كبتاغون في ألعاب الأطفال بسوريا
كبتاغون في ألعاب الأطفال بسوريا

ضبطت إدارة الأمن العام السوري في اللاذقية، السبت، مستودعا ضخما قالت إنه من بقايا نظام الأسد لتعليب حبوب الكبتاغون ضمن ألعاب الأطفال والأثاث المنزلي.

ونشرت وكالة الأنباء السورية "سانا" لقطات تظهر كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون تم استخراجها من دراجات مخصصة للأطفال ومن قطع أثاث منزلي.

 

 

وأظهرت لقطات فيديو صادمة، أحد عناصر الأمن العام السوري في اللاذقية وهو يكسر دراجة لعب مخصصة للأطفال لتخرج منها كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون.

وأحرقت السلطات الجديدة في سوريا خلال الشهر الماضي، كميات كبيرة من المخدّرات، "بينها نحو مليون من حبوب الكبتاغون" التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وكانت عناصر الأمن السوري الجديدة قد ذكرت عقب سقوط نظام بشار الأسد في الثامن ديسمبر، أنها اكتشفت مصانع إنتاج الكبتاغون في مواقع عديدة ومتنوعة، بعضها "لا يخطر على البال"، من القاعدة الجوية بمنطقة المزة قرب دمشق، إلى شركة تجارة وبيع سيارات في اللاذقية، وصولاً إلى مصنع وجبات خفيفة في دوما بريف دمشق.

ومنذ 2018، أصبح الكبتاغون أحد الأنشطة الرئيسية المتبعة من طرف النظام، لتحقيق مدخول من العملة الصعبة، يعوض به خساراته المالية الفادحة جراء الحرب، ويغطي جزءا مهماً من تكاليف مجهوده الحربي.

وتحولت سوريا إلى المنتج الأول لتلك المادة المخدرة على المستوى العالمي، وغزت حبوب الكبتاغون السورية كامل منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج مثل السعودية والإمارات، عقب تهريبها إلى كل من العراق والأردن ولبنان.

وصناعة الكبتاغون وتهريبه كانت تدر على دمشق 2.4 مليار دولار على الأقل، حسب الدراسات التي نشرها مشروع تتبع تجارة الكبتاغون بمعهد "نيو لاينز" في نيويورك.

وهذا الرقم يعتبر مرتفعاً إذا ما عرفنا أن الحجم الإجمالي لتجارة الكبتاغون في العالم، يقدر بنحو 10 مليارات من الدولارات.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت سلسلة عقوبات في هذا الخصوص، أولها قانون "كبتاغون" بنسخته الأولى، الذي استهدف بالتحديد شخصيات من آل الأسد ضالعة في عمليات التصنيع والتهريب والاتجار.

جانب من الاحتفالات في حي ركي الدين (مواقع التواصل)
جانب من الاحتفالات في حي ركي الدين (مواقع التواصل)

في مشهد غير مألوف لعقود مضت، تحوّلت شوارع حي ركن الدين – المعروف تقليديًا بـ"حي الأكراد" في العاصمة السورية دمشق – مساء الخميس، إلى ساحة احتفال نابضة بالحياة، مع إحياء الأهالي لعيد "النوروز" بشكل علني دون قيود أمنية أو اضطرابات بعد عقود طويلة من حكم حزب البعث.

وتزينت شوارع ركن الدين بالمشاعل وأعلام الأكراد، وانطلقت الحشود مساءً في مسيرة منظمة بدأت من "مفرق وادي السفيرة" باتجاه ساحة شمدين، حيث أقيم احتفال خطابي واختتم بإيقاد الشموع وقراءة الفاتحة على أرواح "شهداء" الحي وسوريا والذين قضوا خلال فترة الصراع الدامي التي امتدت على 14 عاما قبل سقوط نظام بشار الأسد.

وأعلن المكتب الإعلامي للجان ركن الدين، قبل يوم من المناسبة، عن الدعوة المفتوحة لكل أبناء سوريا للمشاركة، مشددًا على أن الاحتفال هذا العام يحمل رمزية مزدوجة: الاحتفال بالنوروز وتوديع حقبة القمع، بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

وأما في شمال البلاد، فقد شهدت المدن ذات الأغلبية الكردية – مثل القامشلي (قامشلو)، وكوباني (عين العرب)، والحسكة، عفرين احتفالات حاشدة، وُصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ سنوات طويلة، حيث شارك عشرات الآلاف في حلقات الرقص الفلكلوري وأغاني التراث الكردي، وسط أجواء طغت عليها مشاعر الفرح والسعادة.

"الأربعاء الأحمر" بإيران.. مقدمات النوروز بطعم التراث والسياسة
شهدت مناطق مختلفة من إيران احتفالات ما قبل عيد النوروز أو ما يسمى في التقويم الفارسي بأربعاء السوري أو الأربعاء الأحمر، وهو أقدم تقليد إيراني لإحياء آخر ايام السنة الفارسية من خلال طقوس أبرزها إشعال النار والاحتماء به حتي نهاية الليل.

وفي حديث لوكالة "شفق نيوز"، عبّرت المواطنة الكردية شيرين شيخي من مدينة قامشلو عن فرحتها، قائلة: "هذه هي المرة الأولى التي نحتفل فيها بالنوروز دون الخوف من أجهزة الأمن أو منع من السلطات… إنه يوم تاريخي للكرد في سوريا".

وأكدت أن الاحتفال هذه السنة يرمز إلى بداية مرحلة جديدة، وقالت: "لن يعود أحد ليمنعنا من التعبير عن هويتنا، لقد انتهى عهد الإنكار والإقصاء".

"تعايش مشترك"

واللافت هذا العام كان امتداد مظاهر الاحتفال بالنوروز إلى مناطق غير كردية، حيث شهدت بعض مدن الساحل السوري والسويداء، جنوبي البلاد،  إيقاد شعلة العيد، تعبيرًا عن تضامن الأهالي مع الشعب الكردي واحتفائهم بالتعدد الثقافي الذي يشكّل جزءًا من هوية سوريا المستقبلية.

وقال الناشط شيار يونس، إن هذه المشاهد تؤكد على تحوّل كبير في الوعي الشعبي، موضحًا: "النظام السابق استخدم سياسة التفرقة، لكنه فشل في اقتلاع التعايش المشترك بين السوريين".

الاحتفال هذا العام جذب أيضًا اهتمام العديد من الفنانين السوريين، الذين وجّهوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسائل تهنئة للشعب الكردي، مؤكدين أن النوروز مناسبة تهم كل السوريين الذين يتطلعون لسوريا جديدة ديمقراطية.

وكان من أبرز الحضور الفنان المعروف سميح شقير، الذي وصل إلى مدينة قامشلي ليقدّم فقرة فنية خاصة بهذه المناسبة، وسط ترحيب كبير من الجماهير.

وعيد النوروز، الذي يصادف يوم الاعتدال الربيعي (21 مارس)، يُعد رمزًا للحرية والخلاص في الذاكرة الكردية، ويُحتفل به في مناطق كردية وإيرانية وأفغانية وأخرى في آسيا الوسطى.

وفي سوريا، كان الاحتفال بالنوروز محظورًا لسنوات طويلة، وغالبًا ما كان يتعرض المشاركون فيه للاعتقال والمضايقات الأمنية، بحسب تقارير حقوقية محلية ودولية.