دعت الولايات المتحدة، الجمعة، رعاياها إلى مغادرة سوريا، حيث تحتدم المعارك في عدة مدن أسفرت عن سيطرة فصائل معارضة على عدد منها خلال الأيام القليلة الماضية.
وحثت السلطات الأميركية في رسالة نشرتها عبر حساباتها وموقع السفارة الأميركية في سوريا المواطنين الأميركيين على مغادرتها الآن، بينما لا تزال خيارات السفر التجارية متاحة.
وأضافت أن الوضع الأمني في سوريا متقلب و"غير قابل للتنبؤ" مع وجود اشتباكات مع فصائل مسلحة في جميع أنحاء البلاد.
وأشارت إلى أن المواطنين الأميركيين الذي لا يريدون مغادرة سوريا عليهم إعداد خطط طوارئ والاستعداد للاحتماء لفترات طويلة، منوهة إلى أن مطار حلب الدولي مغلق.
وعلقت السفارة الأميركية في دمشق عملياتها في 2012، ولا تستطيع تقديم أي خدمات قنصلية روتينية أو طارئة للمواطنين الأميركيين في سوريا، مشيرة إلى أنه يمكن للرعايا في سوريا التواصل مع سفارة التشيك في دمشق أو السفارة الأميركية في عمان.
وشنت الفصائل المعارضة في 27 نوفمبر هجوما خاطفا انطلاقا من معقلها في إدلب، في اتجاه مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية. وسيطرت الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، بعد أيام على سيطرتها على حلب التي خرجت من قبضة النظام بالكامل للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في 2011.
ويعد هذا القتال الأعنف منذ العام 2020 في البلد الذي شهد حربا أهلية اندلعت لدى قمع النظام السوري الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية عام 2011.
وأفاد المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا، عن سقوط 826 قتيلا، من بينهم 111 مدنيا، في المعارك. وأشار الى أن 222 مقاتلا في الإجمال قضوا منذ الثلاثاء في محيط حماة.
كما نزح 280 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة التي حذرت بأن هذا العدد قد يرتفع إلى 1.5 مليون.
مع سقوط حماة الخميس، يشتد الضغط على نظام بشار الأسد، لا سيما مع اقتراب الفصائل من مدينة حمص.
وتحكم عائلة الأسد سوريا بيد من حديد منذ أكثر من خمسة عقود. وخلف بشار والده عام 2000.
وفي حال سيطرت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها على حمص، فلن تبقى بين المناطق الاستراتيجية سوى العاصمة دمشق ومنطقة الساحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط في أيدي حكومة الرئيس بشار الأسد.