عناصر من الجيش الإسرائيلي في مناطق حدودية مع سوريا - رويترز
عناصر من الجيش الإسرائيلي في مناطق حدودية مع سوريا - رويترز

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وثيقة مزعومة قيل إنها "تحمل توجيهات من السلطات السورية الجديدة للموظفين الحكوميين، بعدم انتقاد إسرائيل أو المشاركة في تظاهرات ضدها"، وذلك في ظل توغّل قوات إسرائيلية في أراض بالجنوب السوري.

وتحمل الوثيقة المزعومة شعار رئاسة مجلس الوزراء السوري، واسم رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد البشير.

وتظهر صورها المتداولة، "بنودا تحظر انتقاد إسرائيل، أو المشاركة في تظاهرات" احتجاجية على توغّلها في الأراضي السورية، أو "رفع العلم الفلسطيني".

وحصدت هذه الوثيقة تداولاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في كل من فيسبوك وإكس.

ويأتي ظهور هذه المنشورات في وقت تتواصل فيه الغارات الإسرائيليّة على منشآت عسكرية في سوريا، بالإضافة إلى توغل قوات إسرائيلية في أراض سورية.

والسبت، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالتدخل عسكريا في سوريا ضد قوات الإدارة الجديدة، "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز"، وذلك بعد اشتباكات دامية في بلدة جرمانا ذات الغالبية الدرزية في ريف دمشق.

وأضاف: "إذا هاجم النظام الدروز فإنه سيتحمل عواقب من جانبنا. لقد أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه".

ورغم تنديد الإدارة السورية الجديدة بالتوغّل الإسرائيلي، فإنه لم تصدر عنها أي مواقف عالية النبرة إزاء اسرائيل. وكرّر رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مراراً أن بلاده التي تواجهها تحديات عدّة، لا تريد الدخول في أي صراعات.

وفي هذا السياق، انتشرت الوثيقة المزعومة على مواقع التواصل.

وثيقة مزورة

الوثيقة المنتشرة مزوّرة، ولم يصدر عن السلطات أي تعميم مشابه.

وتنطوي الوثيقة المزعومة على عدد من الأخطاء اللغوية الفادحة، من بينها 3 أخطاء متتالية في الجملة ما قبل الأخيرة، مما يجعل من المستبعد أن تكون صادرة عن جهة رسميّة.

إثر ذلك، أرشد التفتيش على محرّكات البحث عن الوثيقة المتداولة، إلى النسخة الأصلية، وهي تتضمن في الحقيقة تعميماً بتحديد ساعات دوام العمل في شهر رمضان، الذي أعلنت سوريا أول أيامه السبت الموافق الأول من مارس 2025. 

وهذه الوثيقة الأصلية منشورة على صفحة رئاسة مجلس الوزراء السورية على موقع إكس، وتحمل التواريخ نفسها إضافة إلى التوقيع، وفق فرانس برس.

وعمد مروّجو الوثيقة المزوّرة إلى تبديل القرارات المتعلّقة بدوام العمل، بأخرى تزعم صدور توجيهات بعدم انتقاد إسرائيل.

وبدوره، نفى مصدر في رئاسة الحكومة السورية لوكالة فرانس برس، ما جاء في المنشور.

ووصف مدير مكتب العلاقات العامة في رئاسة حكومة تصريف الأعمال، هشام الخطيب، هذه الوثيقة المتداولة بأنها "مزوّرة"، والمنشورات المرفقة بها بأنها "معلومات مضلّلة".

اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)
اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)

انتشر مؤخرا مقطع فيديو يظهر جثث ضحايا، معظمهم من الأطفال، وربطت بعض المنشورات بين هذا الفيديو وأحداث منطقة الساحل السوري التي وقعت في أوائل مارس الجاري.

غير أن الفيديو لا صلة له بأحداث الساحل، وفق رويترز التي أوضحت أن يوثق قصفا للنظام السوري للغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية في أغسطس 2013.

الفيديو قديم يعود إلى 2013 ولا علاقة له بأحداث الساحل

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، والمتخصص في المصادر المفتوحة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مضر الأفندي، أن الفيديو قديم ولا يمت بأي صلة لأحداث منطقة الساحل السوري، حيث يظهر قصف الغوطة بالأسلحة الكيميائية.

كما أشار عبد الرحمن إلى أن المرصد لم يوثق مقتل هذا العدد من الأطفال العلويين في أحداث العنف الأخيرة في الساحل.

كيف يمكن إنهاء العنف في سوريا؟.. لجنة التحقيق الدولية تجيب
حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينيرو، الثلاثاء من أن استمرار العنف في البلاد ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقا، مشددا على أن إنهاء هذه الدوامة يتطلب وقفا شاملا لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، وتأمين النظام العام، وإنهاء وجود الجيوش الأجنبية على الأراضي السورية.

وكانت سوريا قد شهدت في الفترة الأخيرة موجة عنف دامية، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص وهروب مئات آخرين إلى لبنان.