فصائل المعارضة السورية أعلنت فجر الأحد إسقاط الأسد بعد 13 عاما من نزاع دام في البلاد
فصائل المعارضة السورية أعلنت فجر الأحد إسقاط الأسد بعد 13 عاما من نزاع دام في البلاد (AFP)

تلقت فصائل المعارضة السورية التي أسقطت نظام بشار الأسد طائرات مسيّرة ودعما من عملاء الاستخبارات الأوكرانية، وفقًا لما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة على الأنشطة العسكرية الأوكرانية في الخارج.

وبحسب هذه المصادر فقد عمدت الاستخبارات الأوكرانية لإرسال حوالي 20 مشغل طائرات مسيرة ذوي خبرة وما يقارب من 150 طائرة مسيرة إلى هيئة تحرير الشام، المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، قبل أربعة إلى خمسة أسابيع.

وعلى الرغم من أن مسؤوليين أميركيين نفوا للصحيفة علمهم بهذه المعلومات، إلا أن كييف لم تخف سرا تقديمها للمساعدة للفصائل السورية.

ففي تقرير نُشر في يونيو الماضي نقلت صحيفة "كييف بوست" عن مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية القول إن "المعارضة السورية، بدعم من عملاء أوكرانيين، نفذوا منذ بداية العام العديد من الهجمات على منشآت عسكرية روسية في المنطقة".

وتضمن التقرير رابطا لمقطع فيديو يظهر هجمات على مخبأ وسيارة فان بيضاء وأهداف أخرى قال إنها تعرضت لضربات من قبل الفصائل المسلحة التي تلقت الدعم من أوكرانيا داخل سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية في سوريا نفذتها وحدة خاصة تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية "بالتعاون مع المعارضة السورية."

ومنذ أشهر تحدثت مسؤولون روس عن الجهود شبه العسكرية الأوكرانية في سوريا، ومنهم المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، الذي قال في مقابلة مع وكالة "تاس" في نوفمبر الماضي إن موسكو لديها معلومات تفيد بوجود متخصصين أوكرانيين من إدارة الاستخبارات الرئيسية الأوكرانية على أراضي إدلب".

وتعتقد مصادر استخبارات غربية أن دعم كييف لعب دورا "متواضعا" في الإطاحة بالأسد، لكنه يعد جزء من جهود أوكرانية أوسع لضرب العمليات الروسية بشكل سري في الشرق الأوسط وأفريقيا وداخل روسيا نفسها.

وبحسب "واشنطن بوست" فإن الجهود الأوكرانية في سوريا لم تكن "القشة التي قصمت ظهر البعير" لكنها ساعدت، ولو بطريقة ما، في إسقاط أهم حليف لروسيا في الشرق الأوسط.

وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل حليفة لها، بدأت هجوما واسعا في 27 نوفمبر انطلاقا من إدلب شمال سوريا، مكنها من دخول دمشق فجر الأحد وإعلان إسقاط الأسد بعد 13 عاما من نزاع دام في البلاد.

ولروسيا قاعدتان عسكرية وبحرية ذات أهمية استراتيجية في سوريا، حيث تدخلت عسكريا إلى جانب الأسد في العام 2015.

وقلّصت روسيا انتشارها العسكري في سوريا خلال العام الأول من غزوها لأوكرانيا نتيجة نقل جزء من قواتها التي شاركت في سوريا إلى أوكرانيا للاستفادة من خبراتها التي اكتسبتها من التجربة في العمليات القتالية ولخفض المجهود الحربي في سورية لصالح الصراع في أوكرانيا.

كبتاغون في ألعاب الأطفال بسوريا
كبتاغون في ألعاب الأطفال بسوريا

ضبطت إدارة الأمن العام السوري في اللاذقية، السبت، مستودعا ضخما قالت إنه من بقايا نظام الأسد لتعليب حبوب الكبتاغون ضمن ألعاب الأطفال والأثاث المنزلي.

ونشرت وكالة الأنباء السورية "سانا" لقطات تظهر كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون تم استخراجها من دراجات مخصصة للأطفال ومن قطع أثاث منزلي.

 

 

وأظهرت لقطات فيديو صادمة، أحد عناصر الأمن العام السوري في اللاذقية وهو يكسر دراجة لعب مخصصة للأطفال لتخرج منها كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون.

وأحرقت السلطات الجديدة في سوريا خلال الشهر الماضي، كميات كبيرة من المخدّرات، "بينها نحو مليون من حبوب الكبتاغون" التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وكانت عناصر الأمن السوري الجديدة قد ذكرت عقب سقوط نظام بشار الأسد في الثامن ديسمبر، أنها اكتشفت مصانع إنتاج الكبتاغون في مواقع عديدة ومتنوعة، بعضها "لا يخطر على البال"، من القاعدة الجوية بمنطقة المزة قرب دمشق، إلى شركة تجارة وبيع سيارات في اللاذقية، وصولاً إلى مصنع وجبات خفيفة في دوما بريف دمشق.

ومنذ 2018، أصبح الكبتاغون أحد الأنشطة الرئيسية المتبعة من طرف النظام، لتحقيق مدخول من العملة الصعبة، يعوض به خساراته المالية الفادحة جراء الحرب، ويغطي جزءا مهماً من تكاليف مجهوده الحربي.

وتحولت سوريا إلى المنتج الأول لتلك المادة المخدرة على المستوى العالمي، وغزت حبوب الكبتاغون السورية كامل منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج مثل السعودية والإمارات، عقب تهريبها إلى كل من العراق والأردن ولبنان.

وصناعة الكبتاغون وتهريبه كانت تدر على دمشق 2.4 مليار دولار على الأقل، حسب الدراسات التي نشرها مشروع تتبع تجارة الكبتاغون بمعهد "نيو لاينز" في نيويورك.

وهذا الرقم يعتبر مرتفعاً إذا ما عرفنا أن الحجم الإجمالي لتجارة الكبتاغون في العالم، يقدر بنحو 10 مليارات من الدولارات.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت سلسلة عقوبات في هذا الخصوص، أولها قانون "كبتاغون" بنسخته الأولى، الذي استهدف بالتحديد شخصيات من آل الأسد ضالعة في عمليات التصنيع والتهريب والاتجار.