لقطة من الفيديو المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي
لقطة من الفيديو المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي

في أواخر عام 2024، أعلنت السلطات الجديدة في سوريا تسمية عناصر سابقين من فصائل المعارضة، ضباطاً في الجيش المزمع تشكيله بعد إسقاط بشار الأسد، وبينهم مقاتلون "أجانب"، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي الأيام الماضية، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لـ"شجار بين الضباط الأجانب خلال إفطار رمضانيّ". 

ويظهر الفيديو رجالاً ببزّات رسميّة يهاجمون أشخاصا على طاولة طعام في مكان عام.

وجاء في التعليق المرافق، أنّ الفيديو يعود لـ"خلافٍ بين عناصر أمن أجانب في سوريا، في وقت الإفطار".

لقطة من الفيديو المنتشر

وحظي الفيديو بمئات آلاف المشاركات على موقع فيسبوك، بعد أسابيع على إعلان السلطات السورية الجديدة عن اتفاق لحل الفصائل المسلحة ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.

ونشرت القيادة الجديدة في 30 ديسمبر 2024 عبر حسابها في تلغرام مرسوما، تضمّن قائمة بـ49 اسماً لـ"ترفيعهم" إلى رتب لواء وعميد وعقيد، بينهم مقاتلون سوريون وضباط انشقوا عن قوات نظام الأسد.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن من بين الأسماء الواردة في المرسوم "6 جهاديين أجانب"، منهم ألباني وأردني وطاجيكي وآخر من الأيغور ينتمي الى الحزب الإسلامي التركستاني، وتركي كان "قائد لواء" في هيئة تحرير الشام (المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى).

حقيقة الفيديو

إلا أنّ الفيديو المتداول على أنّه لشجار بين هؤلاء خلال إفطار رمضانيّ، لا علاقة له بكل ذلك.

فالبحث عن لقطات من الفيديو يرشد إلى نسخٍ منه منشورة في صفحات إخباريّة باكستانيّة على مواقع التواصل الاجتماعي في يناير 2025، وفق وكالة فرانس برس.

وجاء في التعليقات المرافقة، أنّ المشاهد تعود لشجار في إسلام أباد.

على ضوء ذلك، يرشد التعمّق في البحث إلى مقاطع مصوّرة من زوايا أخرى للشجار نفسه.

ونشرت مواقع أخباراً عن هذا الشجار، توضح أنّه "وقع بين محامين وموكّليهم في مقهى، بمحيط قاعة محكمة في إسلام أباد".

اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)
اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)

انتشر مؤخرا مقطع فيديو يظهر جثث ضحايا، معظمهم من الأطفال، وربطت بعض المنشورات بين هذا الفيديو وأحداث منطقة الساحل السوري التي وقعت في أوائل مارس الجاري.

غير أن الفيديو لا صلة له بأحداث الساحل، وفق رويترز التي أوضحت أن يوثق قصفا للنظام السوري للغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية في أغسطس 2013.

الفيديو قديم يعود إلى 2013 ولا علاقة له بأحداث الساحل

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، والمتخصص في المصادر المفتوحة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مضر الأفندي، أن الفيديو قديم ولا يمت بأي صلة لأحداث منطقة الساحل السوري، حيث يظهر قصف الغوطة بالأسلحة الكيميائية.

كما أشار عبد الرحمن إلى أن المرصد لم يوثق مقتل هذا العدد من الأطفال العلويين في أحداث العنف الأخيرة في الساحل.

كيف يمكن إنهاء العنف في سوريا؟.. لجنة التحقيق الدولية تجيب
حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينيرو، الثلاثاء من أن استمرار العنف في البلاد ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقا، مشددا على أن إنهاء هذه الدوامة يتطلب وقفا شاملا لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، وتأمين النظام العام، وإنهاء وجود الجيوش الأجنبية على الأراضي السورية.

وكانت سوريا قد شهدت في الفترة الأخيرة موجة عنف دامية، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص وهروب مئات آخرين إلى لبنان.