تايس اختطف من داريا بضواحي دمشق في أغسطس 2012 (AFP)
تايس اختطف من داريا بضواحي دمشق في أغسطس 2012 (AFP)

أعلنت إدارة الشؤون السياسية في سوريا، الخميس، أن عمليات البحث جارية لمعرفة مكان الصحفي الأميركي أوستن تايس، المختطف في سوريا منذ عام 2012.

وكتبت في حسابها على منصة "إكس": "بتوجيه مباشر من القيادة العامة، تم تحرير وتأمين الصحفي الأميركي ترافيز تيمرمان وجاري البحث عن المواطن الأميركي أوستن تايس".

وأبدت إدارة الشؤون السياسية في سوريا استعدادها للتعاون "المباشر مع الولايات المتحدة، لاستكمال البحث عن المواطنين الأميركيين المغيبين من قبل نظام الأسد السابق".

وكان سكان في دمشق عثروا على رجل عرّف عن نفسه كمواطن أميركي، ويعتقد أنه ترافيس تيمرمان المبلّغ عن فقدانه منذ يونيو الماضي.

أما تايس فهو صحفي مستقل عمل في ماكلاتشي نيوز وواشنطن بوست ووكالة فرانس برس وغطى الحرب في سوريا قبل أن يجري اختطافه في أغسطس 2012 من داريا بضواحي دمشق حيث كان الجيش ينفّذ عمليات.

وظهر الصحافي في مقطع فيديو في سبتمبر 2012 معصوب العينين، وكان عمره آنذاك 31 عاما. ولا تزال هوية خاطفيه مجهولة ولم يرشح سوى القليل من المعلومات منذ خطفه.

وأعلنت الولايات المتحدة، الإثنين، أنها تكثف جهودها لجمع معلومات عن الصحافي أميركي مع إيفادها إلى المنطقة مبعوثا مسؤولا عن ملف تحرير الرهائن.

وقال مسؤولون أميركيون إن المبعوث الأميركي روجر كارستينز وصل إلى بيروت في مهمة جمع معلومات عن أوستن تايس.

وفي عام 2022، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة "على يقين" من أن الصحافي "محتجز لدى النظام السوري"، مؤكدا أنه طلب إطلاق سراحه.
 

مجد جدعان وفي يمين الصورة بشار الأسد وشقيقه ماهر
مجد جدعان وفي يمين الصورة بشار الأسد وشقيقه ماهر

بـ"العراضة الشامية" في أحد مقاهي دمشق، استُقبلت مجد جدعان، شقيقة زوجة ماهر الأسد، الذي لاذ بالفرار إلى روسيا عند سقوط النظام.

عادت مجد إلى سوريا بعد غياب 17 عاماً، تخبر عنها وسائل الإعلام التي التقتها وهي تتوشح العلم الأخضر.

وقالت لوسائل إعلام سورية إنها طالما كانت معارضة لبشار الأسد، وذاقت كالآخرين نصيبها من ظُلمه.

لاقى حضورها تعاطفاً من الكثير، لكنّ آخرين لم يروا فيها سوى وجهاً من وجوه السلطة البائدة.

من هي مجد جدعان؟

عاشت مجد (75 عاماً) السنوات الـ17 الماضية بين الولايات المتحدة والأردن، قبل أن تزور موطنها بعد سقوط النظام، كما فعل معارضون آخرون منذ شهر.

وهي ابنة توفيق جدعان الذي كان معارضاً لسلطة حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي، وشقيقة منال، التي تزوجت من ماهر الأسد سنة 2003.

وبين حين وآخر كانت مجد تظهر في وسائل إعلام دولية بنقد حاد وكشف عن تفاصيل في حياة عائلة الأسد.

واشتهرت بعبارة تصف فيها بشار الأسد بأنه الوجه اللائق المتحضر للنظام بينما يمثل ماهر الوجه الأمني والقمعي.

كما شبهت ماهر بوالده حافظ، قائلة "يعرف كيف يدمر، كيف يقتل ثم يكذب ليدعي البراءة".

هربت في 2008 من سوريا إلى الولايات المتحدة، ونشب خلاف عائلي بينها وأختها بعد اندلاع الثورة الشعبية 2011، لينقطع كل اتصال بينهما. ومنذ 2013 تعيش في الأردن. 

وفي ديسمبر 2024، قبل الإعلان بأيام عن سقوط نظام الأسد، خرجت في فيديو تبارك فيه سيطرة المعارضة على مدن كانت تحت سيطرة النظام.

هنأت سوريا "الفرح بيلبقلك" مضيفة "وقت أعلنت الثورة كان انتصارها بين عيوني.. لكن خيالي كان أصغر من طبيعة نظام دموي وحشي".

كما عددت جرائم النظام إلى جانب حليفيه روسيا وإيران، معربة عن أملها وإيمانها بالوحدة لبناء سوريا.

ما بعد العودة

 

"قاعدة بقطعة من الجنة على الأرض.. دمشق" قالت مجد في مقابلة مع تلفزيون "سوريا" بعد الاستقبال الحافل. 

وقالت إن انتصار الثورة السورية كان متوقعاً لكن انتظاره طال أكثر من اللازم. "تعبنا" أضافت مجد.

وفي لقاء آخر تسرد سبب هربها من سوريا. فقد كانت تحلم ببناء سوريا، وذلك عن طريق التعليم.

حصلت على ترخيص لبناء مدرسة، قررت أن تدرس فيها مناهج أميركية، لتكتشف آنذاك أن ذلك يعني بالنسبة لنظام الأسد "تدخلاً بالسياسة".

وكان الرد على خطوتها كما قالت "صودرت أموالي، ودخلت الفرقة الرابعة على المدرسة في شهر يونيو 2008، فاضطررت للهجرة من البلد وترك كل شيء".

واستنكرت علاقتها بقائد الفرقة ماهر الأسد بالقول "أنا بريئة منه.. أعلنت براءتي من كل العائلة".

مقابلات ومشاهد الاستقبال لاقت تفاعلاً إيجابياً في الأوساط السورية لم يخلُ من الانتقادات.

طالت مجد اتهامات بالتواطؤ مع النظام السابق والاستفادة منه، كما دعا آخرون لمحاكمتها من قبل الإدارة الجديدة.