الإدارة الانتقالية في سوريا شكلت لجنة للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني
الإدارة الانتقالية في سوريا شكلت لجنة للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني

ضمت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، التي أعلنت عنها الرئاسة السورية، الأربعاء، سبعة أعضاء بينهم امرأتان، وذلك في أول خطوة من نوعه في مسار المرحلة  الانتقالية في سوريا بعد أكثر من شهرين على الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وقال بيان صادر عن  الرئاسة السورية إن تشكيل اللجنة جاء "تلبية لضرورات هذه المرحلة التاريخية وبما يضمن تطلعات الشعب السوري".

وكان رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع تعهد بإصدار "إعلان دستوري" للمرحلة الانتقالية بعد تشكيل "لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر" وحلّ مجلس الشعب.

لم تحدد الرئاسة السورية بعد موعد عقد مؤتمر الحوار الوطني، لكنها أشارت إلى أن "عمل اللجنة سينتهي بمجرد صدور البيان الختامي للمؤتمر".

والأربعاء كذلك تعهد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بتشكيل حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل تكون "ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه".

من هم أعضاء اللجنة؟

هند قبوات: هي سورية كندية قادت العديد من الجهود في مجال الدبلوماسية العامة في السنوات الأخيرة في سوريا للترويج للتسامح والتعاون بين الأديان، والتحديث والإصلاح بالإضافة إلى الابتكارات التعليمية في مجال حل النزاعات والتعليم الدبلوماسي.

هند قبوات

تدير قبوات قسم حوار الأديان وحل النزاعات في معهد الأديان والدبلوماسية في جامعة جورج ميسون بولاية فيرجينيا الأميركية، وهي أيضا مؤسسة ومديرة لمركز الحوار والسلام والمصالحة السوري في تورونتو.

عملت كمستشارة وعضو في المجلس الاستشاري للبنك الدولي، وهي تشغل أيضا رئاسة منظمة "تستقل" المعنية بشؤون المرأة وبناء السلام.

بالإضافة لذلك ترأس قبوات "جمعية النساء السوريات الكنديات" في تورونتو، إلى جانب عضويتها في مجلس إدارة منظمة "إنتربيس" المستقلة المعنية ﺑﺒﻨﺎء اﻟﺴﻼم ومقرها جنيف.

هي عضوة أيضا في مجلس المنتدى الاقتصادي السوري ومنظمة المسيحيين السوريين من أجل السلام.

كانت قبوات نائبة رئيس مكتب لجنة المفاوضات السورية في جنيف وعضوة سابقة في اللجنة العليا للمفاوضات وشاركت في جميع الجولات الثماني لمحادثات السلام في جنيف بشأن سوريا.

تحمل قبوات شهادة ماجستير في القانون والدبلوماسية من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس، وهي زميلة زائرة سابقة في برنامج التفاوض في كلية الحقوق بجامعة هارفارد.

نالت أيضا شهادة في القانون من الجامعة العربية في بيروت وشهادة بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة دمشق.

حصلت هند على جائزة من مركز " Tanenbaum" لصانعي السلام في العمل وجائزة أخرى من جامعة جورج ميسون في مجال الدبلوماسية العامة.

هدى أتاسي

هدى أتاسي: ناشطة سورية بارزة في مجال حقوق الإنسان والسياسة، وهي واحدة من الشخصيات المتميزة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والمساواة في المجتمع السوري. 

عملت هدى في عدة مجالات بما في ذلك التعليم، وحقوق الإنسان، والتمكين السياسي للنساء، وقد أسهمت في العديد من المبادرات التي تدعم التغيير الاجتماعي في سوريا.

تشغل هدى، الحاصلة على شهادة في الهندسة المعمارية وتكنولوجيا المعلومات، منصب المديرية الإقليمية لهيئة الإغاثة الإنسانية الدولية.

كانت أتاسي من الأصوات البارزة في الثورة السورية ضد النظام في 2011، وساهمت في توثيق الانتهاكات التي كانت تحدث أثناء النزاع.

شاركت في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية التي تهدف إلى دعم الشعب السوري في سعيه نحو الحرية والديمقراطية.

جرى انتخابها لرئاسة اتحاد منظمات المجتمع المدني السوري، الذي يضم 45 منظمة مجتمع مدني سورية تعمل في مجالات مختلفة، لدورتين تنفيذيتين بين عامي 2017 و2021.

وجرى تكريم أتاسي لعملها الاستثنائي في المجال الإنساني في سوريا من قبل منظمة كير الدولية في حفل أقيم في العاصمة الأميركية واشنطن في عام 2016.

حسن الدغيم

حسن الدغيم: وفقا لوسائل إعلام سورية فإن الرجل يتحدر من ريف إدلب حيث عمل خطيبا ومدرسا لمادة التربية الإسلامية بعد تخرجه من كلية الشريعة بجامعة دمشق.

بعد اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، أسس الدغيم هيئة توجيهية معنية بالإرشاد والتوعية في صفوف "الجيش الحر" وشغل أيضا عضوية مجلس أمناء المجلس الإسلامي السوري.

ماهر علوش: لا تتوفر الكثير من المعلومات عن الرجل سوى أنه كاتب وباحث يركز في كتاباته على الدراسات المتعلقة بالشأن السوري.

محمد مستت: حاصل على شهادة الهندسة والعلوم السياسية وماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة حلب.

عمل مستت (40 عاما) مهندسا في مؤسسة الاتصالات عامة بحلب، وكذلك مجال التطوير الإداري والتنموي وتطوير الاتصال والحوار البيني بين "مؤسسات الثورة" في شمال سوريا قبل سقوط نظم الأسد.

مصطفى الموسى: كان يرأس مجلس الشورى في هيئة تحرير الشام في إدلب، وهو حاصل على شهادة في الصيدلة.

يوسف الهجر: قيادي في هيئة تحرير الشام وشغل منصب مدير المكتب السياسي فيها وكذلك كان عضوا في "مجلس الشورى" التابع للهيئة، التي قادت العملية العسكرية الواسعة التي أطاحت بنظام الرئيس الأسد في 8 ديسمبر 2024.

رامي عبد الرحمن (أرشيف)
رامي عبد الرحمن (أرشيف)

في ظل الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة الساحل السوري، يواجه المرصد السوري لحقوق الإنسان حملة ضغوط غير مسبوقة، بلغت حد التهديدات المباشرة بالقتل، حسبما أكد مديره رامي عبد الرحمن في تصريحات خاصة لموقع "الحرة". 

ويبدو أن هذه التهديدات تأتي في سياق سعي جهات نافذة إلى "طمس الحقائق ومنع توثيق المجازر" التي راح ضحيتها المئات من المدنيين، في واحدة من أسوأ موجات العنف منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

عبد الرحمن وصف الحملة الموجهة ضد المرصد بأنها "أشرس" مما تعرضوا له في أي وقت مضى، مشيرًا إلى أنهم سبق أن واجهوا تهديدات من  "إيران ونظام الأسد، وتنظيم داعش، وميليشيا حزب الله، وجبهة النصرة عندما كانت تسيطر على إدلب".

وتابع:  لكن هذه المرة، تأخذ الهجمة طابعًا ممنهجًا ومنظمًا، يتجاوز مجرد التهديدات الفردية إلى حملةموسعة تستهدف تزييف الوقائع وإرهاب كل من يسعى لكشف الحقيقة.

جمال سليمان للحكي سوري: هذا موقفي بشأن سوريا وطوائفها وفنانيها
الفنان جمال سليمان يتحدث لـ"الحكي سوري" عن الثورة السورية، أداء أحمد الشرع، وإدارته، كما يسلط الضوء على انتهاكات النظام السابق بحق السوريين. ويؤكد أنه بعيد كلّ البعد عن الطائفية، معبّراً عن مخاوفه من التقسيم والحروب الطائفية، ومحذرًا من الانتهازيين في صفوف الفنانين وغيرهم. كما يكشف عن مشاريعه الفنية القادمة.

الأمر الأكثر خطورة، وفقًا لعبد الرحمن، هو أن "من يتعاونون مع المرصد داخل سوريا يعيشون حالة رعب حقيقية، حيث يمكن لأي شخص في ظل الفوضى والقتل المجاني أن يكون هدفًا للتصفية الجسدية، مع جاهزية التهمة مسبقًا بأن فلول النظام السابق هم من قاموا بالاغتيال".

"ضغوط هائلة"

 كما كشف عبد الرحمن عن تعرض المرصد لضغوط هائلة وصلت إلى حد "إبعاده عن بعض القنوات العربية الكبرى، في مسعى لحرمان الضحايا من صوتهم الحقيقي ومنع نقل معاناتهم إلى العالم"، على حد تعبيره.

وفي تطور لافت، أكد مصدر مطلع للمرصد أن "فرقًا أمنية سيبرانية، يُعتقد أنها تعمل من إحدى الدول العربية، متورطة في حملة تضليل إعلامي ممنهجة" تهدف إلى "تشويه الوقائع المتعلقة بالمجزرة التي شهدتها منطقة الساحل".

وحسب المعلومات التي حصل عليها المرصد، فإن هذه الفرق تلقت دعمًا مباشرًا من السلطات السورية، وسعت إلى تشويه الأدلة وتعطيل أي ردود فعل دولية على الانتهاكات عبر تقنيات حديثة للتلاعب بالمحتوى الرقمي.

ووفق المرصد، فإن إحدى هذه الفرق "أطلقت حملة مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، تضمنت نشر "ملايين التغريدات والمنشورات المضللة"، مستعينة "بتكتيكات متطورة"، منها "تصميم فيديوهات مزيفة، وإنشاء حسابات وهمية، واختراق منصات إلكترونية لنشر سردية مشوهة" عن الأحداث الدامية في منطق الساحل.

رغم هذه الهجمات الشرسة، أوضح عبد الرحمن أن المرصد قد واصل توثيق ما وصفها بـ" المجزرة" التي وقعت في 7 مارس، حيث أكد إعدام 1557 مدنيًا من الطائفة العلوية في عمليات قتل ميدانية. 

كما جمع المرصد "فيديوهات وتسجيلات توثق تورط عناصر أمنية في المجازر" التي وقعت في مدن الساحل، مثل بانياس وريف اللاذقية، وقام بنشرها عبر وسائل إعلام دولية لإحباط محاولات التلاعب بالمعلومات.

إلى جانب ذلك، تواصل المرصد مع ذوي الضحايا ونشر شهاداتهم مباشرة، "الأمر الذي ساعد في كشف الروايات المضللة ومنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً"، كما ذكر عبد الرحمن في حديثه إلى "موقع الحرة".

"نسف السلم الأهلي" 

وفي ظل هذه التطورات طالب عبد الرحمن بضرورة فتح تحقيق دولي مستقل*بشأن أحداث الساحل، بقيادة خبراء في الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، وذلك لضمان تقديم المسؤولين عن المجازر إلى العدالة. 

كما شدد مدير  المرصد  أن "الإفلات من العقاب لن يؤدي إلا إلى مزيد من الجرائم"، محذرًا من أن استمرار العنف الطائفي في "المناطق ذات الغالبية العلوية" قد يهدد بنسف السلم الأهلي في سوريا.

وفي مواجهة الهجمات الإلكترونية وحملات التشويه، دعا عبد الرحمن الجهات المهاجمة إلى "توجيه جهودها وأموالها لمنع وقوع المزيد من المجازر، بدلًا من استخدامها لإسكات الأصوات الحقوقية وترهيب الناشطين". 

ونوه إلى أن "الهجمات الإلكترونية ومحاولات التلاعب بالحقائق لن تنجح في طمس حجم الفظائع التي ارتُكبت"، مهما تصاعدت حملات التشويه.

لجنة تحقيق.. وردود فعل متباينة 

وفي سياق متصل، كانت الرئاسة السورية الانتقالية قد أعلنت مؤخرًا عن تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن الأحداث التي شهدتها منطقة الساحل. 

وأكد المتحدث باسم اللجنة، ياسر الفرحان، لقناة "الحرة" أن اللجنة تباشر عملها ميدانيًا، ولديها لوائح بالشهود والمتهمين المحتملين. 

كما شدد الفرحان على أن اللجنة ستحقق في كل العمليات التي وقعت بالساحل، مشيرًا إلى أن موقف السلطة الانتقالية تمثل في تشكيل لجنة تحقيق رسمية للنظر في الانتهاكات.

وأضاف الفرحان أن اللجنة ستسلم نتائج تحقيقاتها إلى الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، وستقوم بإحالة من يثبت تورطهم في الجرائم إلى النيابة العامة لمحاسبتهم.

لكن هذه اللجنة أثارت جدلاً واسعًا، حيث شكك  المرصد السوري لحقوق الإنسان في "حياديتها"، خاصة مع وجود شخصيات سبق أن "بررت انتهاكات النظام السابق". 

كما أشار المرصد إلى أن اللجنة تفتقر إلى **الشفافية والاستقلالية، داعيًا إلى تحقيق دولي مستقل بإشراف منظمات حقوقية موثوقة.

بدأت التوترات في 6 مارس في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية، عندما قامت قوات الأمن باعتقال مطلوب، وهو ما أشعل موجة من العنف في المنطقة. 

وسرعان ما تطورت الأوضاع إلى اشتباكات مسلحة، حيث هاجمت مجموعات مسلحة من العلويين قوات الأمن، ما أدى إلى تصعيد خطير في المواجهات.

وشهدت منطقة الساحل موجة من العنف الطائفي المروع، حيث وثقت الأمم المتحدة عمليات إعدام تعسفية شملت قتل عائلات بأكملها، من بينهم نساء وأطفال ومعاقون. 

كما أكدت تقارير أممية أن ما جرى في الساحل السوري يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، وقد يُصنّف كجرائم حرب.