عنصر من قوات الإدارة السورية الجديدة بأحد شوارع دمشق
عنصر من قوات الإدارة السورية الجديدة بأحد شوارع دمشق

أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان الاثنين، تعذيب ومقتل ثلاثة محتجزين لدى إدارة الأمن العام التابعة للحكومة الانتقالية في سوريا.

ودعت إلى "محاسبة المتورطين وتعويض أهالي الضحايا"، كاشفة أن "جميعهم من محافظة حمص".

وأواخر يناير الماضي، اعتقلت الأمن المواطن محمد لؤي طيارة بتهمة انتمائه سابقاً لقوات الدفاع الوطني التابعة للنظام السابق.

واقتيد طيارة إلى مقر احتجاز كان يتبع سابقا حزب البعث في حمص، وفق بيان الشبكة، وبعد يوم واحد تلقت عائلته بلاغاً يفيد بوفاته.

وقالت والدته التي استلمت جثمانه من مشفى "الوليد" في المدينة إنه "بدا على جسده آثار تعذيب شديدة".

ووفقاً للشهادات التي جمعتها الشَّبكة، كان طيارة يتمتع بصحة جيدة وقت احتجازه، ما يعزز فرضية وفاته نتيجة التعذيب وإهمال الرعاية الطبية.

الأمن العام أصدر بياناً بعد وفاته، يقول إن توقيف طيارة كان بسبب دعوى من النيابة بعدم تسوية وضعه القانوني وحيازته أسلحة غير مصرّح بها.

 وأعلنت عبر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن فتح تحقيق بإشراف النيابة العامة وتوقيف المتورطين في وفاته.

إيران حاولت كذلك انقاذ نظام الأسد لكن من دون جدوى
رسالة هامة وتوثيق "مؤكد".. منظمة تعلن عدد المتورطين بجرائم الأسد
"14 عاماً من الجهد المتواصل ومنهجية صارمة ووثائق وشهادات ضبّاط منشقين" عن الأجهزة الأمنية في نظام بشار الأسد، أدت إلى وصول الشبكة السورية لحقوق الإنسان، لقائمة بأسماء أكثر من 16 ألف متورّط في جرائم وانتهاكات حقوقية ارتُكبت في مختلف أرجاء سوريا، بحسب مدير الشبكة فضل عبد الغني.

وفي 30 يناير، تسلمت عائلة الشاب العشريني رضوان حسين، جثمانه، بعد احتجاز دام خمسة أيام. 

واعتقل رضوان في حملة أمنية لملاحقة فلول الأسد، حيث كان متطوعاً في فرع الأمن العسكري في مدينة حمص.

عائلته أكدت للشبكة السورية أن على رأسه علامة إطلاق ناري وفي جسده علامات تعذيب.

أما الثالث، فهو بدر محيي صقور الذي اعتقل في 22 يناير الماضي. تسلمت عائلته الجثمان السبت الماضي، وعليه آثار تعذيب وإطلاق ناري.

وطالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بفتح تحقيق "مستقل وشفا"ف للوقوف عند ملابسات الجرائم المذكورة، ومحاسبة جميع المتورطين فيها، من مُصدري الأوامر إلى المنفذين المباشرين.

كما دعت الحكومة الانتقالية إلى إطلاع المجتمع السوري على نتائج التحقيقات، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.

 

احتجاجات في طرطوس

في وقت سابق الاثنين، خرج عشرات الأهالي في محافظة طرطوس في احتجاجات غاضبة، مطالبين الحكومة الانتقالية بالإفراج عن المعتقلين في سجون عدرا وحماة وحارم.

تزامن ذلك مع خروج أهالي مدينتي جبلة واللاذقية باحتجاجات مماثلة.

ورفع المحتجون شعارات تدعو إلى الكشف عن مصير المفقودين وإطلاق سراح السجناء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالوا إن لديهم قلقا ومخاوف متزايدة مع انتشار مقاطع مصورة توثق تعرض عدد من المعتلقين للتعذيب.

Fighters of Hayat Tahrir al-Sham (HTS) search for pro-Assad fighters and weapons in Homs
لقطات توثق ومنظمات تحذر.. ماذا يحدث لفلول الأسد داخل سوريا؟
فلولوتجري منذ الخميس الماضي، حملة أمنية لفرض الاستقرار والسلم الأهلي، عبر ملاحقة واعتقال "فلول ميليشيات الأسد".
والحملة التي بدأت من طرطوس، امتدت لتشمل مدن حمص وحماة ودرعا، نجم عنها اعتقال المئات من فلول النظام، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

وطالب الأهالي الجهات المسؤولة بالكشف عن مصير أبنائهم والإفراج عن "من لم تتلطخ أيديهم بالدماء"، على غرار من أجروا تسويات وتم إطلاق سراحهم.

وتم إيقاف هؤلاء المعتقلين ضمن الحملة الأمنية التي تنفذها قوى الأمن العام لملاحقة فلول الأسد.

وأضاف المرصد أن عدد المعتقلين منذ أواخر العام الماضي، تجاوز 9 آلاف، بينهم نحو 2000 أعيدوا من العراق بعد فرارهم إليها عقب الإطاحة بالأسد.

تم تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في سوريا - سانا
مرهف أبو قصرة (أرشيف)

أكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، أن بلاده منفتحة على استمرار الوجود العسكري الروسي في قاعدتي طرطوس وحميميم، طالما أن ذلك يخدم المصالح السورية.

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أوضح أبو قصرة أن العلاقة مع موسكو تحسنت بشكل ملحوظ منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، مشيرًا إلى أن دمشق تدرس مطالب روسيا بشأن قواعدها العسكرية.

وقال الوزير أن مسألة محاسبة الأسد أثيرت خلال زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لدمشق.

كما تحدث أبو قصرة عن مفاوضات جارية بشأن الوجود العسكري الأميركي والتركي في البلاد، وأكد أن حل ملف "قوات سوريا الديمقراطية" سيكون سلميًا، لافتا إلى أن أن الحل العسكري سوف يتسبب في إراقة الدماء على الجانبين، وأن حكومة دمشق "لا تميل إليه"، على حد قوله.

يشار إلى أن أبو قصرة كان القائد العسكري لهيئة تحرير الشام، وكان يعرف باسم "أبو حسن الحموي"، وقد قاد عملياتها لمدة خمس سنوات، إلى أن استطاعت فصائل تلك الهيئة إسقاط نظام الأسد عقب شن عملية "ردع العدوان" في أواخر نوفمبر الماضي.

وخلال مقابلة مع فرانس برس في 17 ديسمبر، استخدم أبو قصرة اسمه الحقيقي للمرة الأولى بدلا من اسمه العسكري أبو حسن الحموي في إشارة إلى مدينة حماة التي يتحدر منها.

وقال أبو قصرة حينها وهو أساسا مهندس زراعي، إن "بناء المؤسسة العسكرية هو خطوة قادمة بالتأكيد ويجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية بما فيها الجناح العسكري للهيئة تحت هذه المؤسسة".