طارق هدهد
طارق هدهد (الحرة) | Source: alhurra.com

بعدما كان من المفترض أن يكون مجرد لاجئ يحصل على الإعانات ويعيش على أطلال الذكريات، أصبح طارق هدد "أيقونة" بين اللاجئين، عقب قصة نجاح أبهرت الكثيرين وألهمت العديد من الأشخاص على مستوى العالم.

وفي حديثه إلى قناة الحرة، الأربعاء، أوضح رائد الأعمال السوري، صاحب مشروع "الشوكولا بالسلام"، أن رحلة لجوئه عقب اندلاع الحرب في بلاده عام 2011، "لم تكن سهلة"، مشيرا إلى أنه واجه الكثير من الصعوبات والتحديات قبل أن يتمكن من تحقيق أحلامه.

هدد الذي  انتقل إلى كندا كلاجئ سوري، نجح في بناء "بزنس" من الشوكولاتة، حيث يوظف حوالي 75 شخصاً، في حين أن منتجات شركته تُباع بأكثر من 1000 متجر في جميع أنحاء كندا.

وأوضح هدهد في حديثه إلى "الحرة"، أن أصعب أمر يمكن أن يواجهه المرء هو مغادرة وطنه مرغما، مردفا: "جئت إلى بلاد تبعد عن سوريا حوالي 8 آلاف كيلومتر، حيث لغة جديدة ومناخ مختلف.. وبدأت من الصفر".

ونوه الرجل بأنه عندما أتى إلى مدينة أنتيغونيش الصغيرة في كندا، كان يحمل رسالة مفادها بأنه "لم يأت إلى هذه البلاد الكبيرة لكي يأخذ، وإنما كان تحذوه رغبة كبيرة بالعطاء والمنح".

"فرحة لا توصف"

وقال هدهد الذي كان يتمنى بأن يكون طبيبا قبل أن يُجبر على مغادرته جامعته في سوريا، إنه "لو عاد به الزمن 10 أعوام للوراء، لكرر نفس ما فعله، والذي أوصله إلى ما هو عليه في الوقت الحالي".

ولدى سؤاله عن مشاعره عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا قبل نحو أسبوعين، أجاب: "غمرتنا سعادة لا يمكن وصفها، فسوريا عانت لنحو 50 عاما من نظام قمعي ودموي، رسّخ الخوف والرعب في قلوب الناس".

وتابع: "لم يكن بمقدرونا حتى أن نحلم في ظل ذلك الحكم.. كل شيء كان يجب أن ينتمي إلى تلك العائلة، فعلى سبيل المثال مدرسة المتفوقين التي كنت أدرس فيها كانت تحمل اسم (باسل الأسد) شقيق (الرئيس الهارب) بشار الأسد، ونفس الشيء كان ينطبق على المستشفيات والمطارات والعديد من المرافق العامة".

وتابع بابتسامة ساخرة: "حتى المسبح (بركة السباحة) الذي أذهب إليه كان يحمل اسم الأسد.. وبالتالي فرحتي بسقوط ذلك النظام لا أعطيها لأحد".

ونوه هدهد بأنه التقى برئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عقب سقوط الأسد، موضحا: "لقد أخبرته أن ما حدث في سوريا هو لحظة تاريخية مفصلية، ويجب على كندا أن تدعم الشعب السوري حتى يستطيع أن يواصل حياته ويحقق أحلامه، ومن بينه أفراد عائلتي وأقاربي الذين لم يستطيعوا مغادرة البلاد وعانوا كثيرا على مدار 14 عاما".

واعتبر أن السوريين الذين لم يقدروا على مغادرة بلدهم، "مناضلين حقيقين جراء ما تعرضوا له في السنوات الأخيرة القاسية".

وتحدث الشاب السوري عن النجاح الذي حققه في كندا في مجال صناعة الشوكولا، معتبرا أنه يعد "استمرارا لإرث والده"، الذي كان قد بدأ من الصفر في ثمانينيات القرن الماضي، وتمكن من إنشاء مصنع ضخم في دمشق.

وزاد: "عام 2012 جرى تدمير مصانعنا وشركاتنا في سوريا، لذلك غادرنا البلاد في السنة التي تلت ذلك إلى لبنان، وبعدها حط الرحال بنا في كندا".

وشدد على أن مفهوم "ريادة الأعمال" يحمل في طياته عدة رسائل، من بينها "محاولات التغيير الإيجابي في المجتمعات". 

حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين - رويترز
حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين - رويترز

قالت حاكمة مصرف سوريا، ميساء صابرين، إن هناك ما يكفي من أموال لتغطية دفع رواتب موظفي القطاع العام، في أعقاب الزيادة التي تعهدت بها الإدارة الجديدة، التي تصل إلى 400 بالمئة.

كما ذكرت صابرين، في مقابلة مع وكالة رويترز، أنها ترغب في تعزيز استقلالية المصرف (البنك المركزي) فيما يتعلق بسياساته النقدية، في تحوّل كبير، حال حدوثه، عن الرقابة المشددة من الحكومة خلال حكم نظام الأسد.

ومن المقرر أن تساعد قطر في تمويل زيادة أجور القطاع العام في سوريا، في خطوة باتت ممكنة بعد القرار الأميركي بشأن الإعفاء من العقوبات، الذي يسمح بمعاملات مالية مع المؤسسات الحاكمة في سوريا.

وحول هذا الأمر، قالت صابرين: "القطاع المصرفي لا يستفيد من الإعفاء من العقوبات الأميركية، لكن السماح بالتحويلات الشخصية كان خطوة إيجابية"، وأعربت عن أملها في رفع العقوبات بالكامل "حتى يتمكن القطاع المصرفي من الارتباط بالنظام المالي العالمي".

وكانت صابرين تشغل ثاني أهم منصب في مصرف سوريا المركزي، وهو القائم بأعمال الحاكم، خلفا لمحمد عصام هزيمة في أواخر العام الماضي.

وواصلت حديثها لرويترز، قائلة: "المصرف يعمل على إعداد مشاريع تعديل قانون المصرف بما يعزز استقلاليته، ويشمل ذلك السماح له بمزيد من الحرية في اتخاذ القرارات بشأن السياسة النقدية".

وتحتاج هذه التغييرات إلى موافقة السلطة الحاكمة الجديدة في سوريا.

وتابعت: "البنك المركزي يبحث عن سبل لتوسيع الخدمات المصرفية الإسلامية، نظرا لوجود شريحة من السوريين يتجنبون استخدام الخدمات المصرفية التقليدية".

وأضافت لرويترز من مكتبها في وسط دمشق: "قد يشمل ذلك منح البنوك التي تقدم خدمات تقليدية، خيار فتح فروع مصرفية إسلامية".

ويعاني الاقتصاد السوري من مشاكل هيكلية بعد أكثر من 13 سنة على الحرب التي دفعت بأكثر من 90 في المئة من سكان البلاد إلى تحت خط الفقر، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وأشار تقرير للبنك الدولي بعنوان "مراقبة الاقتصاد السوري: الجيل الضائع" صدر في يونيو 2022، إلى أن النزاع في سوريا دمّر مكاسب التنمية، حيث انخفض النشاط الاقتصادي بنسبة 50 بالمئة بين 2010 و2019.