طرطوس وحميميم تلعبان دورا محوريا في الحفاظ على نفوذ موسكو في الشرق الأوسط
طرطوس وحميميم تلعبان دورا محوريا في الحفاظ على نفوذ موسكو في الشرق الأوسط

قالت الباحثة الأميركية المتخصصة في الشأن الروسي بمعهد واشنطن، آنا بورشفسكايا، إن اهتمام روسيا بسوريا لم يقتصر على دعم بشار الأسد فقط، الذي ساندته ضد الثوار منذ عام 2015.

 وأضافت في حديث لقناة "الحرة" أن الأولوية الحقيقية لموسكو هي الحفاظ على علاقات استراتيجية مع أي إدارة في دمشق تضمن تحقيق مصالحها في المنطقة.

حديث بورشفسكايا جاء تعليقا على على تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بشأن العلاقات مع الإدارة الجديدة في سوريا، والتي وصفها بأنها "طويلة الأمد واستراتيجية". واعتبرت بورشفسكايا أن هذه التصريحات تعكس رغبة الإدارة الجديدة في دمشق بالعمل والتعاون مع موسكو.

وأشارت بورشفسكايا إلى أن الولايات المتحدة "تفتقر إلى سياسة واضحة" للتعامل مع سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، فضلاً عن "غياب استراتيجية" للتعاطي مع استمرار العلاقات بين دمشق وموسكو. ووصفت المقاربة الأميركية بأنها "حذرة" في تعاملها مع الإدارة الجديدة في دمشق.

في السياق ذاته، صرح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، بأن موسكو على تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا على المستويين الدبلوماسي والعسكري. وأكد الكرملين في وقت سابق هذا التوجه، مما يعكس عمق التعاون الروسي مع القيادة الجديدة في دمشق.

ومنحت روسيا الرئيس السابق بشار الأسد وعائلته اللجوء هذا الشهر بعد أن سيطر مسلحو المعارضة على دمشق في أعقاب تقدم مباغت لم يواجه أي مقاومة تذكر من الجيش السوري.

وقالت موسكو في وقت سابق إنها تجري محادثات بشأن مصير المنشأة البحرية التي تديرها في ميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية التي تديرها في محافظة اللاذقية.

حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين - رويترز
حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين - رويترز

قالت حاكمة مصرف سوريا، ميساء صابرين، إن هناك ما يكفي من أموال لتغطية دفع رواتب موظفي القطاع العام، في أعقاب الزيادة التي تعهدت بها الإدارة الجديدة، التي تصل إلى 400 بالمئة.

كما ذكرت صابرين، في مقابلة مع وكالة رويترز، أنها ترغب في تعزيز استقلالية المصرف (البنك المركزي) فيما يتعلق بسياساته النقدية، في تحوّل كبير، حال حدوثه، عن الرقابة المشددة من الحكومة خلال حكم نظام الأسد.

ومن المقرر أن تساعد قطر في تمويل زيادة أجور القطاع العام في سوريا، في خطوة باتت ممكنة بعد القرار الأميركي بشأن الإعفاء من العقوبات، الذي يسمح بمعاملات مالية مع المؤسسات الحاكمة في سوريا.

وحول هذا الأمر، قالت صابرين: "القطاع المصرفي لا يستفيد من الإعفاء من العقوبات الأميركية، لكن السماح بالتحويلات الشخصية كان خطوة إيجابية"، وأعربت عن أملها في رفع العقوبات بالكامل "حتى يتمكن القطاع المصرفي من الارتباط بالنظام المالي العالمي".

وكانت صابرين تشغل ثاني أهم منصب في مصرف سوريا المركزي، وهو القائم بأعمال الحاكم، خلفا لمحمد عصام هزيمة في أواخر العام الماضي.

وواصلت حديثها لرويترز، قائلة: "المصرف يعمل على إعداد مشاريع تعديل قانون المصرف بما يعزز استقلاليته، ويشمل ذلك السماح له بمزيد من الحرية في اتخاذ القرارات بشأن السياسة النقدية".

وتحتاج هذه التغييرات إلى موافقة السلطة الحاكمة الجديدة في سوريا.

وتابعت: "البنك المركزي يبحث عن سبل لتوسيع الخدمات المصرفية الإسلامية، نظرا لوجود شريحة من السوريين يتجنبون استخدام الخدمات المصرفية التقليدية".

وأضافت لرويترز من مكتبها في وسط دمشق: "قد يشمل ذلك منح البنوك التي تقدم خدمات تقليدية، خيار فتح فروع مصرفية إسلامية".

ويعاني الاقتصاد السوري من مشاكل هيكلية بعد أكثر من 13 سنة على الحرب التي دفعت بأكثر من 90 في المئة من سكان البلاد إلى تحت خط الفقر، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وأشار تقرير للبنك الدولي بعنوان "مراقبة الاقتصاد السوري: الجيل الضائع" صدر في يونيو 2022، إلى أن النزاع في سوريا دمّر مكاسب التنمية، حيث انخفض النشاط الاقتصادي بنسبة 50 بالمئة بين 2010 و2019.