الفصائل المسلحة في سوريا سيطرت على حلب وحماة وتسعى للتقدم نحو حمص (رويترز)
الفصائل المسلحة في سوريا سيطرت على حلب وحماة وتسعى للتقدم نحو حمص (رويترز)

أعلنت إدارة العمليات العسكرية لعملية "ردع العدوان" التي تقودها هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها صباح السبت، عن وصولها إلى مشارف مدينة حمص بعد أن سيطرت خلال الساعات الماضية على قرى تير معلة والدار الكبيرة ودير فول والزعفرانة في محيط المدينة.

وفي سياق منفصل، أفاد مصدر عسكري من وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري في بيان صدر فجر السبت، أن قواته المسلحة تنفذ عملية نوعية باتجاه قرية الدار الكبيرة ومدينتي التلبيسة والرستن في ريف حمص الشمالي بتغطية من الطيران السوري الروسي المشترك وقوات المدفعية والصواريخ والمدرعات. 

وأضاف أن العملية قضت على عشرات المسلحين وسط حالة من الذعر والتخبط والفرار الجماعي في صفوفهم، ودمرت عددا كبيرا من آلياتهم وعتادهم وأسلحتهم.

ونفى المصدر العسكري الأنباء التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام حول انسحاب الجيش السوري من مدينة حمص.

وبث ناشطون صورا قالوا إنها لسحب منظومة دفاع جوي روسية من منطقة مصياف، جنوب غرب مدينة حماة، السورية باتجاه قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري.

وأفادت مصادر طبية وميدانية بمقتل نحو 22 شخصاً وجرح العشرات في قصف للطائرات الروسية لمدينة الرستن وقرية الدار البيضاء شمالي حمص.

درعا

وفي درعا، أعلنت غرفة عمليات الجنوب التي أطلقتها فصائل المعارضة السورية في درعا صباح اليوم سيطرتها على اللواء 112 ميكا واللواء 15 وكتيبة الرادار في بلدة نامر وتلال الجابية وحرفوش والهش العسكرية في ريف درعا الغربي وتل الجموع بين مدينة نوى وبلدة تسيل في الريف الغربي من محافظة درعا.

وأضافت غرفة عمليات الجنوب أنها سيطرت على كامل مدينة درعا، وقامت بتأمين المؤسسات الحكومية والسجن المركزي في مدينة إزرع وكتيبة الأغرار شرقي مدينة بصر الحرير بريف محافظة درعا الشرقي.

السويداء

وقالت شبكات إخبارية في السويداء صباح السبت، إن غرفة عمليات معركة الحسم التي أطلقتها المجموعات المحلية في المدينة سيطرت على فرع أمن الدولة وقيادة الشرطة وفرع المخابرات الجوية ومبنى فرع حزب البعث وسرية حفظ النظام والسجن المركزي والفوج 44 قوات خاصة ومدن الشهباء وصلخد والمزرعة والريف الغربي والفوج 405 وكتيبة الكفر في أطراف المدينة.

منبج

وقال المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري، السبت، إنهم أفشلوا تسللاً لمجموعة من فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة حاولت الدخول إلى قرية تل أسود في جنوب منبج في تمام الساعة الثانية صباحاً.

كما أفاد المركز بأنه "لا صحة للأنباء التي تتحدث عن قصف جوي تركي جديد على مدينة منبج، حيث إن القصف هو من طيران مجهول استهدف نقطة للفصائل الموالية لتركيا في قرية تل الهوى بمحيط منبج، مع أنباء عن سقوط قتلى وجرحى".

وفي سياق منفصل، أعلنت غرفة عمليات فجر الحرية التي أطلقها الجيش الوطني السوري، الجمعة، سيطرتها على قرى التايهة والعزيزية والنعيم والكيبان شرقي حلب.

الجولان

قالت شبكات إخبارية سورية، إن فصائل المعارضة سيطرت على بلدتي الرفيد وصيدا الجولان في ريف القنيطرة الجنوبي.

البادية السورية

وأفادت شبكات إخبارية محلية أن قوات من جيش سوريا الحرة المدعومة من قوات التحالف الدولي سيطرت على منطقة الصوانة، جنوب تدمر، بعد اشتباكات مع قوات النظام وتواصل تقدمها باتجاه تدمر والسخنة شرق حمص، وسط انسحاب جيش النظام من محيط منطقة 55 كيلومترا (منطقة التنف) التي تضم قاعدة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

مشهد عام من العاصمة السورية دمشق - رويترز
مشهد عام من العاصمة السورية دمشق - رويترز

أثارت الدعوة التي أطلقها الحقوقي وأحد أبرز المعارضين لنظام بشار الأسد السابق في سوريا، هيثم مناع، لعقد اجتماع يتناول الأوضاع في البلاد الكثير من الجدل، خاصة بشأن تشكيل "جسم سياسي" مناوئ للسلطات الجديدة بدمشق، والتي يقودها رئيس البلاد في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.

في حديثه إلى موقع "الحرة"، أكد مناع أن ثمة لغطًا كبيرًا أُثير بشأن سعيه لتشكيل جسم سياسي معارض للسلطات الجديدة في دمشق، رافضًا في الوقت نفسه إطلاق مصطلح "الأقليات" على جميع مكونات الشعب السوري.

واعتبر مناع أن ما تم تداوله حول توجه شخصيات سورية لعقد اجتماع موسع بتاريخ 15 فبراير الحالي بهدف الإعلان عن تأسيس جسم سياسي معارض للسلطة الجديدة في سوريا، برئاسة أحمد الشرع، جاء في إطار سعي بعض الإعلاميين لوضع عناوين مثيرة.

وأحال مناع موقع "الحرة" إلى رسالة نشرها على حسابه الرسمي في "فيسبوك" لتوضيح موقفه من تلك التقارير، وجاء فيها أن تسميته "منسق اللجنة التحضيرية" لاجتماع "القوى والشخصيات المدنية والسياسية" المزمع عقده في جنيف والداخل السوري في 14 و15 شباط (فبراير) تعني "تنظيم وترتيب أمور نجاح هذا الاجتماع الذي جرى الاتفاق على انعقاده قبل قرابة شهر بين العديد من المنظمات الحقوقية والسياسية".

وأوضح أنه جرى اختياره لهذا الدور لأنه يقيم في مدينة جنيف، مما يساعد في "توفير التسهيلات اللوجستية للاجتماع".

وأشار إلى أنه تم الاتفاق منذ اليوم الأول على تسميته "اجتماعًا" وليس "مؤتمرًا"، حتى لا يحدث أي سوء تفسير أو فهم، خاصة وأن اجتماعات تشاورية بدأت تُعقد داخل سوريا في الوقت نفسه للإعداد لمؤتمر وطني سوري في دمشق.

وأضاف: "في المقابل، هناك اجتماعات متفرقة أعطت مجموعات شبابية جديدة، كان لها دور كبير في النضال ضد النظام البائد، فرصة للتجمع. فجاء هذا الاجتماع ليجمع كل هذه الأصوات، لمناقشة واقع ومستقبل البلاد والخروج بتصور مشترك قد يشكل إضافة مهمة في ظل الوضع الحرج والقلق الذي تمر به سوريا".

وشدد على أن تحديد تاريخ الاجتماع "ليس له علاقة من قريب أو بعيد بمؤتمر النصر أو بتنصيب أحمد الشرع رئيسًا مؤقتًا للبلاد"، مؤكدًا أن وجهات نظر المشاركين لن تكون موحدة.

"خطوة جيدة".. ولكن

وفي رؤيته للدعوة التي أطلقها مناع وآخرون، قال المحلل والكاتب السوري، حافظ قرطوط، لموقع "الحرة": "أهم ما يميزها هو بدء عودة الحياة السياسية للسوريين لمناقشة مستقبل البلاد،  والتي كان النظام البائد قد منعها بشكل تام".

واعتبر أن "الدعوة تشير إلى أن الشارع السوري قد باشر بمراقبة كيف يمكن أن تسير الأمور في البلد، وأنه يريد أن يشارك في التخطيط للمستقبل، خاصة وأننا حاليا نوجد في دولة منهارة ولا يوجد فيها مؤسسات".

واستدرك قائلا: "العناوين التي سوف نسمعها قد تكون براقة، ولكن السؤال هل سوف يكون لها أي تأثير على أرض الواقع"، مضيفا: "خلال عهد الثورة السورية انعقدت الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات وصرفت عليها أموال طائلة دون أن تفضي إلى أي نتائج مقبولة".

وتابع قرطوط: "إذا كان المقصود من الاجتماع إبراز وتلميع بعض الشخصيات وليس الوصول إلى حلول ناجعة، فلن يكون له أي جدوى أو تأثير".

وأضاف "من حق السوريين في الاجتماع المرتقب أن يقلقوا من الاتجاه الذي قدمته السلطة الحالية في دمشق، من خلال الاعتماد على حكومة من لون واحد، بالإضافة إلى عدم تشكيل لجان شعبية للتصالح، والاعتماد فقط على خطابات وشعارات".

ورأى قرطوط أن على "السلطة القائمة أن تفرق بين فرحة الشعب بسقوط الأسد وليس باستلامهم السلطة، وأتمنى أن لا يكون المؤتمر تشتيتا لطاقات السوريين".

"قيمة مضافة"

من جهتها، رأت الإعلامية الكردية السورية، أفين يوسف في حديثها إلى موقع "الحرة" أن "مشاركة الكرد في الاجتماع، إلى جانب مجلس سوريا الديمقراطية، مسألة في غاية الأهمية، إذ يمثلون جزءًا كبيرًا من المجتمع السوري، الذي تعرض للتهميش خلال سنوات حكم النظام السابق".

واعتبرت أن تلك المشاركة "ستشكل قيمة مضافة لنجاح الاجتماع، وستسهم في تلبية تطلعات السوريين، مضيفة أنه "تم إقصاء الكرد في سوريا، وارتُكبت بحقهم انتهاكات جسيمة من قبل النظام، وآن الأوان للاعتراف بحقوقهم القومية ودستورياً بوجودهم على أرضهم التاريخية".

وشددت على أن الاعتراف بحقوق الأكرد سوف يمكنهم "من العيش بسلام مع شركائهم من المكونات الأخرى ضمن سوريا موحدة، ديمقراطية، وتعددية، دون تمييز".

وأما الكاتب والإعلامي السوري، عقيل حسين، فرأى في حديثه إلى موقع "الحرة": "أن مناع يريد أن يسجل موقفا مبكرا ضد السياسات التي يعتبرها أنها غير واضحة من ناحية هوية النظام السياسي في الدولة، وضد التوجهات الواضحة للقيادة الحالية في دمشق من حيث أنها مخالفة أو متباينة مع توجهاته السياسية".

وتابع: "نحن الآن لدينا حكومة في دمشق ذات توجه إسلامي معروف لا تخفيه، بينما توجهات مناع ومن معه علمانية ليبرالية جلية، وبالتالي ليس مفاجئا بالنسبة للعديد من المراقبين أن يبادر الأخير للإعلان عن ذلك الإطار السياسي الذي جرى التوافق عليه مع عدد من السياسيين وحتى المقربين من قوات سوريا الديمقراطية، وهنا النقطة التي يجب التوقف عندها".

وأضاف: "اللافت باعتماده (مناع) على عدد غير قليل من المنخرطين في تجربة مجلس سوريا الديمقراطي (مسد) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) يشير إلى عدم الاعتراف بالحكومة الانتقالية الحالية والمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط، ولكن ذلك أمر غير ممكن في ظل انتصار وسيطرة قوى عسكرية معينة بقيادة هيئة تحرير الشام، والتي لن تتنازل عن هذا المكتسب الكبير, وعليه اعتقد أن طرح مبادرات ومشاريع (مثالية) في الوقت الحالي هو أمر غير عملي".

ووصل حسين إلى أن "وجود عدد كبير من المشاركين المؤيدين لمجلس سوريا الديمقراطية سوف يقلل من شعبية المبادرة التي أطلقها مناع".

من جهته، رأى المحلل والخبير بشؤون الشرق الأوسط، محمد الطرن، في منشور  على "أكس" أنه لا ينبغي للسوريين أن يقلقوا من الدعوة التي وجهها هيثم مناع لعقد اجتماع أو مؤتمر.

وأوضح: "لا يهم ما يقوم هيثم مناع بالتحضير له. المهم ألا يقلق الناس من أي حركة تحصل. ينبغي التخلص من عقدة الخوف والقلق واستبدالها بروح الثقة والاندفاع (بحذر طبعاً)".

"كلنا سوريون"

من جانب آخر، انتقد مناع بعض الممارسات التي بدأت تستهدف الحريات الشخصية والاجتماعية منذ سقوط النظام، مشيرًا على سبيل المثال إلى معلمة من الطائفة السنية تعرضت للملاحقة والضغط لإجبارها على ارتداء الحجاب.

وأكد مناع أن "السوري يرفض منطق الطائفية والأقليات، فلم نكن نسمع في السابق أن هذا علوي وذاك سني، أو أن الآخر إسماعيلي أو درزي".

وشدد على أن "المجتمع السوري متسامح بطبيعته، بل أكاد أجزم أنني لم أشاهد نسبة زواج مختلط كبيرة في أي دولة بالعالم مثل سوريا، باستثناء البوسنة. وهذا يدل على وجود انفتاح واحترام كبيرين بين مختلف أفراد الشعب".