لافتة تحمل صورة الأسد في دمشق
مشهد عام من العاصمة السورية دمشق- تعبيرية

أصدرت فصائل المعارضة السورية المسلحة قرارا منعت فيه الاقتراب من المؤسسات العامة في العاصمة السورية دمشق، وقالت إنها ستظل تحت إشراف رئيس الحكومة السابق، محمد غازي الجلالي "حتى يتم تسليمها رسميا".

وقالت الفصائل، في بيان الأحد، إنه "يمنع أيضا إطلاق الرصاص في الهواء".

ووجهت دعوة لأهالي ووجهاء منطقة السيدة زينب بضواحي دمشق، الذين اختاروا ترك نظام الأسد ورفضوا دعمه، وجاء فيها: "نثمن موقفكم الشجاع ولكل من ألقى سلاحه منكم الأمان".

وأصدر رئيس حكومة نظام الأسد، محمد غازي الجلالي قبل ساعات بيانا مصورا قال فيه إنه في منزله ولم يغادر، ودعا المواطنين بأن البلاد ستكون "لكل السوريين".

وأضاف أن سوريا ستكون بلد لجميع أبنائها، و"بلد يستطيع أن يكون دولة تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم دون أن تدخل في أي تحالفات وتكتلات إقليمية".

وأردف الجلالي حديثه: "ولكن هذا الأمر متروك لأي قيادة يختارها الشعب ونحن مستعدون للتعامل معها بحيث تتم نقل الملفات الحكومية بشكل سلس ومنهجي بما يحفظ مرافق الدولة".

وجاء ذلك بعدما أعلنت فصائل المعارضة السورية هروب بشار الأسد وأن "سوريا أصبحت حرة".

ولم تعرف الوجهة التي قصدها الأسد حتى الآن، وكذلك الأمر بالنسبة لأخيه ماهر الأسد وبقية الضباط الكبار في نظامه.

ومنذ فجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة إلى قلب العاصمة دمشق، لأول مرة في تاريخ سوريا المعاصر.

وشهدت ساحة الأمويين احتفالات بسقوط الأسد، ووثقها سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتسجيلات مصورة.

حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين - رويترز
حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين - رويترز

قالت حاكمة مصرف سوريا، ميساء صابرين، إن هناك ما يكفي من أموال لتغطية دفع رواتب موظفي القطاع العام، في أعقاب الزيادة التي تعهدت بها الإدارة الجديدة، التي تصل إلى 400 بالمئة.

كما ذكرت صابرين، في مقابلة مع وكالة رويترز، أنها ترغب في تعزيز استقلالية المصرف (البنك المركزي) فيما يتعلق بسياساته النقدية، في تحوّل كبير، حال حدوثه، عن الرقابة المشددة من الحكومة خلال حكم نظام الأسد.

ومن المقرر أن تساعد قطر في تمويل زيادة أجور القطاع العام في سوريا، في خطوة باتت ممكنة بعد القرار الأميركي بشأن الإعفاء من العقوبات، الذي يسمح بمعاملات مالية مع المؤسسات الحاكمة في سوريا.

وحول هذا الأمر، قالت صابرين: "القطاع المصرفي لا يستفيد من الإعفاء من العقوبات الأميركية، لكن السماح بالتحويلات الشخصية كان خطوة إيجابية"، وأعربت عن أملها في رفع العقوبات بالكامل "حتى يتمكن القطاع المصرفي من الارتباط بالنظام المالي العالمي".

وكانت صابرين تشغل ثاني أهم منصب في مصرف سوريا المركزي، وهو القائم بأعمال الحاكم، خلفا لمحمد عصام هزيمة في أواخر العام الماضي.

وواصلت حديثها لرويترز، قائلة: "المصرف يعمل على إعداد مشاريع تعديل قانون المصرف بما يعزز استقلاليته، ويشمل ذلك السماح له بمزيد من الحرية في اتخاذ القرارات بشأن السياسة النقدية".

وتحتاج هذه التغييرات إلى موافقة السلطة الحاكمة الجديدة في سوريا.

وتابعت: "البنك المركزي يبحث عن سبل لتوسيع الخدمات المصرفية الإسلامية، نظرا لوجود شريحة من السوريين يتجنبون استخدام الخدمات المصرفية التقليدية".

وأضافت لرويترز من مكتبها في وسط دمشق: "قد يشمل ذلك منح البنوك التي تقدم خدمات تقليدية، خيار فتح فروع مصرفية إسلامية".

ويعاني الاقتصاد السوري من مشاكل هيكلية بعد أكثر من 13 سنة على الحرب التي دفعت بأكثر من 90 في المئة من سكان البلاد إلى تحت خط الفقر، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وأشار تقرير للبنك الدولي بعنوان "مراقبة الاقتصاد السوري: الجيل الضائع" صدر في يونيو 2022، إلى أن النزاع في سوريا دمّر مكاسب التنمية، حيث انخفض النشاط الاقتصادي بنسبة 50 بالمئة بين 2010 و2019.