بيان رجال الكرامة ولواء الجبل
لقطة من فيديو إعلان الفصيلين

 أعلن أكبر فصيلين عسكريين في محافظة السويداء السورية، ذات الأغلبية الدرزية، عن "خارطة طريق" جديدة للمرحلة المقبلة، تهدف لبناء "وطن قائم على العدالة وسيادة القانون"، وأعربا عن استعدادهما "للاندماج ضمن جسم عسكري يشكل نواة لجيش وطني جديد"، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.

 وشدد الإعلان الصادر عن فصيل "رجال الكرامة"  وفصيل "لواء الجبل" في المحافظة الجنوبية، على أن نهاية حكم الأسد، تمثل فرصة تاريخية لتأسيس دولة عادلة، مؤكدين أن حمل السلاح كان "دفاعًا عن أهل السويداء بكافة أطيافهم"، وأنه "وسيلة اضطرارية وليس غاية".

كما دعت الخارطة إلى تأسيس دولة يكون السلاح فيها "حكرًا على مؤسسة عسكرية وطنية"، مع التأكيد على استعداد الفصيلين للاندماج ضمن جسم عسكري يشكل نواة لجيش وطني جديد، يرفض "أي طابع فئوي أو طائفي"، وفقا لبيان صادر عنهما، الإثنين

وفي سياق متصل، أبدت الفصائل التزامها بعدم التدخل في الشؤون الإدارية أو السياسية، مع دعم العمل المدني والسياسي بشكل تشاركي والالتزام بحماية المرافق العامة.

"الخارطة" التي أعلنا عنها، شددت على أن دمشق "ستبقى العاصمة الأبدية" لسوريا، معتبرة أن الحراك السلمي الذي شهدته السويداء على مدى نحو عام ونصف، يمثل "البوصلة السياسية التي تستهدف بناء وطن قائم على المساواة". 

كما أشاد البيان بدور القيادات الروحية والدينية في تعزيز قيم التآخي والعيش المشترك في السويداء، خاصة الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري.

وأبدى البيان انفتاح الفصائل في السويداء على الحوار مع جميع الأطراف السورية، مع التركيز على التواصل مع "الثوار الأحرار". 

وكان الشيخ حكمت الهجري، قد أوضح في تصريحات سابقة، أن حل الفصائل المسلحة في السويداء وتسليم السلاح مرهون بوجود جيش سوري قوي وبناء هيكلي واضح للدولة.

واعتبر أن منع دخول رتل عسكري تابع لإدارة العمليات العسكرية من دخول محافظة السويداء، كان مجرد "سوء تنسيق"، مؤكدا أن المرحلة الحالية تشهد "بداية لتنسيق يُتيح تجاوز مثل هذه الإشكالات البسيطة".

وانتهى حكم الأسد فجر الثامن من ديسمبر الحالي مع دخول فصائل المعارضة دمشق. وفر رئيس النظام الذي حكم سوريا مع والده حافظ بقبضة حديدية لمدة 54 عاما، إلى روسيا إيذانا بنهاية حكم عائلة الأسد.

وتعهد قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، بتوحيد الفصائل المسلحة تحت لواء "جيش وطني" موحد، في خطوة تواجه العديد من التحديات.

United States' Ambassador and deputy representative to the United Nations Dorothy Camille Shea speaks during a Security Council…
نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا

حذرت الولايات المتحدة على لسان نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، الأربعاء، من "وجود علامات تحذيرية واضحة لنفوذ إيران الخبيث ونيتها إعادة تأسيس وجودها في سوريا".

وأعربت السفيرة الأميركية عن قلق الولايات المتحدة إزاء "التقارير التي تفيد بتكون مجموعات جديدة في سوريا تحرض على العنف وتحاول جر إسرائيل إلى صراع مباشر"، موضحة أن هذه المجموعات "تتلقى الدعم المالي واللوجستي من إيران، حتى بعد مغادرتها الأراضي السورية" .

وحثت شاي، في مداخلتها خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية والسياسية في سوريا، المجتمع الدولي على "دعوة إيران بشكل جماعي إلى التوقف عن تقويض استقرار وأمن سوريا".

وأضافت أن "نظام الأسد سمح لإيران ووكلائها الإرهابيين، بما في ذلك حزب الله، لسنوات طويلة، باستخدام الأراضي السورية لتهديد الأمن الإقليمي والاتجار بالأسلحة الخطيرة".

وقالت شاي في معرض حديثها إن "الأعمال العدائية المسلحة المستمرة في شمال سوريا مثيرة للقلق".

وأوضحت أن الولايات المتحدة "ستواصل السعي إلى وقف إطلاق النار الذي من شأنه تمكين الشركاء المحليين من التركيز على مكافحة داعش والحفاظ على أمن مرافق الاحتجاز ومخيمات النازحين".

وكررت شاي أبرز النقاط التي شدد عليها وزير الخارجية ماركو روبيو، خلال لقائه الزعماء الإقليميين، بما في ذلك "الحاجة إلى انتقال شامل في سوريا و منعها من أن تصبح ملاذًا آمنًا للإرهاب، وأن الولايات المتحدة تريد من سوريا عدم السماح للجهات الفاعلة الأجنبية الخبيثة من فرصة استغلال انتقال سوريا لتحقيق أهدافها الخاصة".