Christmas mass at the Lady of Damascus church, in Damascus
يسود تخوف بين مسيحيي سوريا من المجهول الذي ينتظر البلاد- رويترز

يعيش المسيحيون في سوريا أجواء أعياد الميلاد، وسط حالة من الترقب و"الخوف"، خاصة بعد قيام بعض الأشخاص بحرق شجرة الكريسماس.

رغم ذلك، تسود حالة من الوحدة والتفاؤل بين السوريين، في ظل تطلعات للتغيير الحقيقي بعد انهيار نظام الأسد.

وشهدت العاصمة دمشق وعدد من المدن السورية، مظاهرات ضمت مسلمين ومسيحيين بعد إحراق شجرة الكريسماس في مدينة سقيلبية بريف حماة الغربي.

قالت سارة لطيفة، وهي مسيحية سورية خلال مقابلة مع قناة "الحرة": "في ظل الظروف الراهنة، كانت هناك العديد من الصعوبات التي واجهتنا، حتى تمكّنا من العودة للاجتماع مجددًا والصلاة معًا بسلام وفرح".

وتابعت: "لطالما كان لدينا أمل في السلام والولادة الجديدة ليسوع في قلوبنا، قبل أن يكون موجودًا في أي مكان حولنا".

قالت أيضا: "الأجواء هذا العام، ليست ككل عام، لكننا نتمنى أن يكون الوضع أفضل في العام القادم".

كارن وردي، التي تحدثت لقناة "الحرة" أيضا قالت: "نأمل أن يكون الوضع أفضل في المستقبل". في إشارة إلى الوضع الانتقالي الذي تعيشه سوريا بعد سقوط نظام الأسد وتولي إدارة جديدة زمام الأمور في البلاد.

من جانبها، قالت إيما سويفجي وهي سورية مسيحية أيضا: "بشكل عام، يشعر الناس بالخوف من المجهول".

وتحدث يمان بسمار عن وجود "نوع من الخوف من المجهول".

قال بسمار وهو سوري مسيحي خلال مقابلة مع قناة "الحرة": "نخاف بعد الساعة العاشرة ليلا، من أن يأتي أحدهم ويسأل إذا ما كانت هناك كحول أو سهرات أو حفلات".

قال المحلل السياسي السوري، محمد بقاعي، إن "حالة التخوف والترقب، لا تقتصر فقط على أهلنا المسيحيين، بل هي حالة طبيعية اليوم لكل السوريين".

وقال خلال مقابلة في برنامج "الحرة الليلة" على قناة "الحرة": "سوريا أمام مرحلة تغيير شامل، وبالتالي، من الطبيعي أن يكون هناك نوع من الريبة والخوف".

والثلاثاء، خرجت تظاهرات عدة في العديد من أحياء دمشق المسيحية، احتجاجا على إضرام النار بشجرة خاصة باحتفالات عيد الميلاد قرب حماه.

وهتف المتظاهرون "نريد حقوق المسيحيين" بينما ساروا في شوارع دمشق باتجاه مقر بطريركية الروم الأرثوذكس في باب شرقي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الذين أحرقوا الشجرة "أجانب" دون الكشف عن هوياتهم الدقيقة.

تعليقا على الحادثة، قال بقاعي إن "ردة فعل القيادة السياسية كانت سريعة وإيجابية، لإصلاح الضرر".

كنيسة دمشق أثناء حضور المسيحيين قداس عيد الميلاد

الأسد وجنود بجيشه.. لقطة أرشيفية
الأسد وجنود بجيشه.. لقطة أرشيفية

بحثا عمن وصفتهم بفلول ميليشيات بشار الأسد، أطلقت إدارة الأمن العام في سوريا، عمليات تمشيط في منطقة جبلة بريف اللاذقية، شمال غربي البلاد.

مصدر في إدارة الأمن العام قال إن إدارة الأمن العام، بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، أطلقتا عمليات تمشيط في منطقة جبلة بحثا عن فلول ميليشيات الأسد، وذلك "بعد عدة حوادث وهجمات استهدفت ثكنات عسكرية ومدنيين بالمنطقة".

وأضاف المصدر:"نهيب بأهلنا المدنيين في منطقة جبلة وما حولها التعاون الكامل مع مقاتلينا حتى انتهاء عمليات التمشيط"، بحسب ما نقلت "سانا".

ومنذ تولي الإدارة السورية الجديدة، سلم مئات الجنود والضباط في الجيش السوري أنفسهم من أجل تسوية أوضاعهم.

ولكن، في الوقت ذاته، لم تعرف الوجهة التي فرّ إليها ضباط ورجال النظام السابق الأمنيين، وحتى آخرين من أصحاب الرتب العسكرية والأمنية الدنيا.

وفي حين تقول الإدارة الجديدة التي تولت الحكم المؤقت في البلاد إنها تلاحق "فلول النظام"، فإنه لم يتم الكشف بعد عن الآلية التي تسير بموجبها، وما إذا كانت هناك أي مسارات قضائية أو تتعلق بالمحاكمة، سيتم اللجوء إليها فيما بعد.

ويرى محللون أن هذا الغموض الذي يحيط بالآلية، والمسار المتعلق بالمحاكمات يمثل سببا يدفع أشخاصا عاديين أو مسلحين، دون قرار مركزي، لتنفيذ حوادث قتل ميدانية، أو كما تعرف أيضا بـ"استيفاء الحق بالذات".