الغارات الإسرائيلية شملت مركز البحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع السورية في دمشق (AFP)
الغارات الإسرائيلية شملت مركز البحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع السورية في دمشق (AFP)

اعتبر المبعوث الأميركي الخاص السابق للسلام في الشرق الأوسط، ديفيد هيل، أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا ستكون "مؤقتة" لو عاد الأمن وجاءت سلطة تضبط المسائل الأمنية في البلاد.

وأوضح في تصريحات لقناة الحرة، أن إسرائيل اعتمدت على نفسها في هذه المسألة وليس على دول عربية تملك علاقات طبيعية معها، مثل الأردن "لأنها تعلمت خلال العام الماضي أنه لا يمكنها الاعتماد على أحد للحفاظ على أمنها".

كما أكد أن هناك مناقشات مستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول تلك التحركات، وحول احتمالية تقديم إسرائيل لضمانات بأن وجودها على الأراضي السورية سيكون "مؤقت"، قال هيل "لا أعلم تحديدا مضمون المناقشات" بين البلدين.

وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لنشر قواته في قمة جبل الشيخ طوال أشهر الشتاء، وذلك بسبب التطورات الأمنية في سوريا.

وجاءت هذه التوجيهات في ختام تقييم أمني عقد أمس برئاسة كاتس، بمشاركة رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وقادة عسكريين آخرين.

وأعلنت اسرائيل في الأيام الاخيرة شن مئات الضربات على مواقع عسكرية استراتيجية في سوريا، بعدما أطاحت فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، رئيس النظام السورية بشار الأسد. وكذلك، سيطر الجيش الاسرائيلي على المنطقة العازلة في الجولان.

وأكد ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، في حديث خص به قناة "الحرة" أن الفترة الانتقالية التي تمر بها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد تسببت بحالة "عدم اليقين".

وأضاف شينكر أن واشنطن تراقب ما ستؤول إليه التطورات وشكل الحكومة السورية المقبلة "إن كانت ستكون إصلاحية أو قريبة من داعش"، مشيرا إلى أن إسرائيل ذكرت أن التحرك العسكري مؤقت وهو خطوة "دفاعية" وأن انسحابها من تلك المناطق مرهون بما سيحدث في دمشق في قادم الأيام.

وأوضح شينكر أن إسرائيل أخطأت عندما قررت عام 2011 عدم الإطاحة بنظام الأسد الذي تلطخت يديه بدماء مئات الآلاف من السوريين وشرد ملايين آخرين، وقال إن سقوط هذا النظام خلف فراغا أمنيا في المنطقة الفاصلة ما دفع إسرائيل إلى التحرك لتأمين حدودها.

فيما واصل هيل حديثه للحرة، وقال إن التعامل مع التطورات في سوريا من جانب الإدارة الأميركية سيكون الهدف منه "تعزيز دور تركيا وإسرائيل والدول العربية، وهو ما يقوم به (وزير الخارجية أنتوني) بلينكن، لمنع سوريا من السقوط في الفوضى التي قد تقود لمأساة في المنطقة".

وأضاف: "نعلم أن تركيا ستلعب دورا مهما لتجنب الصراعات، وروسيا تحاول الحفاظ على حد أدنى من الوجود لو كان ذلك ممكنا، بينما إيران خارج الصورة تماما".

وأكد أن واشنطن يجب أن تعمل على "تعزيز هزيمة نظام الأسد بمساعدة النظام الجديد، ثم نرى ما إذا كان سيتصرف بديمقراطية ويفي بوعوده أما لا"، موضحا أن الولايات المتحدة تتابع تصرفات هيئة تحرير الشام (المصنفة إرهابية) وما إذا كانت ستكون أفعالها مثل تصريحاتها "الإيجابية".

كبتاغون في ألعاب الأطفال بسوريا
كبتاغون في ألعاب الأطفال بسوريا

ضبطت إدارة الأمن العام السوري في اللاذقية، السبت، مستودعا ضخما قالت إنه من بقايا نظام الأسد لتعليب حبوب الكبتاغون ضمن ألعاب الأطفال والأثاث المنزلي.

ونشرت وكالة الأنباء السورية "سانا" لقطات تظهر كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون تم استخراجها من دراجات مخصصة للأطفال ومن قطع أثاث منزلي.

 

 

وأظهرت لقطات فيديو صادمة، أحد عناصر الأمن العام السوري في اللاذقية وهو يكسر دراجة لعب مخصصة للأطفال لتخرج منها كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون.

وأحرقت السلطات الجديدة في سوريا خلال الشهر الماضي، كميات كبيرة من المخدّرات، "بينها نحو مليون من حبوب الكبتاغون" التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وكانت عناصر الأمن السوري الجديدة قد ذكرت عقب سقوط نظام بشار الأسد في الثامن ديسمبر، أنها اكتشفت مصانع إنتاج الكبتاغون في مواقع عديدة ومتنوعة، بعضها "لا يخطر على البال"، من القاعدة الجوية بمنطقة المزة قرب دمشق، إلى شركة تجارة وبيع سيارات في اللاذقية، وصولاً إلى مصنع وجبات خفيفة في دوما بريف دمشق.

ومنذ 2018، أصبح الكبتاغون أحد الأنشطة الرئيسية المتبعة من طرف النظام، لتحقيق مدخول من العملة الصعبة، يعوض به خساراته المالية الفادحة جراء الحرب، ويغطي جزءا مهماً من تكاليف مجهوده الحربي.

وتحولت سوريا إلى المنتج الأول لتلك المادة المخدرة على المستوى العالمي، وغزت حبوب الكبتاغون السورية كامل منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج مثل السعودية والإمارات، عقب تهريبها إلى كل من العراق والأردن ولبنان.

وصناعة الكبتاغون وتهريبه كانت تدر على دمشق 2.4 مليار دولار على الأقل، حسب الدراسات التي نشرها مشروع تتبع تجارة الكبتاغون بمعهد "نيو لاينز" في نيويورك.

وهذا الرقم يعتبر مرتفعاً إذا ما عرفنا أن الحجم الإجمالي لتجارة الكبتاغون في العالم، يقدر بنحو 10 مليارات من الدولارات.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت سلسلة عقوبات في هذا الخصوص، أولها قانون "كبتاغون" بنسخته الأولى، الذي استهدف بالتحديد شخصيات من آل الأسد ضالعة في عمليات التصنيع والتهريب والاتجار.