أكراد سوريون خلال مظاهرة لدعم قوات سوريا الديمقراطية في 19 ديسمبر 2024- المصدر: فرانس برس
أكراد سوريون خلال مظاهرة لدعم قوات سوريا الديمقراطية في 19 ديسمبر 2024- المصدر: فرانس برس

عبّر السفير الأميركي السابق في تركيا، الباحث غير المقيم في مؤسسة الشرق الأوسط روبرت بيرسون عن "تفهمه" لتخوفات تركيا بشأن الأكراد في سوريا، مشددا على أن الحل يكمن في "إبرام اتفاقيات" بين الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية الجديدة.

وبعد هدنة استمرت لمدة أسبوعين، شهد محور جسر قره قوزاق بريف حلب الشرقي، الإثنين، اشتباكات عنيفة بين فصائل "الجيش الوطني" الموالية لتركيا من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى، في قتال شهد استخداما مكثفا للأسلحة الثقيلة.

وقال بيرسون في مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة"، إنه "من السذاجة أن نعتقد بأننا سنسوي أو ننهي حربا استمرت أكثر من 10 سنوات خلال أسبوعين، لكن يجب أن يكون هناك التزام من كل الأطراف لحل الخلافات، بغض النظر عما هي".

وتعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا مسلحا ضدها منذ الثمانينيات.

ودارت اشتباكات، الأحد، بين فصائل موالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية، في منطقة سد تشرين على نهر الفرات.

من جانبه، حذر بيرسون من أن عدم وجود استقرار في سوريا، سيؤدي إلى "عدم قدوم الاستثمارات الخارجية"، مشددا على أن "إرضاء وجهات النظر المختلفة شيء ضروري".

وأشار إلى أنه "في حال عدم التوصل إلى أي نوع من التفاهمات بين الأطراف المختلفة، فإن المجموعات المهددة قد تبحث عن الدعم في الخارج، وبالتالي ستنشأ حالة نزاع".

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي، إن قواته تملك قنوات تواصل مع "هيئة تحرير الشام"، لكن الطرفين لم يصلا بعد إلى مرحلة التفاوض المباشر.

وأضاف في مقابلة خاصة مع موقع "الحرة"، أن "أي مشروع لأسلمة سوريا، يهدد التنوع الثقافي والديني لهوية البلاد".

وبشأن موقف الولايات المتحدة التي تعتبر تركيا حليفة لها، وفي نفس الوقت كانت هي الداعم الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية التابعة للإدارة الذاتية الكردية، قال بيرسون: "أعتقد أن الأميركيين يتحدثون إلى الأتراك وكذلك الأكراد، وأيضا إلى الحكومة في دمشق، بهدف أعلنته هيئة تحرير الشام عندما سيطرت على دمشق، وهو تشكيل جيش وطني وحكومة وطنية لبناء مستقبل سوريا". 

عناصر من جهاز الأمن العام ـ سوريا

تمكن الجهاز الأمني التابع لسلطات العاصمة السورية دمشق، من إلقاء القبض على 4 مسؤولين أمنيين وعسكريين عملوا سابقا لدى نظام بشار الأسد.

وجاءت عمليات إلقاء القبض على المسؤولين الأربعة في إطار حملات أمنية حصلت في أكثر من منطقة، وجرت بشكل متفرق خلال أسبوع.

وأسفرت أحدث العمليات، الاثنين، عن إلقاء القبض على شادي محفوظ، أحد المسؤولين الأمنيين الذي عملوا سابقا لدى شعبة المخابرات العسكرية (فرع 277)، بينما كان مسؤولا عن التجنيد لصالح شعبة الأمن العسكري، بحسب بيان نشرته وزارة الداخلية السورية.

وقالت الوزارة أيضا إن محفوظ "أحد المتورطين بجرائم حرب، حيث شارك في الفترة الأخيرة مع فلول النظام البائد باستهداف القوات الأمنية والعسكرية في الساحل"، مضيفة أنه "سيتم تقديمه للقضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".

وقبل إلقاء القبض على محفوظ بيوم واحد أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة دير الزور إلقاء القبض على العميد عبد الكريم أحمد الحمادة، وهو أحد الضباط المقربين من ماهر الأسد.

وذكرت وكالة "سانا"، الاثنين، أن "الحمادة كان يشغل منصب مدير إدارة ملف التسوية مع النظام السابق، بالإضافة إلى كونه مستشارا ومسؤولا عن التنسيق بين ضباط النظام السابق، وقيادات الحرس الثوري الإيراني".

وتشن السلطات الأمنية التابعة لإدارة أحمد الشرع في دمشق منذ أشهر عمليات أمنية في مناطق متفرقة من سوريا، تقول إنها تستهدف بها "فلول نظام الأسد".

ويشمل مصطلح "الفلول" القادة العسكريين والأمنيين السابقين، بالإضافة إلى العناصر المتورطين بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفي 19 من مارس الحالي تمكنت مديرية أمن دمشق من إلقاء القبض أيضا على بشار محفوض، الذي شغل منصب قائد مجموعات الاقتحام ومسؤول التجنيد في "الفرقة 25" التابعة للضابط في نظام الأسد، سهيل الحسن.

وقالت وكالة سانا في تقرير نشرته بالتاريخ المذكور، إن محفوض أحد المسؤولين "المتورطين بجرائم حرب، إضافة إلى تورطه في تشكيل عصابة امتهنت الخطف والسلب بعد سقوط النظام السابق".

وإلى جانبه قالت مديرية أمن دمشق في بيان منفصل إنها ألقت القبض على مرافقه خالد عثمان "أحد عناصر خلية الخطف التي شكلها بشار محفوض بعد سقوط النظام".