.

وتقول هذه الفصائل إن هجومها يهدف إلى "إبعاد خطر قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، وتأمين المناطق التي تسيطر عليها".

صورة أرشيفية لمسلح في درعا جنوبي سوريا (رويترز)
صورة أرشيفية لمسلح في درعا جنوبي سوريا (رويترز)

أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الاثنين، عن أمله في خفض التصعيد في سوريا، بعد الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة، وقال إن واشنطن تأمل في انتخاب رئيس جديد للبنان.

وقال المتحدث، ردا على أسئلة لمراسل الحرة، إن المنظمة التي شنت الهجوم الأخير في سوريا هي منظمة إرهابية، في إشارة لهيئة "تحرير الشام" (النصرة سابقا) المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية.

وعن الوضع في لبنان، قال ميلر لمراسل الحرة خلال مؤتمر صحفي في واشنطن: "نراقب الانتهاكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية"، معربا عن رغبة واشنطن في "رؤية انتخاب رئيس في لبنان بأسرع وقت ممكن".

وعما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم قائد الجيش اللبناني للرئاسة، قال المتحدث: "لا نأخذ طرفا في هذه الانتخابات والأمر يعود للشعب اللبناني لاختيار الرئيس".

وخلال المؤتمر، اعتبر ميلر أن وقف إطلاق النار في لبنان لم ينهار "وهو ناجح حتى الآن".

ووجه الدعوة إلى "أي دولة لديها نفوذ مع الأطراف في سوريا أن تمارس نفوذها لخفض التصعيد هناك وحماية المدنيين والأقليات".

وأشار إلى أنه "ليس هناك أي تغيير في سياستنا تجاه النظام السوري" واصفا الرئيس السوري، بشار الأسد، بأنه "ديكتاتور وحشي يديه ملطخة بدماء المدنيين الأبرياء داخل سوريا".

وقال: "سياستنا العامة تظل كما هي، أننا نريد أن نرى عملية سياسية جادة وموثوقة لإنهاء هذه الحرب الأهلية مرة واحدة وإلى الأبد، مع تسوية سياسية تتفق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، 2254".

ويدعو القرار، وفق المتحدث، إلى "عملية تيسرها الأمم المتحدة، حيث يتفاوض النظام السوري وجماعات المعارضة على مسار للمضي قدمًا في سوريا (..)".