العالم السوري حسان إبراهيم. قال سوريون "قتلته قوات الأمن العام"، ورمى آخر التهمة على "فلول الأسد".
سيناريو البحث عن الجاني هذا صار مكرراً حول جرائم القتل وسط غياب التحقيقات والفوضى الأمنية في سوريا.
ويصف المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه الجرائم بـ"الانتقامية"، وبلغ عددها منذ بداية العام الحالي 109، وفق بيان للمرصد.
وقال إن أهالي بلدة معربا في ريف دمشق عثروا على جثة العالم حسان إبراهيم، ملقاة في إحدى نواحيها، وعليها آثار إطلاق ناري.
وأضاف المرصد أنه اختُطف قبل 5 أيام من تاريخ العثور عليه مقتولا، مشيراً إلى أن إبراهيم من الطائفة العلوية التي كانت مقربة من النظام السابق.
عاجل : العصابات الارهابية تقتل العالم في البحوث العلمية بمجال الطاقة الدكتور حسان ابراهيم ابن منطقة الشيخ بدر قرية بريصين للأسف خسرت سوريا قامة علمية ذهبية ونابغة في مجال الطاقة . pic.twitter.com/6xwSWaG4Bt
— درعا نت (@daraa_net_2020) February 1, 2025
دمشق
— احمد الشبلي (@Ahmad_1alshble) February 1, 2025
ماتبقى من فلول النظام المخلوع تغتال العالم في البحوث العلمية الدكتور حسان إبراهيم في معربـا في العاصمة دمشق pic.twitter.com/xBWxVRtGGC
كيف قُتل العالم السوري؟
وفي تقرير تضمن معلومات حصرية لجريدة "النهار العربي" اللبنانية، قالت إن إبراهيم كان يعمل منذ سنوات في مركز "برزة" للبحوث العلمية في ريف دمشق.
وبعد سقوط النظام توقف عن الذهاب للمركز، ليتم استدعاؤه من قبل السلطات الجديدة لاستئناف العمل بداية يناير الماضي.
وأضافت الصحيفة أن إبراهيم باشر عمله في مركز البحوث والمعهد التابع له، تحت إشراف فريق إداري جديد.
كان العمل طبيعياً حتى الأسبوع الماضي. قال أحد زملائه "كان لديه (إبراهيم) مقابلة مع مكتب لهيئة تحرير الشام يوم الاثنين الماضي"، ولم يُشاهد منذ ذلك الحين.
بسبب تغيّبه لأيام، تواصلت عائلة العالم المقتول البالغ من العمر 59 عاماً، مع السلطات، فكان الجواب وفق الصحيفة أنه "سيعود.. وهذا إجراء روتيني".
لم يعد إبراهيم حياً، بل ظهرت جثته في بلدة معربا "مكبّل اليدين، ورصاصة في الرأس"، وهناك حضر ابنه الكبير طالب الطب وتعرّف عليها.
يحمل إبراهيم شهادة الدكتوراة في البصريات الإلكترونية من جامعة لندن، وكان يعيش في دمشق مع زوجته وأبنائه الثلاثة.
اغتيال الدكتور حسان ابراهيم عالم في البحوث العلمية..
— الحركة النسوية العربية - Arab Feminist Movement (@ArabFeminismMov) February 1, 2025
العالم الدكتور من محافظة طرطوس، منطقة الشيخ بدر ،قرية بريصين، استدعي إلى دمشق على عجل ليتابع عمله وبعد غياب خمسة أيام ..وجد جثمانه اليوم في معربا.
السلام لروح الدكتور حسان إبراهيم والعار لقاتليه والعزاء لسوريا pic.twitter.com/ww5f6bswEe
العديد من السوريين حمّلوا الإدارة الانتقالية مسؤولية قتل العالم حسان إبراهيم. من بينهم الفنانة عزة البحرة، المعروفة بمعارضتها نظام الأسد.
البحرة كتبت "حل مجلس الشعب. ضروري جدا لأنه بالأساس كان عبارة عن تجمع أشخاص كرتوني لا يحل ولا يربط.. توقف العمل بالدستور إلى حين تشكيل دستور جديد.. مفهوم. لكن ماذا عن سيادة القانون؟ والمحاسبة والعدالة الانتقالية؟".
وتشير البحرة بذلك إلى قرارات اتخذتها الإدارة الانتقالية مؤخراً.
وتضيف "مقتل الشاب لؤي طيارة تحت التعذيب بتقرير كيدي.. والدكتور حسان إبراهيم برصاصة في رأسه في منطقة معربا .. تحت أي عنوان؟ ممارسات فردية".
وعبارة "ممارسات فردية" صارت "التبرير الجاهز" للسلطات، كما يصفه سوريون عبر مواقع التواصل، في مقابل اعتداءات متكررة على مدنيين أو ضرب وتعذيب معتقلين، يُتهم فيها عناصر مسلحون تابعون لقوى الأمن العام.
وداع أخير في طرطوس
"الله معك يا خيّي حسّان" يأتي صوت امرأة خلف الكاميرا..
تقول أخرى كأنها تصحح العبارة "أهلا وسهلا"، فتكرر الأولى "أهلا وسهلا يا خييّ الدكتور حسان.. بالعالم الباحث" قبيل وصول الجثمان لبيت العائلة أمس الأحد.
كان هذا صوت مختلط بالدموع لشقيقة العالم السوري، يأتي عبر فيديو صورته لتشييعه في قرية بريصين الجبلية مسقط رأسه، في محافظة طرطوس.
وفي نهاية الفيديو يعلو صوت بكاء، بينما طفل يكرر دون جواب "وَينو خالو حسّان؟"