الجولاني بمظهره الجديد ولقاءات بسياسيين عدة - فرانس برس
الجولاني بمظهره الجديد ولقاءات بسياسيين عدة - فرانس برس

قالت وزارة الخارجية التركية، الأحد، إن وزير الخارجية هاكان فيدان التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، في دمشق.

ولم تذكر الوزارة مزيدا من التفاصيل.

وأظهرت صور ولقطات نشرتها الوزارة فيدان والجولاني، القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا وزعيم جماعة هيئة تحرير الشام التي قادت عملية الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل أسبوعين، وهما يتعانقان ويتصافحان.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، إن فيدان سيتوجه إلى دمشق لإجراء مناقشات مع الإدارة الجديدة في سوريا.

وهذه ثاني زيارة يجريها مسؤول تركي كبير إلى سوريا بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر. فقد زار رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين دمشق في 12منه، والتقى الجولاني.

فاروق الشرع
نائب الأسد السابق.. الجولاني يلتقي فاروق الشرع ويدعوه لحوار وطني
التقى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"،، نائب الرئيس السابق فاروق الشرع الذي أبعِد عن المشهد السياسي في الأعوام الأخيرة، من حكم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، ودعاه لحضور مؤتمر حوار وطني، وفق ما أفاد قريب للمسؤول السابق، الأحد.

وكانت تركيا من أبرز الدول التي اتخذت موقفا مناهضا للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011.

وقدمت أنقرة دعما كبيرا لفصائل معارضة للأسد، واستقبلت على أراضيها ملايين اللاجئين السوريين ودعمت كذلك فصائل معارضة مسلّحة في سوريا.

ورفضت أنقرة، الأربعاء، الاتهام الذي وجّهه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى إردوغان بـ"الاستيلاء" على السلطة في سوريا بواسطة الفصائل المعارضة، التي أطاحت الأسد في هجوم خاطف.

تركيا نفذت العديد من الهجمات على مناطق قسد خلال السنوات الماضية. أرشيفية
تركيا تهدد الأكراد بـ "كل ما يلزم" إذا لم تحل دمشق الأزمة
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان السبت إن تركيا ستفعل "كل ما يلزم" لضمان أمنها إذا لم تتمكن الإدارة السورية الجديدة من معالجة مخاوف أنقرة بشأن الجماعات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي تعتبرها جماعات إرهابية.

وخلال لقاء آخر، الأحد، تعهد الجولاني بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذا "سلبيا" في لبنان وستحترم سيادة هذا البلد المجاور، وذلك خلال استقباله وفدا برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.

وأكد الجولاني الذي تولى السلطة إثر إطاحة الرئيس بشار الأسد قبل أسبوعين أن "سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني".

وأضاف أن بلاده "تقف على مسافة واحدة من الجميع"، مشيرا إلى أنها "كانت مصدر قلق وإزعاج" في لبنان.

ودخل الجيش السوري لبنان في العام 1976 كجزء آنذاك من قوات عربية للمساعدة على وقف الحرب الأهلية، لكنه تحوّل إلى طرف فاعل في المعارك، قبل أن تصبح دمشق "قوة الوصاية" على الحياة السياسية اللبنانية تتحكّم بكل مفاصلها، حتى عام 2005، تاريخ خروج قواتها من لبنان تحت ضغط شعبي بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في انفجار وجهت أصابع الاتهام فيه إليها، ولاحقا إلى حليفها حزب الله.

وجنبلاط الذي وصل إلى دمشق، الأحد، على رأس وفد كبير يضم نجله تيمور ونوابا من كتلته البرلمانية ورجال دين دروز، أول زعيم لبناني يلتقي برئيس القيادة السورية الجديد.

وجرى اللقاء في القصر الرئاسي مع الجولاني الذي ظهر للمرة الأولى، الأحد، مرتديا بدلة وربطة عنق.

قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد
قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشره، السبت، إن 673 شخصا قتلوا وجرحوا منذ بداية العام الحالي في مناطق متفرقة نتيجة الألغام ومخلفات الحرب.

وأوضح "خلال 100 يوم، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بداية عام 2025 نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الحرب 335 شخصا، بينهم 71 طفلا و17 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 338 آخرين بجراح بينهم 140 طفلا و3 سيدات".

وما تزال الألغام والمخلفات والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها الحرب تشكل تهديدا مباشرا وآنيا لحياة المدنيين، وتمثل كابوسا بالنسبة لكثيرين.

ويسجل المرصد السوري باستمرار حالات جديدة من الانفجارات المميتة التي تؤكد حجم الخطر المستمر الذي يهدد حياة السكان بالمناطق التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه.

وتنتشر مخلفات الحرب في عموم المناطق السورية التي شهدت عمليات عسكرية خلال السنوات السابقة، وتشكل هاجسا لدى المواطنين الراغبين بالعودة إلى منازلهم ومتابعة أعمالهم.

ويتهم المرصد السلطات المحلية والمنظمات المعنية بالتقاعس عن إزالة الذخائر غير المنفجرة والألغام بمختلف أنواعها وأشكالها.

وفي ظل استمرار سقوط الضحايا، يدعو المرصد المنظمات الدولية والجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإزالة مخلفات الحرب في سوريا. كما يحث الحكومة الجديدة على التعاون وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاز هذه العمليات، بما يضمن توفير بيئة آمنة تُمكّن الأهالي من العودة إلى مناطقهم دون مخاطر تهدد حياتهم أو تعيق استقرارهم.