"هيئة تحرير الشام" وصلت دمشق في الثامن من ديسمبر- فرانس برس
"هيئة تحرير الشام" وصلت دمشق في الثامن من ديسمبر- فرانس برس

أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، مايكل ميتشل، الثلاثاء، أن موقف الولايات المتحدة من "هيئة تحرير الشام" سيعتمد على سلوكياتها وأفعالها على الأرض، مشيرا إلى تصريحات الرئيس جو بايدن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن في هذا الصدد.

وأوضح ميتشل في مقابلة مع قناة الحرة، أن الإدارة الأميركية تريد أن ترى حكومة سورية جديدة شاملة وتمثيلية تحترم جميع المواطنين السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية، مضيفاً أن منع عودة ظهور تنظيم داعش يُعد من الأولويات القصوى لإدارة بايدن في المرحلة الراهنة.

وفيما يتعلق باحتمال رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب، قال ميتشل إنه من المبكر جدا مناقشة هذه التفاصيل، خاصة وأن سقوط نظام الأسد حدث قبل أسبوع فقط.

وبشأن الموقف من الحكومة الانتقالية الحالية التي يرأسها محمد البشير، أشار المتحدث الإقليمي إلى أن زيارة بلينكن الأخيرة أكدت استعداد الولايات المتحدة لدعم الإجراءات السياسية والدبلوماسية والأمنية خلال الفترة الانتقالية.

وأكد أن الولايات المتحدة تريد أن تكون شريكا فاعلاً لأي حكومة سورية شاملة ومسؤولة، قائلا: "سوف نتكيف مع الظروف المتغيرة على الأرض في المستقبل القريب. بالتأكيد هذه الأمور تحت الدراسة ولكن ليس لدينا حتى الآن أي سياسة جديدة بهذا الشأن".

وفيما يتعلق بمستقبلها، أوضح ميتشل أنه من المستحيل التكهن بأي خطة زمنية محددة في الوقت الراهن، مشيرا إلى تعقيد الملف السوري.

وأضاف المتحدث الأميركي، أن بلاده تسعى لتأسيس قنوات تعاون وتنسيق مع الشركاء الإقليميين وكافة أطياف المجتمع السوري، معتبرا ذلك أساسا لأي تعاون في المراحل المقبلة.

وفيما يخص إمكانية إجراء انتخابات في سوريا، أوضح ميتشل أن التركيز الحالي لإدارة بايدن ينصب على معالجة المخاوف الأمنية، وخاصة تأمين والتخلص الآمن من الأسلحة الكيميائية.

وأضاف أن الأولويات تشمل استئناف الخدمات الأساسية في جميع أنحاء سوريا ومنع ظهور أي تنظيمات إرهابية قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى والطائفية في البلاد.

والسبت، قال وزير الخارجية الأميركي، إن الولايات المتحدة أجرت "اتصالا مباشرا" مع هيئة تحرير الشام الإسلامية التي سيطرت على الوضع في سوريا على الرغم من تصنيفها منظمة إرهابية، وذلك في إطار السعي الدولي المشترك لانتقال سلمي للسلطة في هذا البلد.

وصرح بلينكن للصحفيين بعد محادثات بشأن سوريا في مدينة العقبة الساحلية، أقصى جنوب الأردن، حضرها وزراء ثماني دول عربية، بالإضافة الى وزراء خارجية فرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا "نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى".

ولم يذكر الوزير تفاصيل عن كيفية إجراء الاتصال، ولكن عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تواصلت معهم بشكل مباشر، أجاب "اتصال مباشر - نعم".

وأوضح أن الاتصال كان جزءا من الجهود المبذولة لتحديد مكان أوستن تايس، الصحفي الأميركي الذي اختطف في سوريا عام 2012 بعد اندلاع الحرب الأهلية.

وأضاف بلينكن "لقد ضغطنا على كل من كان على اتصال بنا بشأن أهمية المساعدة في العثور على أوستن تايس وإعادته إلى الوطن".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة منفتحة على تخفيف العقوبات عن سوريا، ولكن ليس بعد.

وفي إشارة الى مواقف هيئة تحرير الشام منذ توليها السلطة، قال "نقدر بعض الكلمات الايجابية التي سمعناها في الأيام الأخيرة، لكن المهم هو العمل والعمل المستدام".

وأوضح أنه في حال مضت العملية الانتقالية قدما، "سننظر من جانبنا في عقوبات مختلفة وإجراءات أخرى سبق أن اتخذناها ونرد بالمثل".

United States' Ambassador and deputy representative to the United Nations Dorothy Camille Shea speaks during a Security Council…
نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا

حذرت الولايات المتحدة على لسان نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، الأربعاء، من "وجود علامات تحذيرية واضحة لنفوذ إيران الخبيث ونيتها إعادة تأسيس وجودها في سوريا".

وأعربت السفيرة الأميركية عن قلق الولايات المتحدة إزاء "التقارير التي تفيد بتكون مجموعات جديدة في سوريا تحرض على العنف وتحاول جر إسرائيل إلى صراع مباشر"، موضحة أن هذه المجموعات "تتلقى الدعم المالي واللوجستي من إيران، حتى بعد مغادرتها الأراضي السورية" .

وحثت شاي، في مداخلتها خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية والسياسية في سوريا، المجتمع الدولي على "دعوة إيران بشكل جماعي إلى التوقف عن تقويض استقرار وأمن سوريا".

وأضافت أن "نظام الأسد سمح لإيران ووكلائها الإرهابيين، بما في ذلك حزب الله، لسنوات طويلة، باستخدام الأراضي السورية لتهديد الأمن الإقليمي والاتجار بالأسلحة الخطيرة".

وقالت شاي في معرض حديثها إن "الأعمال العدائية المسلحة المستمرة في شمال سوريا مثيرة للقلق".

وأوضحت أن الولايات المتحدة "ستواصل السعي إلى وقف إطلاق النار الذي من شأنه تمكين الشركاء المحليين من التركيز على مكافحة داعش والحفاظ على أمن مرافق الاحتجاز ومخيمات النازحين".

وكررت شاي أبرز النقاط التي شدد عليها وزير الخارجية ماركو روبيو، خلال لقائه الزعماء الإقليميين، بما في ذلك "الحاجة إلى انتقال شامل في سوريا و منعها من أن تصبح ملاذًا آمنًا للإرهاب، وأن الولايات المتحدة تريد من سوريا عدم السماح للجهات الفاعلة الأجنبية الخبيثة من فرصة استغلال انتقال سوريا لتحقيق أهدافها الخاصة".