تكرر جرائم القتل في سوريا ـ صورة أرشيفية. (رويترز)
مخاوف بشأن جرائم القتل المتكررة في سوريا (صورة أرشيفية من رويترز)

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الإثنين، إن البلاد شهدت منذ مطلع فبراير الجاري، العديد من جرائم القتل والاعتداءات، معتبرا أن ما يحدث عبارة عن "سلسلة من الجرائم التي تتسم بالغموض".

ووثق المرصد السوري خلال الـ10 أيام الأولى من فبراير، مقتل 14 شخصاً بينهم 4 نساء.

وأشار في بيان، إلى أن هذه الحوادث "تُضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي تتسم بالغموض وتكثر فيها حالات الاعتداءات المجهولة، من عمليات قتل فردية إلى جرائم ذات دوافع غير معروفة".

العدالة في سوريا.. هل أحمد الشرع وإدارته قادران على تحقيقها؟
العدالة في سوريا.. هل أحمد الشرع وإدارته قادران على تحقيقها؟
في ظل تقارير حقوقية عن إعدامات ميدانية طالت عناصر من النظام السابق. نسلط الضوء في هذه الحلقة من برنامج #الحكي_سوري حول ملف العدالة الانتقالية في سوريا والمطالبات بمحاسبة المجرمين وإنصاف الضحايا. فهل تمضي سوريا في هذا الاتجاه؟ وهل الإدارة الجديدة مؤهلة لتحقيقه؟

ولفت المصدر ذاته إلى أنه منذ بداية فبراير، "شهدت البلاد عدة حوادث قتل واعتداءات، تثير القلق حول الوضع الأمني والاستقرار في مناطق عديدة، وتترك أثرا سلبيا على السكان وتسهم في تفشي العنف والجريمة والثأر في المجتمع السوري".

وتوزعت الجرائم في مختلف المحافظات السورية، بالشكل التالي، وفق المرصد: "3 جرائم في إدلب راح ضحيتها امرأتان ورجل، وجريمة في دير الزور راحت ضحيتها امرأة، وأخرى في كل من درعا واللاذقية وحمص وطرطوس والسويداء، راح ضحيتها 5 رجال.

كما شهدت مدينة حماة جريمة راح ضحيتها 3 أشخاص (رجلان وامرأة)، فيما عرفت حلب جريمتين راح ضحيتهما رجلان.

وبذلك، بلغ عدد ضحايا الجرائم الجنائية والقتل ضد مجهول، منذ مطلع عام 2025 في المحافظات السورية المختلفة، 54 شخصاً هم: 41 رجلا، و10 نساء، و3 أطفال، حسب المرصد.

عناصر من جهاز الأمن العام ـ سوريا

تمكن الجهاز الأمني التابع لسلطات العاصمة السورية دمشق، من إلقاء القبض على 4 مسؤولين أمنيين وعسكريين عملوا سابقا لدى نظام بشار الأسد.

وجاءت عمليات إلقاء القبض على المسؤولين الأربعة في إطار حملات أمنية حصلت في أكثر من منطقة، وجرت بشكل متفرق خلال أسبوع.

وأسفرت أحدث العمليات، الاثنين، عن إلقاء القبض على شادي محفوظ، أحد المسؤولين الأمنيين الذي عملوا سابقا لدى شعبة المخابرات العسكرية (فرع 277)، بينما كان مسؤولا عن التجنيد لصالح شعبة الأمن العسكري، بحسب بيان نشرته وزارة الداخلية السورية.

وقالت الوزارة أيضا إن محفوظ "أحد المتورطين بجرائم حرب، حيث شارك في الفترة الأخيرة مع فلول النظام البائد باستهداف القوات الأمنية والعسكرية في الساحل"، مضيفة أنه "سيتم تقديمه للقضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".

وقبل إلقاء القبض على محفوظ بيوم واحد أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة دير الزور إلقاء القبض على العميد عبد الكريم أحمد الحمادة، وهو أحد الضباط المقربين من ماهر الأسد.

وذكرت وكالة "سانا"، الاثنين، أن "الحمادة كان يشغل منصب مدير إدارة ملف التسوية مع النظام السابق، بالإضافة إلى كونه مستشارا ومسؤولا عن التنسيق بين ضباط النظام السابق، وقيادات الحرس الثوري الإيراني".

وتشن السلطات الأمنية التابعة لإدارة أحمد الشرع في دمشق منذ أشهر عمليات أمنية في مناطق متفرقة من سوريا، تقول إنها تستهدف بها "فلول نظام الأسد".

ويشمل مصطلح "الفلول" القادة العسكريين والأمنيين السابقين، بالإضافة إلى العناصر المتورطين بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفي 19 من مارس الحالي تمكنت مديرية أمن دمشق من إلقاء القبض أيضا على بشار محفوض، الذي شغل منصب قائد مجموعات الاقتحام ومسؤول التجنيد في "الفرقة 25" التابعة للضابط في نظام الأسد، سهيل الحسن.

وقالت وكالة سانا في تقرير نشرته بالتاريخ المذكور، إن محفوض أحد المسؤولين "المتورطين بجرائم حرب، إضافة إلى تورطه في تشكيل عصابة امتهنت الخطف والسلب بعد سقوط النظام السابق".

وإلى جانبه قالت مديرية أمن دمشق في بيان منفصل إنها ألقت القبض على مرافقه خالد عثمان "أحد عناصر خلية الخطف التي شكلها بشار محفوض بعد سقوط النظام".