الفصائل المناهضة لنظام الأسد سيطرت على معظم مدينة حلب (AFP)
سيطرت المعارضة على أهم المدن السورية وتتجه لدمشق

اشتبك مقاتلو المعارضة السورية مع قوات الحكومة من أجل السيطرة على مدينة حمص، السبت، وتقدموا صوب العاصمة دمشق، في هجوم خاطف دفع مسؤولين أميركيين وغربيين إلى توقع الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد خلال أيام.

واجتاح مقاتلو المعارضة حلب قبل أسبوع لتنهار بعدها الدفاعات الحكومية في أنحاء البلاد بسرعة مذهلة إذ استولى المقاتلون على سلسلة من المدن الكبرى وانتفضوا في أماكن بدا أن المعارضة انتهت فيها منذ فترة طويلة.

وتشكل سيطرة المعارضة على مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية والعاصمة دمشق خطرا وجوديا على حكم أسرة الأسد المستمر منذ خمسة عقود، وعلى نفوذ إيران هناك.

بشار الأسد
بلومبرغ: محاولة أخيرة للأسد للاحتفاظ بالسلطة
مع اقتراب المتمردين السوريين من العاصمة دمشق، يقوم الرئيس بشار الأسد بمحاولة أخيرة للبقاء في السلطة، بما في ذلك المبادرات الدبلوماسية غير المباشرة مع الولايات المتحدة والرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفقًا لما قاله أشخاص لديهم معرفة مباشرة بالوضع لوكالة "بلومبرغ".

وقال مسؤولون لرويترز تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم إن تقدم مقاتلي المعارضة يشير إلى أن حكومة الأسد قد تكون على وشك الانهيار.

 وقال مسؤول أميركي إن الحكومة قد تسقط خلال فترة تتراوح بين خمسة إلى 10 أيام بينما قال آخر إن الأسد قد يسقط في غضون أيام. واتفق مسؤول غربي مع التقييم الأخير.

وقالت مصادر بالجيش السوري وبالمعارضة وأحد السكان إن قوات المعارضة تجاوزت الدفاعات الحكومية في شمال وشرق حمص.

وقال أحد قادة المعارضة إن المقاتلين سيطروا على معسكر للجيش وقرى حول المدينة.

ونفى التلفزيون الرسمي دخول مقاتلي المعارضة إلى حمص، لكنه قال إنهم موجودون على مشارف المدينة وإن قوات الجيش السوري تقصفهم بالمدفعية وبالطائرات المسيرة.

وقال مقاتلو المعارضة إنهم سيطروا على الجنوب الغربي بأكمله تقريبا خلال يوم واحد قبل أن يتقدموا لمسافة 30 كيلومترا من دمشق مع تراجع القوات الحكومية.

وفي مؤشر على احتمال حدوث انتفاضة في دمشق، خرج متظاهرون إلى الشوارع في عدة ضواحي في العاصمة ومزقوا ملصقات للأسد وهدموا تمثالا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسدمن  دون أن يشتبك معهم الجيش أو الشرطة.

وقال سكان إن بعض الجنود ارتدوا ملابس مدنية وانضموا للاحتجاجات.

لكن الوكالة العربية السورية للأنباء ذكرت أن الأسد لا يزال في دمشق، فيما قال الجيش إنه يعزز قواته في محيط العاصمة والمناطق الجنوبية.

وفاجأت وتيرة الأحداث العواصم العربية وأثارت مخاوف من موجة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة.

واندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على شكل انتفاضة ضد حكم الأسد واجتذبت إليها قوى خارجية كبرى وأتاحت المجال لمتشددين إسلاميين للتخطيط لهجمات في أنحاء العالم وتسببت في نزوح ملايين اللاجئين السوريين إلى دول مجاورة.

اعتمد الأسد لفترة طويلة على حلفائه لإخضاع المعارضة المسلحة، إذ شنت طائرات حربية روسية غارات جوية بينما أرسلت إيران قوات حليفة، منها مقاتلون تابعون لجماعة حزب الله اللبنانية وفصائل عراقية، لدعم الجيش السوري واقتحام معاقل المعارضة.

غير أن روسيا بدأت تركز على حربها في أوكرانيا منذ عام 2022 بينما تكبد حزب الله خسائر كبيرة خلال الحرب العنيفة مع إسرائيل، ما حد بشكل كبير من قدرته وقدرة إيران على دعم الأسد.

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنه يجب على الولايات ألا تنخرط في الصراع السوري.

كبتاغون في ألعاب الأطفال بسوريا
كبتاغون في ألعاب الأطفال بسوريا

ضبطت إدارة الأمن العام السوري في اللاذقية، السبت، مستودعا ضخما قالت إنه من بقايا نظام الأسد لتعليب حبوب الكبتاغون ضمن ألعاب الأطفال والأثاث المنزلي.

ونشرت وكالة الأنباء السورية "سانا" لقطات تظهر كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون تم استخراجها من دراجات مخصصة للأطفال ومن قطع أثاث منزلي.

 

 

وأظهرت لقطات فيديو صادمة، أحد عناصر الأمن العام السوري في اللاذقية وهو يكسر دراجة لعب مخصصة للأطفال لتخرج منها كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون.

وأحرقت السلطات الجديدة في سوريا خلال الشهر الماضي، كميات كبيرة من المخدّرات، "بينها نحو مليون من حبوب الكبتاغون" التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وكانت عناصر الأمن السوري الجديدة قد ذكرت عقب سقوط نظام بشار الأسد في الثامن ديسمبر، أنها اكتشفت مصانع إنتاج الكبتاغون في مواقع عديدة ومتنوعة، بعضها "لا يخطر على البال"، من القاعدة الجوية بمنطقة المزة قرب دمشق، إلى شركة تجارة وبيع سيارات في اللاذقية، وصولاً إلى مصنع وجبات خفيفة في دوما بريف دمشق.

ومنذ 2018، أصبح الكبتاغون أحد الأنشطة الرئيسية المتبعة من طرف النظام، لتحقيق مدخول من العملة الصعبة، يعوض به خساراته المالية الفادحة جراء الحرب، ويغطي جزءا مهماً من تكاليف مجهوده الحربي.

وتحولت سوريا إلى المنتج الأول لتلك المادة المخدرة على المستوى العالمي، وغزت حبوب الكبتاغون السورية كامل منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج مثل السعودية والإمارات، عقب تهريبها إلى كل من العراق والأردن ولبنان.

وصناعة الكبتاغون وتهريبه كانت تدر على دمشق 2.4 مليار دولار على الأقل، حسب الدراسات التي نشرها مشروع تتبع تجارة الكبتاغون بمعهد "نيو لاينز" في نيويورك.

وهذا الرقم يعتبر مرتفعاً إذا ما عرفنا أن الحجم الإجمالي لتجارة الكبتاغون في العالم، يقدر بنحو 10 مليارات من الدولارات.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت سلسلة عقوبات في هذا الخصوص، أولها قانون "كبتاغون" بنسخته الأولى، الذي استهدف بالتحديد شخصيات من آل الأسد ضالعة في عمليات التصنيع والتهريب والاتجار.